اعلنت اوكرانيا اليوم الخميس، عن البدء بسحب اسلحتها الثقيلة من خط الجبهة فى شرق البلاد الانفصالى الموالى لروسيا، تطبيقا لاتفاقات السلام الاخيرة المبرمة فى مينسك، فيما نددت موسكو "بسوء نية" الغرب بعد التهديد بعقوبات جديدة. وشاهد مراسل فرانس برس فى محيط مدينة ارتيميفسك على بعد 55 كلم شمال معقل التمرد دونيتسك، 15 مدفعا على الاقل منقولة على شاحنة رافقها عشرات الجنود الاوكرانيين متجهين غربا، بعيدا عن خط الجبهة. وافاد بيان صادر عن رئاسة اركان الجيش "تطبيقا لاتفاقات مينسك الموقعة فى 12 فبراير، بدات اوكرانيا سحب المدافع من عيار 100 ملم من خط التماس". وأضاف "انها خطوة اولى نحو سحب الاسلحة الثقيلة الذى سيجرى تحت مراقبة منظمة الامن والتعاون فى اوروبا. وأكد المتحدث العسكرى اناتول ستيلماخ، أن هذه المرحلة ستستغرق 24 ساعة ويليها سحب لراجمات صواريخ غراد وأسلحة ثقيلة اخرى. وكان يفترض ان يبدا الاحد سحب الاسلحة الثقيلة تطبيقا لاتفاقات مينسك 2 الموقعة بوساطة الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل وبحضور الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لكن كييف اكدت ان الامر غير وارد قبل التاكد من الاحترام التام لوقف اطلاق النار. وكان الجيش الاوكرانى اعلن فى اليوم السابق انه لم يقع قتلى فى صفوفه خلال 24 ساعة للمرة الاولى منذ سريان وقف اطلاق النار الاخير. كما كانت ليلة الاربعاء الخميس هادئة بحسب المعلومات الاولى التى نقلها العسكريون الاوكرانيون صباحا. وعرض الانفصاليون الموالون لروسيا الاربعاء على الصحافيين ما اكدوا انه سحب للأسلحة الثقيلة قرب معقلهم فى دونيتسك، لكن منظمة الامن والتعاون فى اوروبا لم تتمكن من التأكيد بان هذه التحركات فعلا لسحب اسلحة ام انها تحركات معتادة. لكن بيان رئاسة الاركان اشار الى استعداد الجيش "لمراجعة الجدول الزمنى لسحب الاسلحة فى حال محاولات هجوم" ينفذها المتمردون الموالون لروسيا. وندد ستيلماخ "بتركز القوات المعادية" قرب ميناء ماريوبول الاستراتيجى على بحر ازوف واخر المدن الكبرى فى شرق اوكرانيا تحت سيطرة كييف. كما حلقت سبع طائرات بلا طيار فوق منطقة ماريوبول فى 24 ساعة بحسب المتحدث العسكرى اندرى ليسنكو. وسمع مراسل فرانس برس تبادلا لإطلاق النار بالرشاشات فى مدينة تشيرماليك على بعد 30 كلم شمال شرق ماريوبول حيث يفصل كيلومتر واحد بين قوات الجيش والمتمردين. وستكون السيطرة على ماريوبول مرحلة محورية لتشكيل جسر برى بين روسيا والقرم بعد السيطرة على المحور الاستراتيجى ديبالتسيفى فى الاسبوع الفائت ما اتاح الربط بين معقلى التمرد دونيتسك ولوغانسك. بالرغم من هدوء نسبى على الجبهة يبدو الغربيون وفى مقدمهم الاميركيون غير مقتنعين بارادة روسيا تهدئة الازمة. والخميس حذر الامين العام لحلف شمال الاطلسى ينس ستولتنبرغ الانفصاليين من السيطرة على اراض جديدة ودعا روسيا الى سحب "اكثر من الف قطعة" سلاح ثقيل من شرق اوكرانيا. وقال ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافى فى روما مع رئيس الوزراء الايطالى ماتيو رنزى "من المهم ان تحترم كافة الاطراف وقف اطلاق النار وتسحب الاسلحة الثقيلة". وأضاف "روسيا نقلت خلال الاشهر الماضية اكثر من الف قطعة من المعدات والمدفعية وانظمة متطورة مضادة للطائرات ودبابات. عليها ان تسحب هذه المعدات وتكف عن دعم الانفصاليين". واعتبر ان اى "محاولة لتوسيع الاراضى التى يسيطر عليها الانفصاليون لاحقا ستشكل انتهاكا صريحا لاتفاق مينسك وسيكون هذا غير مقبول من المجتمع الدولي". لكن موسكو المتهمة بتسليح متمردى الشرق ودعمهم بالقوات، تنفى اى ضلوع لها فى هذا النزاع الذى ادى الى مقتل 5800 شخص فى عشرة اشهر. وندد وزير الخارجية الاميركى جون كيرى الاسبوع الماضى ب"اكاذيب" متهما روسيا والانفصاليين بانتهاك وقف اطلاق النار وملوحا بعقوبات اضافية على موسكو الخاضعة اصلا لعقوبات قاسية. من جهته اعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس الاربعاء ان مسالة فرض عقوبات اضافية على موسكو "ستكون على مستوى اوروبي" فى حال هاجم المتمردون الموالون لروسيا مدينة ماريوبول الاستراتيجية. ورد وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف الخميس "وراء هذه الدعوات هناك عدم رغبة هؤلاء الاشخاص وهذه الدول المعنية اى الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبى فى السعى الى تطبيق ما تم الاتفاق عليه فى مينسك فى 12 فبراير" . وأضاف "كل العالم يدرك تماما ان ليس هناك هدنة مثالية" مذكرا بان منظمة الامن والتعاون فى اوروبا اشارت الى تراجع حدة المواجهات. وتابع "فى النهاية، اتت الهدنة بنتائج" متهما كييف بالمطالبة بامور "سخيفة" عبر اشتراط الاحترام التام لوقف اطلاق النار قبل سحب الاسلحة الثقيلة. من جهة اخرى اعتبر الجنرال الاميركى فيليب بريدلاف قائد قوات الحلف الاطلسى فى اوروبا ان روسيا "رفعت مستوى تدخلها كثيرا، فى اوكرانياالشرقية وحوض دونباس" على الصعيد العسكرى من خلال "اكثر من الف الية قتال وقوات مقاتلة وبعضا من اكثر انظمة الدفاع الجوى تطورا، والوية مدفعية". وتحدث رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون عن فكرة استبعاد روسيا من نظام سويفت للتحويلات بين المصارف ان واصلت موسكو "تفكيك" اوكرانيا، معلنا عن ارسال مدربين عسكريين لتدريب وارشاد القوات الاوكرانية.