تنطلق اليوم الأحد فعاليات الدورة ال36 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وسط توقعات وآمال بأن تشهد الدورة الجديدة تغييرات إلى الأفضل وأن تعالج أخطاء كثيرا ما ارتكبت على مدار ال35 عاما من عمر المهرجان الأبرز فى المنطقة العربية وأفريقيا، الذى يحمل الصفة الدولية، التى لا يحظى بها أى مهرجان سينمائى عربى آخر. وتشهد فعاليات الدورة الحالية الكثير من التغييرات سواء فى الشكل أو المضمون، ومنها أن حفل الافتتاح سوف يقام فى محكى القلعة الساعة الثامنة مساء اليوم الأحد، وذلك بدلا من المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية الذى شهد إقامة حفلات افتتاح الدورات السابقة، كما أن فيلم الافتتاح «القطع» سيعرض غدا الاثنين فى الأوبرا، رغم أنه كانت جرت العادة على عرض فيلم الافتتاح فى نفس يوم انطلاق فعاليات المهرجان. واختارت إدارة المهرجان الحالية تحت رئاسة الناقد السينمائى سمير فريد إطلاق بعض من فعاليات المهرجان قبل حفل الافتتاح، حيث يتم الساعة ال10 صباحا افتتاح معرض المطبوعات السينمائية ببهو مسرح الهناجر، ويفتتح المعرض الناقد أحمد الحضرى، وبعده بساعة تشهد قاعة المعارض بمركز الهناجر للفنون افتتاح معرض «مئوية ميلاد بركات» الذى يفتتحه السينمائى الكبير هاشم النحاس، حيث تمضى هذا العام 100 عام على ميلاد هنرى بركات المولود بشبرا بالقاهرة، والمعرض إعداد الناقدة صفاء الليثى، تصميم لوحات مصطفى عوض، ويتضمن عرض فيلم 11 دقيقة من مونتاج منار حسنى رؤية وإخراج صفاء الليثى بدعم من المركز القومى للسينما ورئيسه د.وليد سيف. وفى قاعة الباب متحف الفن الحديث يتم افتتاح معرض الفنانة نجاة مكى الساعة ال12 ظهرا، وبعدها بساعة يعقد المهرجان مؤتمرا للمخرج الألمانى فولكر شولندورف بمسرح الإبداع، وفى الساعة الثانية مساء يعقد مؤتمر صحفى للسينمائى المغربى نور الدين الصايل، الذى يتم تكريمه أيضا نظرا لمساهمته أثناء توليه منصب مدير المركز السينمائى المغربى فى دعم صناعة الأفلام القصيرة حيث سعى إلى إقرار قانون لا يمنح الشركات الخاصة حق تصوير الأفلام الطويلة إلا بعد تقديمها 3 أفلام قصيرة على الأقل مما قفز بصناعة الفيلم القصير فى المغرب من 7 أفلام سنويا إلى أكثر من 60 فيلما. ومن التقاليد الجديدة التى سيتم إرساؤها من خلال الدورة الحالية أن حفل الافتتاح الذى يقام بمحكى القلعة سيتضمن تقديم جائزة نجيب محفوظ «الهرم الذهبى الشرفى» عن مجمل الأعمال إلى السينمائيين الذين قرر المهرجان تكريمهم، حيث سيقوم الفنان حسين فهمى بتسليم الجائزة للمخرج الألمانى فولكر شولندورف، بينما تقوم الفنانة سميحة أيوب بتقديم الجائزة للسينمائى المغربى نور الدين صايل، ويقوم جابر عصفور وزير الثقافة بتقديم الجائزة للفنانة نادية لطفى التى يتصدر وجهها بوستر المهرجان الرسمى، التى علمت «اليوم السابع» أنها لن تستطيع حضور الحفل نظرا لظروف خاصة. ومن المقرر أن يحضر افتتاح المهرجان أكثر من 2000 ضيف من داخل وخارج مصر، وتنظمه وزارة السياحة المصرية وهيئة تنشيط السياحة، ويخرجه مخرج الأوبرا محمد أبوالخير تحت إشراف محمد سمير المدير الفنى للمهرجان، ويبدأ الحفل فى الثامنة مساءً ويستمر لمدة 90 دقيقة، حسبما توضح إدارة المهرجان التى أكدت ل«اليوم السابع» أن هناك نظاما دقيقا ومعدا سلفا لكل شىء فى الافتتاح الذى يتضمن عرض أفلام قصيرة منها فيلم تسجيلى عن الفنانة نادية لطفى. وتقديرا لمسيرة عطائها الفنى أكدت إدارة المهرجان أنها ستهدى دورتها المقبلة إلى اسم الفنانة الراحلة مريم فخر الدين، التى توفيت صباح الاثنين الماضى، حيث أشار بيان للمهرجان إلى أن مريم فخر الدين كانت من نجوم العصر الذهبى للسينما المصرية، ومثلت أكثر من 200 فيلم ومسلسل منذ عام 1951 وحتى اعتزالها عام 2009، وأن مسيرة الفنانة تتميز بالتنوع، وإنها عُرفت بأداء الشخصيات الرومانسية الرقيقة، فمثلت كل أنواع الأفلام، خاصة الغنائية مع فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، وعملت مع كل أجيال المخرجين، وأن مريم فخر الدين ستظل صفحة مهمة فى تاريخ التمثيل والسينما فى مصر والعالم العربى. أما عن الأفلام المشاركة فى المهرجان فينافس 16 فيلمًا من 16 دولة مختلفة بمسابقة الأفلام الدولية على جوائز المهرجان، ويشارك من مصر فيلم «باب الوداع» للمخرج كريم حنفى، ومن فلسطين فيلم «عيون الحرامية» إخراج نجوى