سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغرب يحتفظ بذاكرة سلبية تجاه العالم الإسلامى.. واشنطن استغلت أحداث 11 سبتمبر للقيام بسلسلة جديدة من العمليات العسكرية.. وخلط الإرهاب بالمقاومة سبب الكثير من الأزمات
يحتفظ الغرب عمومًا بذاكرة سلبية تجاه العالم الإسلامى، ولقد كانت واقعة 11 سبتمبر 2001 نقطة فارقة فى المواجهة المحورية بين الغرب فى جانب، والعالمين العربى والإسلامى فى جانب آخر. فقد اكتشفت الولاياتالمتحدةالأمريكية- ربما لأول مرة فى تاريخها- أنها يمكن أن تطال على أرضها، وأنه لا يوجد حائل يمنع ذلك، حيث كانت «غزوة نيويورك» كما أسماها «تنظيم القاعدة» حينذاك بمثابة صفعة الإفاقة لدى واشنطن وحلفائها للقيام بسلسلة من العمليات العسكرية تحت مظلة مكافحة الإرهاب، وهو ما سمح بشدة للربط بين التطرف الإسلامى والإرهاب الدموى، وأعطى بالتالى مسوغًا لاستخدام جديد للإسلام هذه المرة تحت غطاء «مكافحة التطرف والعنف والإرهاب»، بعد أن جرى استخدام الإسلام والمسلمين مرات ثلاث من قبل، كانت الأولى فى مواجهة الشيوعية، والثانية لضرب القومية، والثالثة لتصفية الكفاح المسلح بخلطه بالمقاومة الإسلامية تحت مسمى الإرهاب أيضًا. وقد استخدم الغرب جميع أدواته لتوظيف الإسلام لخدمة أهدافه على مر العقود. ولقد جاءت مظلة «الحرب على الإرهاب» خصوصًا بعد حادث برجى التجارة بمثابة مبرر دولى للعبث بالعالمين العربى والإسلامى. والآن يجرى تطويع نتائج ثورات «الربيع العربى» أيضًا لخدمة أهداف قصيرة المدى، وأخرى طويلة الأجل فى آن واحد، ولعل تنظيم «داعش» وإخوته هو نموذج لما آلت إليه نظرة الغرب للإسلام والمسلمين عبر ذاكرة قصيرة، لكنها تستلهم من ذاكرة بعيدة أخرى عبر القرون الغزوات الأوروبية للقدس فى «حرب الفرنجة» المسماه خطأ ب«الحروب الصليبية»، بالإضافة إلى المواجهة الحضارية عند طرد المسلمين من الأندلس، فضلاً على نقاط التماس فى صقلية وجزر المتوسط الأخرى.