سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد هجومها عليه لمشاركته فى الحكومة التونسية.. الغنوشى ل"إخوان مصر": غادرنا سلطة مستحقة بانتخابات حرة وقدمنا التضحيات لنجاة التجربة الديمقراطية.. وخبراء: الجماعة تنتهج العنف والاستحواذ على السلطة
رد راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية، على هجوم إخوان مصر على الحركة، بسبب مشاركتها فى حكومة الحبيب الصيد، والقبول بعدد مقاعد قليل فى الحكومة والبرلمان التونسى، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء بالإسلام السياسى أن الجماعة تمارس نفس دور أيمن الظواهرى فى الثمانينيات والتسعينيات، وأنها تنتهج العنف والاستحواذ على السلطة. وقال الغنوشى، فى تصريحات على الموقع الرسمى لجماعة الإخوان، فى لندن: "حيرة كبيرة بلغت حد الصدمة والنكير من سلوك قادة النهضة، أصابت غير المحيطين بالمشهد العام لأوضاع تونس داخل البلد وخارجها- ودعك من المناكفين - حين قبلوا مشاركة جزئية محدودة وصفها بعضهم بالمهينة، وهم يعلنون المشاركة فى حكومة الحبيب الصيد الأخيرة". وأضاف الغنوشى، أن حال هؤلاء شبيه بمن يحرص على أن يحجز لنفسه جناحا كاملا مرفّهًا فى باخرة حتى وهو يعلم أنها متجهة إلى الغرق، ويفضل ذلك على الاكتفاء بحجز كرسى متواضع فى باخرة مأمونة العواقب". واستطرد رئيس حركة النهضة: "هؤلاء الفضلاء الطيبون الغيورون على النهضة ربما أشد من غيرتهم على تونس ينسون أن النهضة لم يمض عليها أكثر من حول عندما أقدمت طائعة مختارة على مغادرة سلطة مستحقة بانتخابات حرة، وذلك لما استيقنت أن البلد بفعل التحولات الدراماتيكية، التى عصفت بالإقليم متجه قدما نحو الهلاك، وأن السبيل الوحيد لنجاته ونجاة التجربة الديمقراطية الهشة هو تقديم التضحيات من مثل مغادرة النهضة للحكومة جملة، حكومة فى نظام شبه برلمانى تملك فيها كل السلطات تقريبا". من جانبه قال مختار نوح، القيادى الإخوانى المنشق، إن سياسة الإخوان الحالية وصلت إلى ما وصفه "شد الوتر" إلى أقصى حد بين أعضاء التنظيم الدولى، فهم غاضبون من الغنوشى بسبب عتابه لهم وغضبه من طريقة حكم مرسى والإخوان. وأضاف نوح فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن الإخوان ردت بنفس طريقة الغنوشى، على أيمن الظواهرى عندما عابتهم على المشاركة فى الانتخابات والحكومات، وهى الآن تقوم بنفس دور الظواهرى ضد رئيس حركة النهضة التونسى. وأشار القيادى الإخوانى المنشق، إلى أن الإخوان لا تعرف ماذا تريد، وتنتهج الأسلوب الصدامى، فى الوقت الذى يرفض فيه الغنوشى هذا الأسلوب وفضل أن يشارك فى الانتخابات والحكومة حتى إذا حصل على مقاعد قليلة. وقال طارق أبو السعد الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان لديها تخوف من نجاح تجربة حركة النهضة فى المشاركة فى الحياة السياسية بتونس، وذلك بعد منهج التصعيد الذى اتبعته الجماعة فى مصر. وأضاف أبو السعد، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن الغنوشى أعطى إخوان مصر درسا لن ينسوه، بعد أن عارضهم فى منهج الاستحواذ على السلطة، هو ما جعل الإخوان تهاجم النهضة بعد مشاركتها فى الحكومة التونسية وعدم معارضاتها، وهو ما قد يجعل هناك نزاعا بين الإخوان بمصر وحركة النهضة التونسية.