سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلال مؤتمر "الجمهورية" لمكافحة الإرهاب.. وزير الرياضة: تطوير الحوار مع الشباب.. والخارجية: مواجهة العنف بالمنطقة وليس الوطن فقط.. ووزير الشباب الأسبق: مصر تعانى انقسامًا لغياب رؤية الدولة
شهد مؤتمر مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر- جريدة الجمهورية- والذى نظمته على مدار يومى الأحد والاثنين 14 و 15 ديسمبر الجارى، لمواجهة الإرهاب، بأحد فنادق القاهرة تحت شعار "ضد الإرهاب"، العديد من الفعاليات والرؤى المهمة لمواجهة الإرهاب، لعدد من الوزراء الحاليين والسابقين وعدد آخر من الشخصيات السياسية البارزة فى المجتمع المصرى. ومن جانبه، قال المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، هناك مؤشرات إيجابية للجهود التى تبذلها الدولة من خلال إقامة حوارات ولقاءات مفتوحة مع الشباب وحرية التعبير عن الرأى للاستماع لرؤيتهم وأفكارهم وتبنيها، موضحا أن الوزارة وقعت بروتوكول تعاون مع وزارتى التعليم العالى والأوقاف لتنظيم لقاءات مفتوحة مع الشباب. وأضاف وزير الشباب والرياضة، خلال كلمته بندوة التعليم والشباب، بمؤتمر مؤسسة دار التحرير، المنعقد اليوم الاثنين، بأحد فنادق القاهرة، تحت شعار "ضد الإرهاب" أن البلاد شهدت خلال الفترة الماضية تطورا وتحسنا فى إقامة حوارات مفتوحة مع الشباب، مشيرا إلى أن الشباب اليوم استطاعوا أن يتطرقوا إلى النقاش فى أى موضوع خاصة الموضوعات التى كانت محظورة سابقا. وأشاد وزير الشباب، بدار الافتاء والجامعات لإقامة حوارات مع الشباب والاستماع إلى آرائهم وأفكارهم حتى لا ينجرفوا وراء الإرهاب وتنفيذ العمليات الإرهابية، فيما أكد أن المناهج فى الأزهر تحتاج إلى تطوير. وأشار إلى أن الشباب أصبح لديهم وعى كامل ساعدهم على أن يدركوا يوم 28 نوفمبر الماضى، بوجود مخطط خارجى وداخلى لهدم الدولة، فلم يستجيبوا لدعوة التظاهر فى هذا اليوم رغم أن البعض من الشباب لديه اختلافات مع الأنظمة الحاكمة. وأكد أن الشباب لديهم فرصة حقيقية فى الانتخابات البرلمانية القادمة، مشيرا إلى ضرورة بذل قصارى جهودهم حتى يكونوا على قدر المسئولية فى الانتخابات البرلمانية والمحليات. وفى السياق نفسه، قال العامرى فاروق، وزير الرياضة الأسبق، إن المجتمع المصرى يعانى من حالة انقسام شديد أدت لتفاقم الفجوة بين طبقات المجتمع، مؤكدا أن هذه الحالة ناتجة عن غياب رؤية الدولة فى كثير من الأحيان، وهو الأمر الذى يؤدى أيضا إلى حالة من التخبط. وأضاف وزير الرياضة الأسبق، خلال كلمته بندوة التعليم والشباب، أن مشكلة التقسيم متغلغلة فى معظم القطاعات، فالتعليم مثلا فى السابق كان ينقسم لتعليم حكومى أو تابع للإرساليات أما الآن فهناك أنواع كثيرة من المدارس الحكومى واللغات والإرساليات والتعليم الأجنبى ومعاهد قومية ومدارس تابعة للسفارات، وكذلك الحال فى التعليم العالى من جامعات حكومية وخاصة وتابعة لدور نشر، مؤكدا أن هذا الأمر جعل طبقات المجتمع بعيدة كل البعد فى ثقافتها ولا توجد لغة مشتركة. وانتقد "العامرى"، فى كلمته، عدم وجود رؤية للدولة فى زرع الأفكار القومية فى عقول النشء الجديد، مستشهدا بمشروع زراعة المليون فدان التى أعلن عنها رئيس الجمهورية ونوه أن ذلك ينبغى أن يدرج فى المناهج. كما