حذرت جامعة الدول العربية من خطورة موجات الإرهاب الذى تشهده العديد من دول المنطقة الآن، موضحة أنها تعد جزءاً من العنف الموجه ضد المرأة، خاصة عمليات الخطف والتعذيب والسبى وزواج القاصرات. وقال السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية خلال أعمال الملتقى الإعلامى حول "دور الإعلام فى مناهضة العنف ضد المرأة"، إن العنف ضد المرأة لا يشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان فحسب، لكنه أيضاً تترتب عليه تكاليف اجتماعية واقتصادية هائلة، كما أنه يقوِّض مساهمة المرأة فى التنمية والسلام والأمن. وعقد اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اعمال الملتقى الإعلامى حول "دور الإعلام فى مناهضة العنف ضد المرأة بمشاركة الدكتورة ميرفت التلاوى المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، والدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة، والفنانة صفية العمرى وعقيلات السفراء العرب بالقاهرة، وعدد من رموز العمل النسائى والإعلامى فى العالم العربى، حيث شهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى الوقوف دقيقة حداداً على استشهاد الطيار الأردنى معاذ الكساسبة الذى استشهد حرقا على أيدى تنظيم داعش الإرهابى، وشهداء العلميات الإرهابية التى ارتكبت مؤخرا فى سيناء. وأشارت السفيرة هيفاء أبو غزالة إلى أن العنف ضد المرأة يشكل أيضاً تهديداً خطيراً بالنسبة لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً، مشددة على أن جامعة الدول العربية أكدت أهمية الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيرى كونها تمتلك قدرة هائلة على التأثير فى السياسات الاجتماعية والثقافية والمعرفية الخاصة بالتوجهات العامة تجاه قضايا المرأة. ونوهت السفيرة هيفاء أبو غزالة بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قامت فى ديسمبر من عام 1999 بتحديد يوم 25 نوفمبر يوما دوليا للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة فى ذلك اليوم تهدف إلى زيادة الوعى العام بتلك المشكلة، كما أطلق الأمين العام للأمم المتحدة عام 2008 حملة بعنوان "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة"، لتمتد من ذلك العام (2008) إلى العام الحالى (2015)، من أجل دعوة الحكومات والمجتمع المدنى والمنظمات النسائية والشباب والقطاع الخاص ووسائط الإعلام ومنظومة الأممالمتحدة بأسرها إلى توحيد صفوفها فى مواجهة العنف ضد النساء والفتيات. ومن جانبها شددت السفيرة ميرفت التلاوى المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، أن المنطقة العربية تواجه مؤامرة كبيرة لتشتيت دول المنطقة وضربها من خلال أبنائها من الداخل، محذرة من خطورة الإرهاب والعنف الذى يرتكب ليس تجاه المرأة فقط وإنما تجاه المجتمع ككل. وأكدت السفيرة ميرفت التلاوى، فى كلمتها أمام المتلقى، أن العنف ضد المرأة يؤثر ثأتيرات بالغة على كافة نواحى المجتمع والأسرة خاصة الاقتصادية والأمن القومى للدولة، معتبرة أن الحرمان من التعليم والعمل والخدمات الصحية يشكل نوعا من أنواع العنف الممارس ضد المرأة. وشددت على أن العنف ضد المرأة قضية لها أبعادها الإنسانية والأخلاقية والدينية والاجتماعية والسياسية، وأن مواجهتها تتطلب تكاتفا اجتماعيا يشمل أطرافا عدة منها الإعلام الذى يضطلع بمسئولية كبيرة فى تشكيل الثقافة وتغيير التوجهات الاجتماعية إزاء المرأة وصورتها وحقوقها . وأضافت التلاوى - أن منظمة المرأة العربية تدرك الدور الهام للإعلام منذ بداية نشاطها وتبنت برنامجًا بعنوان (الإعلام ودعم المرأة)، كما عقدت فى إطاره أنشطة عدة، وأصدرت الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية بهدف تعزيز الوعى الثقافى والاجتماعى للمؤسسة الإعلامية بما يخدم تقديم رسالة إعلامية تدعم صورة إيجابية عن المرأة العربية، وكذلك بناء وتعزيز القدرات الفكرية والمهنية للإعلاميين والإعلاميات بما يمكنهم من التفاعل الإيجابى مع قضايا المرأة. وأعربت عن تطلعها إلى تعاون مثمر بين المنظمة وقطاع الإعلام العربى بما يدعم رسالتها نحو نهوض المرأة العربية. من جانبها دعت الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة إلى تضافر الجهود لمواجهة العنف ضد المرأة التى تواجه تداعيات الإرهاب الخطيرة من سبى وخطف واغتصاب وزواج قسرى، وذلك ضمن المؤامرة التى تمارس ضد الوطن العربى لتقسيمه إلى دويلات متناحرة. ودعت إلى تفعيل القوانين المناهضة للعنف ضد المرأة، وإعادة التوازن إلى الخطاب الدينى والإعلامى للنهوض بأوضاع المرأة والمجتمع.