تعددت مليونيات تاريخ مصر فى السنوات الأخيرة، حيث خرج الشعب عن صمته وملأ الميادين والشوارع.. توحدت فى أوقات كثيرة أراء جميع الأطياف والأحزاب والحركات الثورية، واختلفت فى بعض الأحيان، وما بين النجاح والفشل والاتفاق والاختلاف رسم المصريون صورا رائعة لتجمعات أبهرت العالم بصرف النظر عن مطالبهم وتحقيقها من عدمه. البداية كانت فى جمعة الغضب 28 يناير 2011 واستمرت المظاهرات فى ميدان التحرير الذى شهد ميلاد الثورة، حتى خلع الرئيس الأسبق حسنى مبارك بإعلان نائبه عمر سليمان فى بيان مقتضب تخليه عن منصبه، وتكليفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى بإدارة شؤون البلاد. وفى السطور التالية ترصد «اليوم السابع» أشهر 9 مليونيات تسببت فى خلع مبارك وعزل مرسى حملت أسماء مختلفة. 1 - جمعة الغضب 28 يناير.. انسحاب الشرطة وإحراق الأقسام كانت شرارة الثورة الحقيقية وفيها توافق الجميع على مبادئ الثورة «عيش حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية»، وخرج الملايين بعد أداء صلاة الجمعة، فى مظاهرات واسعة، وقطعت السلطات المحمول والإنترنت وهاجم البعض معظم أقسام ومراكز الشرطة وأحرقوها وانسحب رجال الأمن من الشوارع وسقط كثير من القتلى والمصابين، ونزلت مدرعات الجيش للشوارع. 2 - مليونية التنحى 11 فبراير 2011.. الملايين زحفوا إلى القصر فأذاع عمر سليمان البيان دعا وشارك فيها كل التيارات السياسية وزحف الملايين من ميدان التحرير وكل الميادين إلى قصر الرئاسة بالاتحادية، فأعلن اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، خطاب تنحى مبارك وعمت الفرحة كل شوارع وميادين المحافظات. 3 - جمعة النصر 18 فبراير 2011.. القرضاوى فى التحرير دعا شباب الثورة وبعض الحركات السياسة على رأسها 6 إبريل وكفاية إلى مليونية باسم «جمعة النصر»، لمحاسبة جميع رموز النظام الفاسد، والإفراج عن المعتقلين وإلغاء الطوارئ وحل الحزب الوطنى وجهاز أمن الدولة، وكان أبرز الحضور يوسف القرضاوى، الذى نزل الميدان وألقى خطبة الجمعة قال فيها: «أيها المصريون، أقباط ومسلمون.. اليوم يومكم.. كله لكم.. و25 يناير هو ثورتكم. 4 - جمعة الفرصة الأخيرة 18 نوفمبر 2011 ضد المجلس العسكرى.. والعباسية ترد بمليونية مؤيدة شاركت فيها القوى الثورية ضد المجلس العسكرى رفضا لتعامل الجيش مع النشطاء باستعمال القوة المفرطة، عقب الأحداث الدامية التى شهدها شارع محمد محمود، وراح ضحيتها عشرات الشهداء، وفقد عشرات الشباب عيونهم، على يد قناصة قيل إنهم تابعون للداخلية، وفى المقابل شهد ميدان العباسية مليونية مضادة، شارك بها آلاف المؤيدين للمجلس العسكرى فى مظاهرة أقل عددا رفعت شعار «لا للتخريب» و«الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة» و«موتوا بغيظكم.. نعم للمجلس العسكرى». 5 - مليونية الذكرى الأولى للثورة الأربعاء 25 يناير2011 عمت مليونية الاحتفاء بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير جميع ميادين مصر، وطاف المشاركون شوارع وسط القاهرة من كورنيش النيل حتى ميدان التحرير، حاملين علما يبلغ طوله نحو 100 متر، وأعلنت بعض التيارات والحركات بما فيها ائتلاف شباب الثورة الاعتصام بالميدان حتى جمعة العزة والكرامة. 6 - مليونية الشرعية الثورية الأحد 27 فبراير 2011.. نزول عصام شرف إلى التحرير دعت إليها الأحزاب والحركات والقوى الثورية والذين أجمعوا على ضرورة إقالة حكومة أحمد شفيق، واحتشد عشرات الآلاف فى التحرير فى يوم الأحد 27 نوفمبر والثلاثاء الذى تلاه، ونزل عصام شرف يوم الجمعة 4 مارس 2011 لأول مرة فى ميدان التحرير بعد تعيين أول حكومة ثورية برئاسته «حكومة الإنقاذ الوطنى»، وذهب شرف إلى الميدان، إيمانا منه بالشرعية الثورية التى تلغى جميع الشرعيات الأخرى، إلا أنه لم يوفق فى مهمته. 7 - مليونية تسليم السلطة الجمعة 29 يونيو 2012.. مرسى يؤدى اليمين فى التحرير ويفتح الجاكت شهدت مليونية «تسليم السلطة» حدثا ربما لن يتكرر، وهو أداء الرئيس المعزول محمد مرسى اليمين الدستورية أمام مئات الآلاف من المتظاهرين، حيث فتح الجاكت الذى يرتديه مؤكدًا أنه لا يرتدى قميصا مضادا للرصاص، وردد هتاف «ثوار أحرار حنكمل المشوار». وخطب مرسى قائلاً: «لا سلطة فوق سلطة الشعب، وتعهد بدولة مدنية، وأضاف: لا سلطة فوق سلطة الشعب.. أنتم أصحاب السلطة.. أنتم أصحاب الإرادة.. أنتم مصدر السلطة»، موضحا: «أنا صاحب القرار بإرادتكم، إنكم مصدر السلطة ولا تعلو عليكم أى مؤسسة. 8 - مليونية الشرعية والشريعة 30 نوفمبر 2012.. الإسلاميون يحتشدون أمام جامعة القاهرة لدعم الإعلان الدستورى.. وحسان يتحدث مئات الآلاف من المتظاهرين احتشدوا أمام جامعة القاهرة، ومسيرات انطلقت من ساحتى مسجدى «مصطفى محمود» و«عمرو بن العاص» وكوبرى أحمد عرابى بشبرا، وحشود جاءت من المحافظات إلى ميدان النهضة لتأييد ودعم قرارات الرئيس الأسبق محمد مرسى، وعلى رأسها الإعلان الدستورى للرد على الرافضين فى ميدان التحرير، وتحدث فى المليونية كل من الشيخ محمد حسان والشيخ محمد الصغير والشيخ أمير خضر. 9 - مليونية الإنذار الأخير الثلاثاء 4 ديسمبر2012 .. المتظاهرون يحاصرون «الاتحادية» ومرسى يغادر القصر حاصر مئات الآلاف قصر الاتحادية بعد أن وصلت المسيرات إليه من ميادين التحرير، والعباسية، ومصطفى محمود، وهى تهتف بسقوط مرسى، وحكم المرشد والإخوان، وأعلن المئات اعتصامهم لحين تحقيق مطالبهم، فيما غادر الرئيس القصر وتعرض موكبه للرشق بالحجارة. وفى اليوم التالى للاعتصام هاجم عدد من مؤيدى مرسى المعتصمين عند الاتحادية، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وإصابة المئات وضم المتظاهرون عددا من الفنانين منهم المطرب هشام عباس.