الحديث عن ديسمبر حديث جَدّات لا أتحدُث فى العادة عن ديسمبر الشتاءُ يكتنزُ على أغصانِ الفراولة المشتبكة فى رأسى ثمرةً متجمدة، والصباحُ يتشاور مع حواف البنايات وأعالى الشجر، على إقراضِ الياسمين الجديد فى الشرفة، قبلةً من ضوء الصبح لا أتحدثُ عن ديسمبر الذى انتظرته طوال عام لأن الحديثَ عن الشتاء هو حديث جدّات الصباحُ ينزلُ عن سحابة محمرة الحواف أفكر فى كتابة دراسةٍ عن احمرار الشمس المائلة عن قوسها الواسع الكسول الذى تنزلقُ فيه بين الأغطيةِ ثم تسقطُ فى فمِ الأفقِ ككاهنةٍ وصلت إلى السر وقد أوصلها إليه أنّها تجاهلت الكنوز المنكشفة على الطريق تخيل لو أنها وقفتْ فوق أحد أسرار الخلق التى تطلع عليها كل يوم وكيف يمكن أن ينكسر الميزان وتطير كفّتَاه وهكذا تماما، أريدُ أن أمشى إليكِ طوال نهار حياتي وأسقطُ فى فمكِ عند الغروب. لؤلؤة سوداء أرى السفينة فى البحر وأتذكر الحوت الرمادى، يرقص وحيدا على سطحها. لا أّذكر شيئا غير هذا، وأنتِ، اللؤلؤة السوداء فى المحارة. الآن، أنا أهربُ أهربُ من كل شىء، وحياتُكِ سنبلةٌ أخيرةٌ حطمت إسفلت الرصيف العالى الذى بين عينى وجبهتى. ها أنا أسقى صبارى كل يوم أو يومين وأفقد أصدقائى وحياتُكِ لا أمين فى هذا العالم أرسله إليكِ الرسالةٌ التى فى حلقى، تضىء بالليل الليلُ نفسُهُ لؤلؤةٌ سوداءُ فى إحدى عينيك وفى العينِ الأخرى، يهون العالم.