أكد أن التنسيق بين وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالى، والثقافة، والشباب، قادر على تمكيننا من النهوض بالبلاد. وبدوره قال الدكتور محمد أبو هاشم، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن مؤتمر "الجمهورية ضد الإرهاب"، ما هو إلا تأكيد على رسالة الأزهر التى بعثها للعالم خلال مؤتمره لمكافحة الإرهاب منذ أسبوع بأن أجهزة الدولة جميعا تنبذ العنف والإرهاب. وأضاف نائب رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته، أن المناهج الأزهرية تم تطويرها بشكل مميز، مشيرا إلى أن ما يقال عن وجود فتاوى شاذة بالمناهج الأزهرية غير صحيح، موضحا أن وجود أى فتاوى خاطئة يكون بغرض التعلم والمعرفة فقط، لأن الأزهر يخرج فى النهاية عناصر لها رؤية وسطية للدين. وأشار إلى مساندته لرأى الدكتور حسين عيسى، رئيس جامعة عين شمس، بتشكيل لجنة لتجديد الخطاب الدينى، مؤكدا ضرورة أن تكون تلك اللجنة على مستوى وزارى لضمان تنفيذ قراراتها. من جانبه، قال السفر كريم حجاج، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية، إن الصورة المعقدة للتيارات الإرهابية جعلت الأبعاد الدولية لا تقل خطورة عن التهديدات الداخلية، وهو الأمر الذى يعظم تحرك وزارة الخارجية فى هذا الإطار. وأضاف رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية، خلال إلقائه الكلمة نيابة عن وزير الخارجية، بالندوة السياسية بمؤتمر مؤسسة دار التحرير، أن وزارة الخارجية تضع استرتيجية للتحرك على المستوى الخارجى لمواجهة الإرهاب وترتكز تلك الاسترتيجية على عدة محاور أساسية هى التأكيد على أن المنظمات الإرهابية المنتشرة فى المنطقة بمختلف مسمياتها يجمعها إطار فكرى وعقائدى واحد. وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية تجمعها روابط وعمل مشترك، فلا فرق بين جبهة النصرة، وداعش، والإخوان، وأنصار بيت المقدس، لأن جميع هذه الجماعات تتخذ من الفكر المتطرف منهج وقاعدة لتحركها. وأكد أن مصر تتعامل مع التحرك الدولى والإقليمى ضد الإرهاب باعتباره ظاهرة دولية لا ترتبط بمنطقة أو دين أو أمة، مع التأكيد على أن أهم مسببات الإرهاب فى المنطقة العربية شعور أبناء المنطقة بالظلم من العدوان الإسرائيلى على فلسطين، وعدم إحساسهن بالمساواة والعدل فى التعامل مع القضية الفلسطينية. وتابع: "ليست هذه هى المرة الأولى التى تتعرض فيها مصر لموجة إرهابية تهدد أمنها وشعبها، فما مرت به مصر من إرهاب فى التسعينيات رسخ لديها خبرة سياسية وأمنية وفكرية، بما يوفر لمصر رصيدا ثمينا لتقدم الخبرات للدول الصديقة الداعمة لمصر لحماية الأمن القومى المصرى". وشدد على أهمية عدم الاقتصار على المواجهة الأمنية، ولكن اللجوء أيضا لتطبيق القانون والتصدى للفكر الإرهابى من خلال الأزهر والكنيسة والإعلام. فيما قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن جماعة الإخوان تحاول دائما تشويه صورة مصر فى مختلف المحافل الدولية، وآخرها مؤتمر جنيف، والزعم بأن الأجهزة الأمنية المصرية تمارس القمع ضد الجماعة، مضيفا أن مصر من أكبر الدول فى المنطقة التى تمتلك القوى الناعمة، ويجب استخدام تلك القوى من قبل أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الخارجية فى مواجهة الإرهاب. وأضاف