إثراء لثقافة الأطفال ولتعريفهم على تراث الشعوب وعاداتها، نظم معرض الشارقة الدولى للكتاب وضمن فعاليات برنامج الطفل، ورشتين تفاعليتين تحت عنوان "قصص وأغانى" و"لفات رأس"، انتقل من خلالها الأطفال فى رحلة ممتعة إلى القارة الأفريقية، بطبيعتها الخلابة وثقافتها الساحرة. وعلى وقع زئير الأسد الذى يملأ الغابة صخباً وضجة، استمتع الأطفال المشاركون فى ورشة "قصص وأغنيات" بقصة من التراث الكينى، قرأتها لهم الفنانة الأفريقية مارا، بعد أن افترشوا الأرض فى غرفة صغيرة تناثرت فى محيطها قطع خشبية وأخرى قماشية مستوحاة من البيئة الأفريقية، لتنقل للأطفال أجواء قريبة إلى الطبيعة البكر فى القارة السمراء، والذين ظلوا يترقبون ما ستكشفه لهم هذه الفتاة الموهوبة من خزائن ذاكرتها القصصية. وتمكنت "مارا" من شد انتباه الأطفال إلى القصص التى ترويها من خلال محاولتها تقريب نمط الحياة الأفريقية فى بيئتها، عبر تقليد الأسد فى صوته وحركته واستعلائه على الحيوانات الأخرى، مستخدمة الكثير من الخيال لجعل الأطفال يتعرفون على مظاهر الحياة وسط الغابات فى أفريقيا، أو بين السهول والجبال، ناقلة لهم ببراءة الأطفال، وإحساسهم المرهف، ضرورة التواضع، واحترام الآخرين، والإيمان بأن الأرض تصلح لإقامة جميع من يعشيون عليها، ولا يمكن لأحد أن يستأثر بها دون الآخر. وتواصلت رحلة الأطفال فى البيئة الأفريقية، من خلال ورشة "لفات رأس" التى قدمتها زيرينا، القادمة من نيجيريا، وعملت خلالها على أن تشرح للصغار الدور الذى تلعبه لفات الرأس فى الكشف عن الكثير من الأمور التى ربما تكون غائبة عنهم، ولا يشترط بالضرورة أن تعبّر عن الهوية أو الدين، ولكنها قد تدل أيضاً على مكان إقامة الشخص، أو المناسبة التى ارتدى لفة الرأس خصيصاً من أجلها. وتعرف الأطفال كيف يمكنهم أن يكتشفوا أن الطوارق، مثلاً، يرتدون لفات تغلق جزءاً كبيراً من وجوههم كى تحميهم من الغبار والهواء الساخن فى الصحراء المغربية، وكذلك كيف يمكن لدرجة لون لفة الرأس أن تشير بوضوح إلى اسم القرية التى جاء منها شخص معيّن. ولم تخلو الورشة من الكثير الضحكات واللحظات المرحة، عندما ارتدى الأطفال بعضاً من أغطية الرأس التى تعرفوا عليها، وأدركوا أن العالم يبدو وكأنه قرية صغيرة، يقيم فيها سكان متجانسون، مهما اختلفت ألوانهم أو لغاتهم أو جنسياتهم.