أكد الدكتور محمد عبدالفتاح، أخصائى رعاية الأطفال بمستشفى أبوالريش الجامعى، أهمية أن يكون المحيطون بالمريض على دراية كاملة بمراحل خطر البرد، والتى تستلزم أحيانًا نقل المريض للمستشفى، كما لا يعلم أغلب هؤلاء كيفية الإسعاف الأولى البسيط للأعراض المتفاقمة منزليًا، رغم أن هذه الإسعافات فى غاية الأهمية، وعلى كل إنسان عاقل ومدرك الإلمام بها، وفى هذا السايق يقدم د. «عبدالفتاح» نصائح لمواجهة أمراض البرد: فى حالة الإصابة بالسعال الجاف، أو الملىء بالبلغم بشكل ملحوظ يجب التعامل السريع مع الحالة حتى لا تتطور وتصاب بمشكلات فى الصدر، وفى حالة السعال الجاف يفضل استنشاق بخار ماء مغلى، أو مغلى بالبابونج ذى الرائحة الموسعة للشعب الهوائية، أما فى حالات الإصابة بالبلغم المصاحب للسعال، فيجب على البالغين إخراجه والتخلص منه سريعًا مع تعاطى دواء شرب طارد للبلغم، وفى حالة الأطفال غير القادرين على إخراجه تقدم لهم الأمهات مذيبًا للبلغم، ومهدئًا للسعال، مع الحفاظ على الصدر دافئًا. ويرى د. «عبدالفتاح» أن ارتفاع درجة حرارة الجسم للأطفال والبالغين أمر طبيعى مصاحب للعدوى المتفشية، خاصة هذه الأيام، ونصح بضرورة قياس درجة حرارة المريض كل ساعة، وإذا لم تتخط حد ال38 درجة، يكتفى بالكمادات العادية «مياه لا باردة ولا ساخنة»، ويمكن إضافة الخل إليها، مع وضعها على جبهة المريض كل فترة، فيما يفضل إعطاء الأطفال خافضًا للحرارة عن طريق الفم، مع المداومة على الكمادات لضمان انضباط الحرارة. ونصح د. «عبدالفتاح» الأم عند استحمام الطفل المريض بضبط درجة حرارة المياه، بحيث لا تكون باردة كما هو شائع لخفض درجة الحرارة، وذلك حتى لا يعانى من التهاب الجلد الشديد ما يظهر لنا مشكلة مرضية جديدة، ناهيك عن احتمالية إصابة الطفل بصدمة حرارية قد تؤثر على وظائف جسمه، أما فى حالات ارتفاع درجة الحرارة عن ال39 دون انخفاض، فيتم نقل الطفل أو البالغ على وجه السرعة للمستشفى لتعاطى خوافض حرارة سريعة تسيطر على درجة الحرارة المرتفعة. التشنجات وتخشب الجسم من الأعراض الشائعة للمضاعفات المتقدمة لعدوى البرد المتفشية، وللأسف يقف المحيطون بالمريض عاجزين عن التعامل معها، لجهلهم بالإسعاف الأولى له، وفى ذلك يرى د. «عبدالفتاح» أن الإسعاف المنزلى الوحيد للطفل الذى يعانى من تشنج حرارى هو الحفاظ على مجرى تنفسه سالكًا لا يعوقه شىء، حتى لا يتعرض لاختناق يعجز المحيطون به عن التعامل معه سريعًا، مشيرًا إلى ضرورة وضع الأم أى قطعة بلاستيكية خفيفة بين الأسنان حتى لا تنطبق على بعضها، كحقنة بلاستيكية أو قطعة بلاستيك خفيفة وآمنة، مع الحذر عند وضعها، ويتم نقل الطفل على الفور لأقرب مستشفى لإسعافه، وخفض درجة حرارة الجسم سريعًا. النهجان وصعوبة التنفس، حالة تلاحظ فيها الأم صعوبة تنفس الطفل مع نهجان الصدر بشكل ملحوظ، حينها ينقل الطفل على الفور إلى المستشفى لتعاطى جلسات أوكسجين سريعة، مع جلسات بخار للحفاظ على التنفس طبيعى. ويعد انقطاع التنفس من أخطر المضاعفات التى يستلزم فيها نقل المريض سريعًا إلى أقرب وحدة طوارئ أو مستشفى، لأنه يعانى من حالة عدم اتزان فى مراكز التنفس، ومشكلة حقيقية فى القدرة على التنفس، مما يستدعى نقله إلى عناية مركزة على الفور.