تتزاحم فى رأسى أفكار كثيرة وتضربنى كأعصار أو كموج هائج يضرب الشطآن ولا أستطيع أن أرسو بسفينة إبحارى الفكرية على مرفأ فى خضم تلك الأحداث المتلاحقة.. من نختار رئيسا لمصر.. فجمال مبارك يمتلك أدوات اللعبة جيداً وتحت إمرته مستشارين وخبراء يخططون ومن ورائهم أعضاء بالآلاف ينفذون. ديمقراطية مقلوبة يتشدق بها النظام الحاكم ودراويشه.. البرادعى .. حتى الآن ليس له برنامج واضح ومحدد رغم التفاف الكثير حوله من أجل إلقاء حجر فى النهر السياسى الراكد منذ ثلاثين عاماً. أيمن نور.. رغم وضوح رؤيته وخبرته فى خوض الانتخابات السابقة الا أنه غير موقفه 180 درجة بعد تنصله من مساعدة البرادعى من أجل التغيير وقرر أن يخوض الانتخابات رئيساً لحزبه. الإخوان منقسمون داخل الجماعة ذائعة الصيت مع أنها محظورة حزبياً لذلك هم مستعدون للتحالف مع الشيطان لجعل الحكم إخوانيا وليس إسلاميا. أحزاب المعارضة يلعبون اللعبة بحرفية مفسدة فتارة نراهم مع الوطنى وتارة أخرى مع البرادعى وتارة أخيرة يريدون أن ينقضوا على الحكم رغم هشاشتهم وانقساماتهم. حركات كثيرة ظهرت فى السنوات الأخيرة ورغم صغرها إلا أن نشاطها ملحوظ ولكنها لا تستطيع مجابهة الأحزاب أو الكبار، كانت البداية مع حركة (كفاية .. اتبعها عايز حقى.. صحفيون من أجل التغيير، وانضم لهم أطباء من أجل التغيير.. شايفينكو.. مع السلامة للحكام)، وغيرهم. الوطنى يتحالف مع أحزاب المعارضة الصغيرة لتشويه صورة البرادعى الانتخابية. فمصر الآن شاخت وأصابها الوهن وما عاد يجدى معها المسكنات ولا يفيد الا إستئصال هذا المرض الخبيث المسمى بالفساد. لا يهمنى من سيكون رئيس مصر القادم فليس مهما لون القط وإنما المهم أن يأكل الفئران. إنها لعبة كبيرة وجميع اللاعبين سيربحون أما الخاسر الوحيد فهو شعب مصر. وأخيراً الكل يدعى حب مصر وإنه يريد أن يفنى حياته من أجلها ويدعى أيضاً أن مصر تعشقه وتختاره رئيسا لها. وكما يقول الشاعر : كل يدعى وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم وصالا تُرى هل ستقر ليلى وصال أحدهم أم أنه سيُكتب عليها أن تتزوج مكرهة زواجاً كاثوليكيا ليس فيه فكاك إلا بموت الزوج .