"أنا حرة".. أشهر أفلام الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، والذى جسدته ببراعة وجرأة فتاة تحب الخروج عن قيود المجتمع التى لا معنى لها، الفنانة لبنى عبد العزيز، سمراء النيل المتمردة التى دخلت الفن رغم رفض أهلها واستكملت مشوارها رغم قيود المجتمع لتقول للجميع "أنا حرة". لبنى عبد العزيز وعبد الحليم حافظ فى فيلم الوسادة الخالية فى مثل هذا اليوم 20 نوفمبر ولدت الفنانة المثقفة المتمردة لبنى عبد العزيز، فى القاهرة عام 1935 وتلقت تعليمها فى مدرسة "سانت مارى"، وأكملت تعليمها فى الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، ثم حصلت على ماجستير فى التمثيل فى جامعة كاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية. لبنى مع الفنان حسن يوسف فى فيلم هدى صفعة على وجه "لبنى" من خالها منعتها من التمثيل مرة أخرى فى فريق الجامعة الأمريكية، بعد أن كشفت عن حبها للتمثيل والسينما، وبعد نجاحها فى تقديم مسرحية على مسرح الجامعة باتت ترفض كل العروض التى قُدمت لها، وخافت من خالها وآثرت الانتظار حتى الانتهاء من دراستها. لبنى مع الفنان عمر الشريف فى فيلم غرام الأسياد وكانت بداية بزوغ موهبة "لبنى" الفنية عندما كانت فى العاشرة من عمرها، بعد أن كانت تشارك فى برنامج "ركن الأطفال" على موجات إذاعة البرنامج الأوروبى، ثم قدمت البرنامج وهى فى الرابعة عشر من عمرها، لإجادتها التحدث باللغتين الفرنسية والإنجليزية والعربية، وظلت تعمل به بدون أجر حتى صار عمرها 16 عاما، واستمرت فى تقديمه حتى أثناء دراستها بالجامعة. أفيش فيلم رسالة من امرأة مجهولة وبعد انتهاء لبنى من دراستها فى الجامعة، حصلت على منحة للدراسة فى جامعة كاليفورنيا بأمريكا، وهو ما أبعدها بعض الشىء عن هوايتها فى عالم التمثيل، ثم راسلت جريدة الأهرام بعدد من التحقيقات عن استوديوهات هوليوود التى كانت تنقل أخبارها أيضا، ثم ما لبثت أن عادت للقاهرة مرة أخرى لتعمل كمحررة بجريدة الأهرام. فى دور هاميس بفيلم عروس النيل ولعب القدر دوره فى دخول لبنى لعالم التمثيل مرة أخرى، حيث كانت تعد لعمل تحقيق صحفى تضمن المقارنة بين السينما الأمريكية والمصرية، والتقت المنتج رمسيس نجيب والمخرج صلاح أبو سيف باستديو الأهرام وعرضا عليها العمل فى السينما، ولكنها رفضت وذهب رمسيس نجيب لوالدها ليقنعه أن يترك ابنته لتدخل عالم التمثيل، إلى أن فوجئت بالعندليب عبد الحليم حافظ يطلب لقائها فذهبت إليه ووجدت عنده الكاتب إحسان عبد القدوس الذى كتب قصة فيلم "الوسادة الخالية"، واقتنعت بعرض التمثيل فى هذا الفيلم عام 1957. مشهد من فيلم "الوسادة الخالية" 100 جنيه هو أول أجر تقاضته لبنى فى فيلم "الوسادة الخالية"، وخرجت من الفيلم وهى تحمل تقدير الجمهور وإعجابه بها، فقد حقق الفيلم نجاحاً هائلا عند عرضه، وأصبحت قصة الحب التى جمعت بين "سميحة" و"صلاح"، حديث الناس وأشهر قصص الحب على شاشة السينما. مشهد من فيلم أنا حرة سميحة فى الوسادة الخالية.. أمينة فى أنا حرة.. جهاد فى وإسلاماه.. هاميس فى عروس النيل.. سنية فى هى والرجال.. نماذج لشخصيات أدتها لبنى عبد العزيز "صاحبة أجمل عيون فى السينما المصرية"، ببراعة تامة حتى أصبحت فتاة أحلام لكل الرجال فى زمن الفن الجميل وفى كل العصور. صورة حديثة للبنى عبد العزيز وبعد اشتراكها فى 17 فيلما آخر بعد "الوسادة الخالية" كان آخرها فيلم "إضراب الشحاتين" مع الفنان كرم مطاوع، وهاجرت "لبنى" مع زوجها الدكتور إسماعيل برادة إلى الولاياتالمتحدة بعد نكسة 1967 لمدة 30 عاما تقريبا، ثم عادت إلى القاهرة عام 1998 قدمت مسلسلا إذاعيا باسم "الوسادة لا تزال خالية"، وشاركت فى بطولة مسلسل عمارة يعقوبيان مع الفنان عادل إمام وبطولة مسرحية "فتافيت السكر" عام 2010.