جمال.. هو الابن الأصغر للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، وكان اسمه قاسما مشتركا فى المظاهرات ضد نظام والده، منذ عام 2004، مع تأسيس الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» والتى حملت شعارات «لا للتمديد لا للتوريث»، حيث انضم جمال للحزب الوطنى فى عام 2000، بعد عودته من العمل فى أحد البنوك بالعاصمة البريطانية لندن، وصعد نجمه داخله بسرعة الصاروخ، مدعوما بسلطة الأب، و«لوبى» جديد تشكل حوله، وأطلق عليه إعلاميا وصف «الحرس الجديد» أو «الجناح الإصلاحى»، ولم يحل عام 2007 إلا و«مبارك الابن» فى موقع الأمين العام المساعد للحزب وأمين لجنة السياسات والمعنية برسم التعديلات والتغييرات التى شهدها الحزب والنظام السياسى. منذ عام 2004 بدأ اسم جمال مبارك يتردد فى الأوساط السياسية خصوصًا مع تشكيل حكومة أحمد نظيف، والتى أكدت العديد من التقارير الإعلامية فى ذلك الوقت أنه من اختار نظيف وأنه كان مشاركا فى اختيار الوزراء فى حكومة نظيف، ليتصاعد الحديث حول مشروع «التوريث» ولتتزايد أعداد المحتجين ضد نظام مبارك، وتلتئم فى إطار حركات سياسية ك«كفاية والجمعية الوطنية للتغيير»، ومع تزايد نفوذ «لجنة السياسات» فى دائرة صنع القرار فى الدولة المصرية، كانت تتصاعد مشاعر الغضب فى الشارع المصرى. الاقتراب من تنفيذ مشروع التوريث وخاصة مع التزوير الفج لانتخابات برلمان 2010، زاد من إحساس المصريين ومؤسساتهم الوطنية بأن النظام أصبح عصيا على الإصلاح، فكانت المساندة الواضحة من قبل القوات المسلحة لثورة الشعب المصرى فى 25 يناير 2011، ما وضع النهاية للمشوار السياسى لجمال مبارك، وقاده إلى مشوار آخر فى رحلة الدفاع عن نفسه أمام اتهامات وجهت إليه بالفساد المالى، بعد فترة تعامل فيها ووالده الرئيس الأسبق بمنتهى الاستخفاف مع معارضيهما، وعلق «الأب» على تشكيل المعارضة برلمانا موازيا بعد انتخابات 2010، بجملته الساخرة الشهيرة «خليهم يتسلوا» وعلى دربه، علق «الابن» على سؤال وجه إليه فى المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى المنحل فى نوفمبر 2009، وجه حول إمكانية إجراء مناظرة مع المعارضين من الأحزاب السياسية وجماعة الإخوان وشباب 6 إبريل وحركة كفاية، بعبارته الشهيرة «طيب ردوا انتوا بقا عليه.. رد يا حسين».. ليأتى الرد قويا فى 25 يناير 2011، ويطيح بالابن والأب معا.