أكد اللواء أبو بكر الجندى رئيس جهاز التعبئة العامة والإحصاء، أن ظاهرة عمالة الأطفال ظاهرة سلبية يعانى منها جميع دول العالم وخاصة دول العالم الثالث، وتناسبا مع خطورة هذه الظاهرة تتزايد المبادرات لمواجهتها، وكانت مصر فى مقدمة الدول التى عنيت بهذه الظاهرة من خلال الإجراءات الحكومية والعمل الأهلى، وأهمها إنشاء المجلس القومى للطفولة والأمومة عام 1988، وقد شهد المجتمع الدولى نفس الاهتمام وتبنت العديد من الاتفاقيات الدولية، وذلك خلال مؤتمر توقيع بروتوكول تعاون بين منظمة العمل الدولية، والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، لتنفيذ المسح القومى لعمالة الأطفال. وأشار الجندى أن البروتوكول يأتى داعما ومجددا للجهود الدولية والمحلية فى هذا المجال، ولا شك أن اولى الخطوات للتعامل مع هذه الظاهرة هو رصد حجم ومدى انتشارها الجغرافي، والتعرف على خصائص الأسر التى لديها أطفال يعملون، وكذلك التعرف على آراء الأطفال وظروف عملهم وأخذ ذلك فى الاعتبار. مضيفا أن نتائج المسح يتم إعلانها فى مؤتمر يناير 2011 وإعداد تقرير تحليلى عن النتائج من يناير حتى مايو 2011. وقال الجندى إنه نظرا لأهمية النتائج المتوقعة من هذا المسح خلال الجهاز على تنفيذ أقصى درجات الاهتمام من اختيار الهينة، وإجراء تعديلات على الاستمارة لتتناسب مع واقعنا المحلى والعمل الميدانى، بصفة أساسية ومعالجة البيانات واستخراج النتائج. وأضاف الجندى أن الجهاز يعد بتوفير نتائج المسح تأكيدا لمبدأ الشفافية ودعما لجهود المهتمين سواء من الحكومة أو الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية، متمنيا أن تستمر منظمة العمل الدولية فى دعم تنفيذ هذا المسح بصفة دورية لضمان رصد تلك الجهود. ومن جانبه قال يوسف القريوتى مندوب منظمة العمل الدولية فى شمال أفريقيا، إن مشكلة عمالة الأطفال لا تحلها منظمات دولية أو جمعيات دولية ولكن يحلها التزام اجتماعى، ولكن المبادرات التى تنفذها المنظمات تساهم فى تنفيذ هذا الجهد الاجتماعى، لافتا أن هذا المسح جاء فى العام الذى يمثل نهاية العقد الثانى لبرنامج مصر لرعاية الطفل المصرى الذى أطلق عام 2001 ونأمل ألا يكون نهاية إنما بداية لتشجيع جهد وطنى للنهوض بالطفولة فى مصر. وقد قدمت الدكتورة راوية البطراوى رئيس الإدارة المركزية لمركز الأبحاث والدراسات السكانية بتقديم شرح موجز للمسح، وعرضت أهداف المسح وتتلخص فى عدة نقاط هامة وهى تقدير حجم ونسبة الاطفال العاملين من 6 إلى 17 سنة على مستوى الأقاليم والتعرف على الخصائص الديموجرافية والاقتصادية للأطفال. وكذلك التعرف على خصائص الأسر التى بها أطفال يعملون، والقطاعات التى يعمل بها الأطفال بشكل كبير. وقد تم أخذ عينة البحث من إطار تعداد السكان عام 2006 التى أعدته وزارة التنمية الاقتصادية وتضم 5024 منطقة بحجم مليون أسرة، ولكن العينة الفعلية تقدر حجمها 30 ألف أسرة. وعلى الجانب الميدانى فيقوم بتنفيذه 36 فريق عمل يخصص لكل منها 900 أسرة خلال 55 يوما. وعن أوجه الاستفادة من هذا المسح يتلخص فى نقطتين هما إعداد تقرير تحليلى شامل عن وضع عمالة الأطفال، وإنشاء قاعدة بيانات حول عمالة الأطفال.