نجار، ومن فرنسا «لقد جئنا كأصدقاء» إخراج هيوبرتسايوبر، ومن أمريكا «عبر عدسات سوداء» للمخرج توماس آلان هاريس، ومن البرازيل فيلم «الصبى والعالم» إخراج إلى أبريو. ويشارك فيلم «بلد شارلى» من أستراليا للمخرج رولف دى هير، و«الحب من أول صراع» للمخرج توماس كايلى من فرنسا، و«أحمر أزرق أصفر» للمخرجة نجوم الغانم من الإمارات، و«جزيرة جيوفانى» من اليابان للمخرج ميزيوهونيشاكودو، و«إلى الأبد» من اليونان للمخرج مرجريت مانتا، كما تشارك إيطاليا بفيلم «وكان مساء وكان صباح» إخراج إيمانويليكاروزو، و«دولار من رمال» من الدومنيكان إخراج إسرائيل كارديناسولا، و«ميلبورن» من إيران للمخرج نيما جافيدى، و«خمس نجوم» من أمريكا للمخرج كيث ميللر، و«السيدة براكيتس وجليسة الأطفال والحفيد الضال وإيماسوراس» من إسبانيا للمخرج سيرجيو كاندل، و«ضوء الشمس المظلم» من الصين للمخرج ليو يو. وتتكون لجنة تحكيم المسابقة الدولية برئاسة النجمة يسرا وعضوية مريم ناعوم ونانسى عبدالفتاح من مصر والناقد إبراهيم العريس من لبنان، والناقد ألكسيس جريفاس من اليونان، والمخرجة الفرنسية دومينك كابريرا، والمنتجة الهولندية كارين فان إيجرت، والمخرج الإثيوبى هايلى جريما، والمخرج الصينى وانج زيا شواى. وحصل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى على حقوق عرض مجموعة من أحدث أفلام كبار مخرجى السينما العالمية، وعلى رأسها فيلم «وداعاً للغة» للمخرج جون لوك جودار، وهو أحد كبار المخرجين فى تاريخ السينما العالمية، وهو الوحيد ضمن أفلام هذه الدورة الذى سيتم عرضه 3 مرات، وكان الفيلم قد فاز بجائزة لجنة التحكيم فى الدورة ال67 لمهرجان «كان» السينمائى 2014، ومن تأليف وإخراج جودار الذى قام أيضاً بالمونتاج، ومن بطولة إلواز جوديه، كامل عبديلى وريشار شيف الييه، وفى مطلع الفيلم كتب مخرجه على الشاشة «التجريب استقصاء أدبى»، ويقول عن فكرته «امرأة متزوجة ورجل أعزب.. يلتقيان، يقعان فى الحب، يتشاجران، ترتفع قبضات أيديهما فى الهواء، ويمر كلب شارد، وتتعاقب الفصول، يلتقى الرجل والمرأة مجدداً، ويجد الكلب نفسه بينهما. كما يعرض الفيلم الأمريكى «خريطة إلى النجوم» للمخرج ديفيد كروننبرج، من بطولة النجمة جوليان موور التى فازت عن دورها فيه بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان كان السينمائى، ويشاركها فى البطولة النجوم ميا واسيكوسكا مع روبرت باتينسون وجون كيوزاك، ويستكشف الفيلم هواجس المجتمع الأمريكى المهووس بالمشاهير، من خلال عائلة «فايس» غير السعيدة والمختلة التى تملؤها الأسرار وعدم الأمان، وهى على حافة الانهيار. وتضم العروض الفيلم البريطانى «ملكة وبلد» الذى كتبه وأخرجه جون بورمان واختار لبطولته كولام ترنر، كالب لاندرى جونز وبات شورت، ويروى قصة صبى يبلغ التاسعة من عمره، وتنتابه السعادة لأن مدرسته قد دُمرت بسبب قنبلة ضالة أثناء غارة ألمانية عام 1943، ومع حلول العام 1952 يصبح فى الثامنة عشر وينتظر استدعاء الجيش. وفى أحدث أفلامه، الذى يحمل عنوان «دبلوماسية» إنتاج ألمانى فرنسى، يقدم المخرج الألمانى فولكر شولندورف دراما تاريخية جرت أحداثها فى العام 1944، عندما أعطى أدولف هتلر أوامره بعدم سقوط العاصمة الفرنسية فى أيدى أعداء ألمانيا، وإذا سقطت فإنها ستسقط فقط كمدينة مدمرة، والفيلم مأخوذ عن مسرحية للكاتب سيريل جيلى، وهو من بطولة نيلز أريستروب، آندرى ديزولييه وبورجارت كلاوسنر، كما يعرض له المهرجان فيلم «بال» إنتاج 1978 ضمن قسم كلاسيكيات الأفلام الطويلة. وتركز إدارة المهرجان فى دورته الجديدة على السينما بشكل أساسى انطلاقا من مبدأ أن المهرجانات السينمائية ليست فقط مظاهر احتفائية حيث ينظم فى دورته الجديدة «ملتقى الصناعة» الذى يجمع فى لقاءات بين ممثلى شركات إنتاج وتوزيع الأفلام المشاركة فى المهرجان، وممثلى الشركات المصرية، وذلك ابتداءً من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر فى الفترة من 12 حتى 16 نوفمبر الجارى بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، ويفتتح الملتقى محمد حسن رمزى رئيس غرفة صناعة السينما فى الساعة 2 ظهر يوم الثلاثاء المقبل فى قاعة الحضارة 2 بمنطقة الأوبرا، حيث ستتم استضافة بعض العروض الخاصة لمشروعات أفلام مصرية جديدة للمشتركين فى الملتقى الذى يديره مروان عمارة أستاذ السينما فى الجامعة الأمريكيةبالقاهرة.