وزير الخارجية الأسبق، "يجب العمل على إعداد استراتيجية كاملة للحفاظ على الصورة المصرية أمام العالم"، مشيرا إلى أننا فى صدد استكمال خارطة الطريق بإجراء الاستحقاق الثالث المتمثل فى انتخابات البرلمان، وأن الانتهاء من ذلك الاستحقاق سيؤكد للعالم كله أن مصر تتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الديمقراطية، وسيكون البرلمان أحد أهم الأسلحة لمواجهة الإرهاب، وهو الأمر الذى يفرض علينا دعم الدولة لإتمام هذا الاستحقاق. وأشار إلى أهمية العمل على دوائر متعددة لمواجهة الإرهاب فى عدة دوائر تتمثل فى الوطن، والثانية فى الإقليم، والدائرة الأوسع وهى العالم، مضيفا لا يجب أن نسمح باستخدام ذلك النطاق كسلاح لخنق مصر. وألقى جلاء جاب الله، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر –جريدة الجمهورية، البيان الختامى للمؤتمر، والذى جاء فيه "نتقدم بالشكر لرئيس الجمهورية على رعايته للمؤتمر، كما نتقدم بالشكر إلى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء لافتتاحه المؤتمر وألقائه الكلمة الافتتاحية التى كانت وسام على صدرنا، كما نشكر كل الحضور من سفراء ووزراء ورؤساء الهيئات المختلفة ورؤساء الأحزب". عقدت مؤسسة الجمهورية إحدى القلاع الكبرى للصحافة القومية مؤتمرها الصحفى ضد الإرهاب، كإحدى فعالياتها للقيان بدورها كشريك اساسى فى حربنا المقدسة ضد الإرهاب، ونشكر الرئيس على موافقته على أن يعقد المؤتمر تحت رعاية، وهو ما يعد إيماء منه بالدور الخلاق للصحافة المصرية فى معركة الوجود التى تخضوها مصر ضد الإرهاب، وباسم 4000 عامل وصحفى وإدارى بمؤسسة الجمهورية، نؤكد أنهم لن يدخروا مجهوداً لاستكمال هذا الدور فى تلك المرحلة الدقيقة من عمر مصر". وهذا المؤتمر يوجه رسالة قوية للداخل والخارج ان مصر كلها بجميع مؤسساتها تتكاتف ضد الارهاب من اجل التنمية، ونعتبر هذا المؤتمر مبادرة قومية لصحافة ضد الارهاب وعلاج ضد الارهاب ليسمو بمصر عالية كقدرها اسمها. "بدأنا مؤتمرنا بتحية للشهداء ونختتمه بتحية صادقة والدعاء لهم أن يدعهم الله فى جنانه، والشد من أزر قوات الجيش والشرطة ونقول لهم: لستم وحدكم، فمصر كلها معكم ومن ورائكم ظهرا وسنداً حتى يتحقق النصر بإذن الله، وان كانت الظروف فرضت ان تكون المواجهة الامنية فى المقدمة، فإن المواجهة السياسية والثقافية والاعلامية والمجتمعية ستتضافر معكم فى المستقبل القريب من أجل خلق بيئة نظيفة خالية من العنف والتطرف للعيش تحت قيم التطوير والعمل والبناء، وذلك ايمانا منا بأن الحل الامنى ليس كل الحل". "ونؤكد على ضرورة تضافر كل الجهود فى الاسرة والمدرسة والازهر والكنيسة والنادى ومنظمات المجتمع المدنى، لارساء قيم تبدأ مع الانسان المصرى مع نشأته لمواجهة الارهاب والتطرف، كما نؤكد على أن كل مصرى مطالب بالمواقف الايجابية لمواجهة الارهاب، وأن الاعلام المصرى وفى مقدمته الاعلام القومى الذى حمل أمانة مطالب الشعب فى ثورة 30 يونيو هو الاعلام ذاته الذى سيكمل دوره فى مواجهة الإرهاب". موضوعات متعلقة مؤتمر "الجمهورية ضد الإرهاب" يوصى بتوفير بيئة جاذبة للاستثمار وتطوير المواجهة الأمنية للتطرف.. وتطوير المناهج التعليمية وتنشيط الدور السياسى لمواجهة العنف.. وإصدار تشريعات لمكافحة الجرائم الإلكترونية