د. حسن راتب: نحتاج قيادات على مستوى فكر الرئيس لإحداث التغيير.. لابد من خروج قانون الاستثمار للنور قبل قمة مارس المقبل.. وسيناء بحاجة إلى التحرر من القوانين المعوّقة للاستثمار

أكد الدكتور حسن راتب، رئيس جمعية مستثمرى شمال سيناء ورئيس مجموعة شركات سما، أن سيناء لابد أن تتحرر من بعض القوانين واللوائح والقرارات حتى يمكن تنميتها بصورة حقيقية.
وقال فى حواره ل«اليوم السابع» إن مصر بحاجة إلى قيادات على نفس مستوى فكر الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولديها نفس الروح لإحداث التغيير والحزم وسرعة اتخاذ القرارات خاصة فى المجال الاقتصادى من أجل الارتقاء بالوطن فى ظل الظروف الراهنة.
وقال إنه لابد أن يكون هناك اتزان بين الأمن والتنمية فى ظل الظروف الراهنة، بحيث لا يجور عنصر على عنصر آخر، ولا نريد أن يتحول خوفنا على سيناء إلى إهمال التنمية.
كيف ترى مسودة قانون الاستثمار الأخيرة؟
- طبعا كان لنا بعض التحفظات على بعض مواد القانون لكن القانون فى مجمله جيد جدا والوزير أشرف سالمان كان متحمسا جدا لإنجازه بما يحقق طموحات رجال الأعمال وبالفعل عقدنا أكثر من جلسة سواء مع الوزير أو من خلال اتحاد جمعيات المستثمرين، وتم التوافق على بعض المواد الخلافية ونأمل أن يصدر قبل قمة مارس ليكون دفعة قوية للاستثمار المصرى والعربى والأجنبى.
دكتور حسن كيف تقيم عمل الجهاز الوطنى لتنمية شمال سيناء؟
- طبعا أنا أعلنت رأيى بصراحة فى عدد من المؤتمرات خاصة ما يتعلق بدور جهاز تنمية شمال سيناء، وفعلا لابد من إعادة النظر فى المرسوم بقانون الخاص بالجهاز، خاصة ما يتعلق بشهادة الجنسية والتى من المستحيل الحصول عليها من أجل إقامة المشروعات أو حتى تملكها، وبالطبع لا يمكن أبدا تعريض الأمن المصرى للخطر فيما يتعلق بدراسة كل المشروعات المقدمة.
أيضا الجهاز تماما مثل الذى منحك سلة خبز قال لك فيها خبز سليم لا تقترب منه وفيها خبز مكسر حافظ عليه و«كل واشبع»، وبالتالى لابد أن يعاد النظر فى الجهاز الوطنى لتنمية سيناء لأنه لم يؤد دوره.
هناك مخاوف من توقف التنمية بسبب الانفلات الأمنى أو لأسباب تتعلق بالأمن كيف يمكن حل هذه الإشكالية؟
- لحل هذه الإشكالية لابد أن يجلس أهل الأمن وأهل الخبرة والاستثمارات مع بعضهم البعض برعاية الحكومة، ويتم خلال الجلسات إدارة حوار تطرح فيه كل النقاط للخروج بصياغة حقيقة من خلالها تتحقق التنمية وحتى لا تهمل التنمية بسبب الأمن أو تفتح التنمية على مصراعيها على حساب الأمن.
وهل يمكن التوصل لحلول مناسبة من وجهة نظرك لإحداث تنمية فى سيناء؟
- أولا سيناء تمتلك ثروات هائلة وأكثر من 13 خامة باحتياطات كبيرة ويمكنها أن تقود الاقتصاد المصرى لنمو كبير جدا يخرجه من عنق الزجاجة وأعتقد أن القوات المسلحة تبذل جهودا كبيرة فى هذا المجال، وأيضا أعتقد أن شركة مصر سيناء سيكون لها دور مهم فى التنمية من خلال الاعتماد على أبناء سيناء فى المشروعات.
طبعا يمكن تحقيق تنمية من خلال الاستفادة من تجارب العالم مثلا التجربة الصينية فى مدينة شينزين، وهى من أكبر قلاع الصناعة فى العالم وتتمتع بطبيعة خاصة، وأيضا التجربة السنغافورية فى الاقتصاد وغيرها من التجارب العالمية لابد أن تكون أمام أعيننا ونحن نتحدث عن سيناء وهى بعيدة عن الروتين فيما يتعلق بإنشاء المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة لتنمية سيناء، وهى تجارب ناجحة جدا وتساعد على خلق تنمية حقيقية من خلال مناطق ذات طبيعة خاصة مثل الصين وسنغافورة لخلق تنمية حقيقية.
