من المواطن فلان الفولانى الموظف بالشركة القابضة إلى من يهمه الأمر،،،، أتقدم إليكم بوافر الاحترام والتقدير وأرسل إليكم خطابى هذا بعد ضيق وحيرة فليتسع لى صدركم لسماع سؤالى..... أنا مواطن مطيع، لا يرى من الدنيا لى المسموح به، يجرى على قوته من الصباح إلى المساء، لا يفقه شيئا عن السياسة إلا ما يبغاه الساسة. أملى أن أحيا حياة كريمة ولا تجرح لى قامة، أسمع كلام المسئولين وأرشد فى الإنجاب، وفى كلامى خالص الإرشاد، ولكن لا جدوى للإرشاد فى الإنجاب فطفلين أو الطفل فى حوج منذ النعومة، وللعلم فكلى تواضع مع بواب عمارتنا والعمارات المجاورة، لأنهم الأجدر فى التعامل مع مندوبى الأنابيب فى الأسواق الأبيض منها والأسود وتجدونى لا أسئل هل نصدر الغاز للربح أم لوضع نياشين العملات الصعبة على صدور المتعثرين أو حتى الهاربين فلن يجدى سؤالى شيئا، المهم حصولى على أنبوبتى بأى سعر حتى لو تعدى ربع المرتب. أما علاقتى بالرغيف فهى فى أسعد حال حتى إنى أجد طابورة أمتع من "الفيس بوك"، لإنه يجعلنى التقى بمن أحب ومن لا أحب ومن لم أره منذ سنين أصدقاء وأعداء، كما يوفر المتعة الحلال والحرام تشاهد ما تشاء من المشاهد الممنوعة رقابياً، مشاهد غير مصحوبة بعبارة للكبار فقط، وفى النهاية لا تحصل إلا على مكونات عمود مسلح من رمل وزلط تحت إشارة من البائع "بالهنا". وترانى لا أقرء إلا القومى من الصحف لأسعد بالرؤى السليمة للمجتمع، وحين يسوقنى قدرى لصفحات من الجرائد المستقلة أو المعارضة استشعر معها بحالة إعياء ورغبة فى القيئ وأهرع بعدها إلى قنواتنا المحلية أو الحكومية لأتجرع منها رشفات الصواب والحكمة. وحين يحل علينا عيد أو مناسبة قومية الزم أهلى بيتى كى لا يجد شباب التحرش فرصة لممارسة سفاقتهم، وأيضاً مساعدة منى للمسؤولين. ولا أجد امتعاضا من سائقى السيارات العامة من ميكروباصات أو أتوبيسات فهناك قانون طوارئ يحمينى ويحميهم أيضاً. أما هؤلاء الشباب المتنطع من محرضى التظاهر لأسباب تافهة تدور حول حقهم فى الحرية فالقانون نفسه السابق يحمينا جميعاً. أما فارغى العقول من دعاة الإضراب والتمرد على مستثمرينا فلنا الله منهم، فلن يهنئ لهم بال ويغمض لهم جفن قريباً. أيها السادة أنا المواطن المثالى الذى يقول لأى شىء، حاضر. أنا المواطن الحائز على الجائزة الأولى فى الهدوء والخنوع والهوان. أنا المواطن الذى يقول لأى مرشح محاط "بالعو"، نعم ويؤيد فكرة. أنا المواطن الذى يذهب دائماً للجان الاقتراع ولا يحمل بطاقة انتخاب، وينجح من صوت له أو لم يصوت له. أنا المواطن الذى يخرج قافزاً فى الشوارع ممسكاً بأعلام بلده حينما يفوز منتخب رياضى لا يشجعه. أنا المواطن المحشور فى المترو والمدهوس بالقطار. أنا المواطن الذى يظهر فى كاميرات البرامج منشكحاً تكاد ترى ضروسه من فرط الابتسام. أنا المواطن المتمتع بالمجانية التعليمية التى ترسم لك أول طرق البطالة. أنا كل هؤلاء و غيرهم... أسألكم سؤالا عجزا فكريا عن تحليل إجابته، ماذا نعنى لفظة "ديمقراطية" تلك الكلمة التى سئلنى أيها أحد الموجودين زملاء التعليم المجانى.... أرجوكم فأنا أخشى على عقلى من التلف، فقد تعبت كثيراً إلا أن وصل لهذا الحد من التكيف والرضى، هل حقاً تعنى هذا الكلمة الحرية أم تعنى الكرامة أم تعنى السمو أم تعنى التحضر والريادة، أم هى شعار ملحد لفكر كافر يدعو إلى الإحساس بالذات أم ماذا؟؟!!! أفيدونا أعزكم الكريم.....