قال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركى إن بلاده تثمن الجهود التى تبذلها مصر لتحقيق الوفاق بين الفصائل الفلسطينية. وأكد أوغلو فى لقاء مع عدد محدود من الصحفيين وممثلى وسائل الإعلام المصرية بمناسبة زيارته الحالية لمصر ضرورة مساندة مصر فى هذا الاتجاه.. نافيا وجود أى شكل من أشكال التنافس بين مصر وتركيا. وأعرب وزير الخارجية التركى عن أمله فى أن تنجح القمة العربية القادمة التى تنعقد نهاية الشهر الجارى بليبيا فى تحقيق تقدم بالنسبة لعملية السلام. وأشار أوغلو إلى أن العام الماضى لم يشهد أى تقدم فى عملية السلام فى الشرق الأوسط.. مضيفا أنه قد حان الأوان لوضع نهاية للانقسام الفلسطينى، إذ أنه من الصعب للغاية إيجاد حلول للقضية بدون الوحدة بين الفلسطينيين. واعتبر أن هناك انقساما سياسيا فى إسرائيل أيضا على الرغم من وجود حكومة. وقال أوغلو إن الوصول إلى حل فى ظل وجود انقسام فى الطرفين يجعل الأمر غاية فى الصعوبة.. لافتا إلى أنه يتعين على المجتمع الدولى أن يتدخل لوضع نهاية لهذا الوضع. وطالب أوغلو الدول الغربية والولايات المتحدةالأمريكية بأن توجه رسالة مباشرة لإسرائيل بضرورة قبول حل سياسى مبنى على أساس حدود 1967 وعدم اختزال المشكلة فى قضية المستوطنات فحسب، كما أنه ينبغى على كافة الجهات المعنية بما فيها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى دعوة الفلسطينيين إلى المصالحة "حيث لا يجب أن تؤدى الصراعات الشخصية إلى هدم القضية الفلسطينية". وأكد وزير الخارجية التركى أن مبادرة السلام العربية تشكل إطارا هاما فى هذا الاتجاه.. مشيرا إلى أنه إذا انتهى عام 2010 دون تحقيق تقدم فى عملية السلام "لن يكون هناك أى مغزى، حيث إنه لن يتبقى سوى عامين فقط على انتهاء ولاية الرئيس الأمريكى باراك أوباما". وبالنسبة لزيارته الحالية إلى مصر، أعرب وزير الخارجية التركى أحمد داوود أوغلو عن سعادته البالغة للزيارة التى يقوم بها حاليا إلى مصر والتى تعد الثانية فى خلال خمسة أشهر، حيث زار مصر فى شهر سبتمبر الماضى. وأشار إلى أن لزيارته الحالية إلى مصر بعدين أولهما يركز على العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا والآخر يهدف إلى المشاركة فى اجتماعات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وعقد لقاءات على الهامش مع عدد من المسئولين العرب من بينهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس. ولفت أوغلو إلى أن مباحثاته مع المسئولين فى مصر فى إطار الجولة الثانية من الحوار الإستراتيجى بين البلدين والذى انطلق فى عام 2007 تركزت حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وشدد على أهمية اللقاءات المستمرة والمنتظمة بين المسئولين المصريين والأتراك فى ضوء التطورات المستمرة والمتسارعة التى تشهدها المنطقة والعالم بأسره. وقال أوغلو: "نحن نريد علاقات مصرية - تركية تقام على أرضية جديدة فى ضوء المميزات التى تتمتع بها كل من مصر وتركيا بما يمثلانه من نقطة المحور فى الإطار الأوروبى - الأسيوى - الأفريقى، حيث تمتد أراضى تركيا فى قارتى أوروبا وآسيا وتعتبر جارة لأفريقيا عبر مصر ونفس الأمر بالنسبة لمصر التى تتوسط قارتى آسيا وأفريقيا وتعتبر جارة لأوروبا عبر تركيا". وقال أوغلو إن القاهرة وأنقرة يشكلان أوسع نطاق جغرافى وبالتالى لديهما علاقات مع العديد من دول العالم وعلى الأخص فى منطقتى المتوسط والشرق الأوسط. وأشار إلى أن الجانبين يربطهما ثلاث حلقات متداخلة تتضمن الشرق الأوسط والبحر المتوسط، القوقاز وآسيا الوسطى وأفريقيا، والساحة المشتركة لأوروبا وآسيا وأفريقيا وبصفة خاصة الدول التى بدأ نجمها يسطع مثل الهند والصين وروسيا وبعض الدول الأوروبية. وأكد أوغلو أن بلاده تؤمن بوجوب إعداد خطة مشتركة للعلاقات المصرية - التركية خلال الأعوام العشرين القادمة لإعداد مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. مؤكدا ضرورة تغيير مستقبل ومصير المنطقة. وأوضح أن هذه الخطة يجب أن ترتكز على أربع نقاط وتشمل نظام الأمن المشترك فى الشرق الوسط، الحوار السياسى رفيع المستوى، تحقيق التكامل الاقتصادى، بالإضافة إلى استدامة الحياة من خلال التعددية الثقافية والدينية. ودعا إلى العمل على نشر "فكر جديد" يكون الوسيلة من أجل تحقيق الاستقرار فى المنطقة والتخلص من القوى الاقتصادية العالمية. وفيما يتعلق بالعلاقات مع مصر، أكد أوغلو أن هذه العلاقات لا تستند على التنافس أبدا ونسعى لتطويرها بشكل جديد. وأشار إلى رغبة بلاده فى إنشاء "مجلس للتعاون الإستراتيجى بين مصر وتركيا"، فى إطار المكانة الكبيرة لمصر.. لافتا إلى أن بلاده أقامت مجالس مماثلة مع كل من سوريا وروسيا وإيطاليا وإسبانيا واليونان. وقال أوغلو: "نسعى من أجل وضع إستراتيجيات للعلاقات التركية مع كافة الدول خلال الأعوام العشرين المقبلة، وهذه العلاقات يجب أن تنبع مع قادة وشعوب المنطقة وليس من الخارج".. وقال: "سنقيم دارنا بأنفسنا، ولن نقبل بأى هيمنة من خارج المنطقة". وأكد أوغلو أهمية انعقاد الاجتماعات الحالية لمجلس جامعة الدول العربية فى هذه الفترة، خاصة أن الأسبوع المقبل ستجرى الانتخابات البرلمانية العراقية التى ستحدد الصيغة المستقبلية ل "العراق الجديد" وهو ما يستوجب تشكيل برلمان يضم كافة الأعراق فى العراق.