أصبحت دور الأيتام لغزًا كبيرًا احتار المصريون فى حله، فتحولت دار الرعاية فى 2014 لمكان يهان فيه الطفل، يعذب ويهتك عرضه فيه من جانب زملاء له أو من جانب عاملين بالدار. فالعام الجارى شهد تعدى مشرف دار أيتام بالعاشر من رمضان بمحافظة الشرقية جنسيًا على 8 أطفال من الذكور، واعترف الجانى بجريمته قائلًا: «أتمنى من الأطفال أن يسامحونى، أنا أعمل فى هذا الدار منذ عام ونصف، ومسؤول عن رعاية 9 أطفال من الذكور تربويًا، ولظروف خارجة عنى قمت بتلك الجريمة». دار أيتام «الحرية» بعين شمس شهدت أيضًا هتك عرض طفل على يد مشرفين بالدار، حيث كشفت تحقيقات النيابة أن الطفل الذى يبلغ من العمر 10 سنوات تعرض للتحرش وهتك العرض من أحد مشرفى «الشفت» المسائى بالدار، وأن الطفل قد أبلغ إحدى الإخصائيات بالدار لكنها تقاعست ولم تبلغ بالواقعة، كما قام المتهم الثانى بتكرار ما فعله المتهم الأول، وهتك عرض الطفل بعنف، مما أدى إلى تعرضه للإعياء، وبعد أن قصّ الطفل الواقعة لإحدى الإخصائيات بالدار قامت بتحرير محضر بقسم الشرطة بالواقعة. ومن بين الوقائع الشهيرة أيضًا تعذيب أيتام داخل «دار رعاية أيتام مكةالمكرمة» بمنطقة الطالبية بالجيزة على يد مدير الدار، ويدعى «أسامة. م. ع» الذى ظهر فى مقطع فيديو خلال تعذيبهم وضربهم بعصا خشبية، حيث اعترف المتهم بأنه نشبت خلافات بينه وبين زوجته، حيث بدأت فى إهماله وعدم الاهتمام به والسهر خارج المنزل وتركه بمفرده، كما اكتشف أيضًا أن ابنه يدخن، مما سبب له أزمة نفسية أدت إلى اعتدائه على الأطفال. «دار الطفل المسلم» لكفالة الأيتام بالنزهة، لم تخلُ من الانتهاكات، حيث قامت «آمال»، مشرفة، بضرب طفل يبلغ من العمر عامين ضربًا مبرحًا وتعذيبه، مما أدى إلى إصابته بجرح فى مؤخرته، كما تعرضت طفلتان رضيعتان لحالة إعياء شديد نتيجة عدم الاهتمام بهما وتركهما لمشرفات غير مؤهلات للتعامل مع الأطفال سوى بالضرب. وأخيرًا تم الكشف عن أن «دار رابح» بالتجمع الخامس يقوم صاحبها بإقامة حفلات، ويدعو مشاهير المجتمع للاحتفال بالطفل اليتيم، ويصطحب القنوات الفضائية لتصويره على أنه كافل اليتامى، للحصول على أكبر قدر من التبرعات، كما أن الدار ليس بها أى مشرفين ولا مشرفات، بينما يضع المتهم أسماء وهمية لهم، كما أن صاحب الدار يستغل الأطفال فى العمل بمزرعته الخاصة بوادى النطرون. كما كشف تقرير صادر عن منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان عن مستندات مسربة من واقع محاضر المشرفين الاجتماعيين ب«جمعية إنقاذ الطفولة» بشارع ميريت بميدان التحرير، والمشهرة تحت رقم 596 لسنة1967 بوزارة الشئون الاجتماعية، والتى تؤكد تفشى ظاهرة الشذوذ الجنسى بين أطفال الجمعيات الأهلية والأطفال اللقطاء. وأكد التقرير أن المحاضر المسربة تشير إلى عدم وجود إخصائيين اجتماعيين بالجمعية أو نفسيين، على الرغم من أن إدارة الشؤون الاجتماعية بعين شمس تقوم بالإشراف على تلك الجمعية التى تعتمد على تبرعات رجال الأعمال، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن المشرفين الاجتماعيين قدموا عددًا كبيرًا من المحاضر تشير إلى تفشى الشذوذ الجنسى بين الأطفال إلى مدير الجمعية، فإنه ضرب بالمحاضر عرض الحائط، رافضًا الاعتراف بالوقائع المسجلة بالمحاضر، مضيفًا أنه قام بإعدام وحرق المحاضر والتخلص منها لإخفاء أى أدلة لإدانة الفساد الإدارى هناك، وقامت إدارة الشؤون الاجتماعية بعين شمس بتنظيم عدة زيارات للجمعية دون اتخاذ أى إجراءات قانونية، حسب التقرير.