أنهى وزير الخارجية التركى أحمد داود أوغلو زيارة استمرت يومين للقاهرة، بدا خلالها عازما على توطيد تواصل تركى مع قضايا المنطقة العربية يقول إنه يخدم المصالح العربية والتركية بل والإقليمية فى إطار خلق أسباب للاستقرار والتعاون. وبدأت الزيارة بمباحثات مع الرئيس حسنى مبارك وكبار معاونيه ثم المشاركة فى الجلسة الافتتاحية للدورة العادية لاجتماع وزراء الخارجية العرب ولقاءات مع عدد من كبار المسئولين العرب بمن فيهم الرئيس الفلسطينى محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. «نحن محتاجون لأن نعمل معا لتغيير الواقع الإقليمى نحو الافضل»، هكذا قال داود أوغلو لعدد من الصحفيين المصريين صباح أمس، مقترحا أن يشمل التعاون المستقبلى بين تركيا وباقى الدول العربية ودول أخرى أشار من بينها إلى إيران المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية. ولم يفوت الوزير التركى الفرصة لينفى أى شبهة تنافس فى الأدوار الإقليمية بين مضيفه المصرى وبين أنقرة، فشدد على حرص بلاده على توطيد العلاقات بين البلدين، مقترحا تطوير الآلية الحالية للحوار الاستراتيجى إلى مجلس للتعاون الاستراتيجى المصرى التركى، على غرار مجلس التعاون الاستراتيجى السورى التركى وبالتوازى مع منتدى التعاون التركى العربى الذى ناقش تفاصيل تطويره مع أمين عام جامعة الدول العربية. قادم السنوات، كما قال داود أوغلو، يحمل الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك للعرب وتركيا سواء ما يتعلق بالجهود المتعثرة لتحقيق تسوية سياسية بين العرب وإسرائيل أو تطورات الوضع فى العراق أو تطورات العلاقة بين إيران والغرب. رئيس الدبلوماسية التركية لم يتردد فى الإشارة إلى أدوار لأمريكا والغرب عموما فى ضمان حسن التعاطى مع هذه الملفات. هذه الأدوار، كما قال، يجب أن تشمل مطالبة إسرائيل بالتحرك قدما لما يحقق التسوية السلمية والابتعاد عن اتخاذ أية عمليات عسكرية أو فرض عقوبات قاسية على إيران. الغرب، بما فى ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أضاف داود أوغلو، ليس له أن يملى سياسات على المنطقة أو أن يفرض عليها هيمنته سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. «كل أنواع الهيمنة من خارج المنطقة أو داخلها مرفوض.. وأهل هذه المنطقة هم من لهم الحق فى تقرير مصيرهم»، هكذا قال. فى الوقت نفسه، فإن الوزير التركى حاول التقليل من أهمية المواجهات الداخلية بين الجيش التركى القوى والحكومة التركية التى تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية. تركيا، كما قال داود أوغلو للصحفيين المصريين، لديها تقليد من الجمع بين الجيش القوى والحكومة القوية «والمهم أن يبقى كل منهما فى حيزه» لأن ذلك يخدم مصالح تركيا بما فى ذلك مصالح سياساتها الخارجية التى أصر الوزير أنها لن تتأثر اطلاقا بما يدور فى أنقرة.