وكيف تم تحقيق المعادلة فى مشروعات سما فى سيناء من حيث استمرار العمل رغم الانفلات الأمنى؟
- أنا أعيش فى سيناء منذ 30 سنة أعرف كل مشايخها وأبنائها وأطفالها، تربوا على حجرى، وهم ناس طيبون بطبعهم، ولا يمكن أبدا أن تسىء قلة إلى الأكثرية منهم، وهم بصراحة من حموا استثمارنا ومصانعنا فى سيناء خلال فترات الانفلات الأمنى، وحاليا، وهم أكثر دراية بالمكان.
أيضا نحن أخذنا برأيهم فى المشروعات فى قرى نخل والحسنة، لذلك نجحت، مثلا البدوى يحب ارتفاع الشباك مترا ونصف المتر، عكس أبناء المدن يريدونه بارتفاع متر و10 سنتيمترات فقط، ولابد أن يتم مراعاة عادات وتقاليد البدو فى العمل بسيناء.
وكيف ترى عملية بناء مدينة رفح الجديدة؟
- أرى أن يكون بناء مدينة رفح الجديدة من بنات أفكار أهل سيناء لأنه لا يمكن أن تكون منازل رفح مثل منازل شبرا مثلا، وأيضا لابد أن تكون وفقا لرغبة الناس واحتياجاتهم، وهذا سر نجاح القرى التى بنيناها فى مركزى نخل والحسنة بوسط سيناء لأنها بنيت من وحى فكر أبناء سيناء الذين يفهمون طبيعة المكان أكثر من أى أحد.
مثلا أيام السيول اقترح البدو بناء سد لحجز المياه، ولم يبن، وكان كفيلا بحجز مئات الملايين من أمتار المياه.
ما حجم إنتاج شركات أسمنت سيناء وكيف يمكن تسهيل عمليات التصدير؟
- أولا أسمنت سيناء بدأ ب300 مؤسس و30 ألف مساهم والحمد لله الآن يتم إنتاج 5 ملايين طن أسمنت سنويا للتصدير والسوق المحلى ويمكن زيادة عمليات التصدير من خلال الانتهاء من تعميق غاطس ميناء العريش لاستقبال السفن الكبيرة التى يمكن من خلالها تصدير الأسمنت وغيره من الخامات مباشرة عبر الميناء بدلا من نقل الخامات للسويس أو لبورسعيد للتصدير وتحمل أعباء النقل البرى والتأخر على المعديات العاملة بقناة السويس.
دكتور حسن لديكم استثمارات فى قطاع التعليم فى جامعة سيناء هل أثر الانفلات الأمنى عليها؟
- جامعة سيناء فيها 6 آلاف طالب منها 1500 فقط من سيناء، والباقى من دول عربية ومن بقية المحافظات المصرية، ولا توجد فيها مشاكل والدراسة منتظمة والطلاب لم يخافوا وشعروا بالأمان وأيضا بجودة التعليم فى الوقت نفسه.
وقال مع ذلك لم ننس أبناء سيناء، حيث منحنا 350 منحة مجانية منها 100 من خلال المحافظ، وكل بدوى يدخل الجامعة مجانا وتحقق الجامعة عائدا طيبا برغم المنح الطلابية والمفاجأة أنه كان لدينا قائمة انتظار تصل ل2500 طالب هذا العام.
متى يتم افتتاح فرع الجامعة بمدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية؟
- فرع الجامعة على الضفة الشرقية لقناة السويس يقع على مساحة نحو 100 فدان وخلال العام الحالى سيتم افتتاح المركز العلمى العالمى بمدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية وسيكون على غرار جامعات هارفارد وكمبردج وأكسفورد وسيخصص لخدمة محور قناة السويس، وسنعقد جلسات مع الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، لبحث احتياجات المحور الفنية وعلى أحدث مستوى.
أيضا سيتم تدشين 3 كليات جديدة هى كليات هندسة، ولن تكون هندسة عادية بل ستخصص لصيانة وصناعة السفن، بالإضافة إلى كليتى طب أسنان وصيدلة.