اعتبر نقاد أن رواية عمار على حسن الأخيرة "السلفى" حكاية شعبية جاذبة عن النزال الضروس بين التنوير والسلفية، وبين الحداثة والماضوية، تأتى فى زمانها ومكانها، وتستعيد التدين المصرى المعتدل فى وجه التطرف والإرهاب. وفى إطار ندوة استضافتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة وحضرها أدباء ونقاد وإعلاميون وعدد كبير من القراء قال الكاتب والناقد ربيع مفتاح الذى أدار الندوة، إن "السلفى" يدخل بها صاحبها "عش" الدبابير" وهو يقدر خطورة ما يفعل جيدا، لكنه لا يتوارى ولا يتهاون، بدءا من عنوان الرواية مرورا بأحداثها وشخصياتها والحوار الدائر بينها. وأضاف "نحن أمام صراع درامى جذاب يكسر أفق التوقع ويقدم فنا يتوسل بتقنيات الرواية متجاوزا تقليديها إلى تجديد فى البناء والتناول". وقال د. سيد ضيف، الناقد ومدرس اللغة العربية بالجامعة الأمريكية "نحن أمام مغامرة روائية حاولت أن تقيم مناظرة بين موقفين ورؤيتين فى الحياة، فى مسار منولوجى يمزج الواقع بالخيال". وتابع، "السرد هنا لا ملل فيه، ويتماهى مع الحكى الشعبى الثري، ولا يعتمد على تطور الحدث فى صنع جاذبيته، ولكن على كيفية وقوع الحدث، وكيف يمكن توظيفه دراميا". واعتبر ضيف الله أن الحكى فى الرواية، المفتوحة على تأويلات متعددة، هو وسيلة الأدب لاستعاده ابنه الذى خطفه الإرهابيون وأخذوه إلى صحارى أفغانستان، وهو طريقته فى التكفير عن ذنبه، لأنه أهمل ابنه فوقع فى براثن التطرف الدينى". وأكد أن الرواية تفهمنا دون أن تقول ذلك صراحة إن التعايش بين خطاب التنويرين وخطاب المتطرفين والماضويين يبدو مستحيلا". من جانبه وصف الشاعر والناقد شعبان يوسف البنية الروائية فى "السلفى" بأنها "شديدة العمق، وذكية سرديا، وتستدعى ثيمات اجتماعية تظهر الطريقة المصرية فى التدين، ولا تبخل بتقديم المعرفى فى ثوب فنى ممتع". وقال "يوسف" "الرواية تستفيد من عالم الريف الزاخر بالشخصيات الثرية والأبعاد الإنسانية، وتنحاز إلى قيم الحرية والمساواة والعدل، المضمرة فيها بشكل يتيح لنا أن نضع أيدينا عليها إن أمعنا القراءة". وقالت الكاتبة ابتهال سالم "السلفى تفضح التناقض الذى نعيشه مجسدا فى شكل درامى ذى مستوى عالى جدا، وتطرح تساؤلات جوهرية عن حياتنا المعاصرة، يستفيد كاتبها مما يمتلكه من تقنيات روائية ومعرفة بموضوعه وشخصيات روايته". وقال الناقد أسامة ريان "الرواية تستعيد الأسطورة وأنمادط التدين الشعبي، وتقدم القرية كمجتمع آمن، أو حالة إنسانية فى وجه التطرف الديني، عبر راو عليم يجيد التعبير عما يريد أن يقوله، ولديه قدرة على محاورة المختلفين معه". من جانبه قال د. حسين على أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس "نحن أمام عمل جسور هذا زمانه ومكانه، يقدم فى لغة ممتعة وجذابة، ويستفيد صاحبه من خلفتيه المعرفية وانحيازه لقيم الحداثة والتنوير". يشار إلى أن "السلفى" هى الرواية السادسة لعمار على حسن بعد "شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"حكاية شمردل" و"جدران المدى" و"زهر الخريف"، علاوة على ثلاث مجموعات قصصية هى "عرب العطيات" و"التى هى أحزن" و"أحلام منسية".