يبدو أنّ عقدة الخواجة لا يزال يعانى منها بعض المصريّين إلى اليوم! حتّى أنّهم يفضّلون شراء أىّ منتج صينى ولن نقول منتج ألمانى أو يابانى بل صينى فقط ليس لرخص سعره بل لأنّ الصّين تعتبر دولة أجنبيّة ولو صنعنا فى مصر نفس المنتجات الصّينيّة بنفس الأسعار لأصرّوا على اختيار الصّينى رغم كثرة أضراره و قلّة جودته. انتقلت عدوى عقدة الخواجة لأشياء كثيرة أخرى حتى وصلت إلى السّياسة فأىّ رئيس لبلد آخر هو الأفضل حتّى أنّ البعض يتغزلون فى تشافيز رئيس فنزويللا ويعتبرونه بطلاّ وإلى الدّرجة التى تمادى فيها بعض النّاس عندما اقترحوا أسماء مرشحين مصرييّن للرئاسة فلم يختاروا أىّ شخص من داخل مصر لئلا يكون تبع الحزب الوطنى ولأجل عقدة الخواجه فاقترحوا اسمين: الدكتور العظيم أحمد زويل والدكتور البرادعى!!! ومن يرى ذلك يعتقد أنّه صار من أهمّ الأشياء الّتى تشترط فى أىّ مرشّح ليكون رئيسا لمصر أن يكون أمضى على الأقلّ الخمس وعشرين سنة الأخيرة من عمره خارج مصر ليصبح خواجه وكأنّ البعض يدعو لعودة الأجانب ليحكموا مصر، بالطّبع هذه الأسماء مصريّة لكن غائبين عنها فى حين أن طه حسين ورفاعة الطّهطاوى وغيرهم سافروا بعثات علميّة للخارج ودرسوا لكنّهم عادوا إلى مصر واستقرّوا فيها بقيّة حياتهم! البعض تعوّدوا على عقدة الخواجة ومثلما فى فترة من الفترات حكم مصر محمد على المملوكى وفى فترات أخرى حكمها الأتراك والمماليك والإنجليز والفرنسيّين فالبعض صار يروّج إلى أنّ كلمة صنع فى مصر صارت منبوذة أو غير كافية أو غير مؤهلّة أو مدّعاة للرفض وأنّه يشترط على الأقلّ 25 عاما للترشّح لمنصب رئيس مصر وعلى هذا الأساس فبما أنّ باراك أوباما ينال إعجاب الكثيرين وبما أنّه أمضى أكثر من الفترة المقرّرة خارج مصر فلماذا لايتم إدراج اسم باراك أوباما ضمن المرشحين للرئاسة المصريّة؟ خاصّة أنّه لا يجد الشعبيّة الكافيّة حاليا فى أمريكا وقد يوافق عندما تنتهى فترة رئاسته الحالية بعد 3 سنوات ويكون لديه وقت فراغ ونعتقد أنّه لن يمانع وسيجد من يروّجون له فى مصر؟! أمّا فلو حصل و تولّى رئاسة مصر أحد من تنطبق عليهم الشّروط المذكورة فلا يصح أن يكون معاونيهم أقلّ منهم فى الكفاءة فيجب أيضا أن يكون رئيس الوزراء والوزراء كلّهم تنطبق عليهم نفس الشروط لكن مع بعض المرونة فلا مانع من أن يكونوا مثلا إيرانيّين أو قطريّين على سبيل التغيير خاصّة أنّ تلك الدولتان تحديداّ تروّجان وتدعمان المرشّحين الذين تنطبق عليهم الشروط المذكورة أيضا وما ترحيب واحتفال قناة الجزيرة إلاّ تعبيرا على أنّ ما يحدث يرضيها جدّا ويسعدها وبما أنّنا كلنا نعرف من وراءها ومدى حبّهم ونواياهم الطيّبة نحو مصر فلا عجب أنّ تقوم بدور الدعاية لهؤلاء المرشّحين حبّا فى مصر بالطّبع!!! أمّا توفيرا للمصاريف فأسهل شىء أن يتم عمل إعلان على غرار برامج ستار أكاديمى مثلا: من يجد فى نفسه هذه الصّفات من أىّ جنسيّة فى العالم فليتقدّم و يملأ الاستمارة ليدخل ضمن التصفيّات النهائيّة لمرشّحى رئاسة مصر على أن يقوم الجمهور بالتصويت عبر الأرقام المكتوبة على الشّاشة مصحوبة طبعا بترجمة بكلّ اللّغاتّ ومش مهمّ بقى اللى يحصل يحصل يطلع صينى أو لاتينى اللى يتصل أكثر هو اللى يفوز.