ويستمر نزيف الأسفلت فى سوهاج

تمثل الحوادث المرورية بشكل كبير هاجساً وقلقاً لكل أفراد المجتمع، إذ أصبح السير فى الطرق مخاطرة قد تؤدى لكارثة إنسانية، لتمثل مشكلة تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية، وتستهدف المجتمعات فى أهم مقومات الحياة، وهو العنصر البشرى، إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر بشرية مؤلمة.
وشهدت محافظه سوهاج، الأحد الماضى، انقلاب سيارة ميكروباص عقب اصطدامها بسيارة نقل على طريق "الكوامل" فى حادث أليم أودى بحياة 14 طالبة، وتزداد الكارثة مأساوية بوفاة بين الضحايا "حامل"، وأخرى تنتظرها رضيعة بالمنزل، لتنهال الدموع متسائلة "بأى ذنب قتلن؟".
وأطالب المحافظ الخروج بسيارته على الطريق الزراعى من طما شمالًا إلى البلينا جنوبًا، ليرى المطبات غير المناسبة لطريق زراعى سريع، فقبل أن تخرج علينا أمس لتقول "الطرق كويسة مش وحشة فى سوهاج"، فعليك التأكد أولاً قبل الحديث بكلمات تنافى الحقيقة والواقع.
سيادة المسئول هناك انهيار لكل الطرق والبنية التحتية لمحافظتك، فكل الطرق من طما شمالًا إلى البلينا جنوبًا، بها 210 مطبات صناعية، وغير مطابقة للمواصفات، أى 2 مطب فى كل كيلو، إضافة لأن طريق أسيوط- سوهاج الزراعى تحول إلى محاجر للأسمنت وصناعة الطوب وفصل الزلط والرمال، ولم يتحرك مسئول لمعاقبة من يقوم بمثل هذه الأفعال.
السؤال إليك محافظ سوهاج هل تعلم أن عدد ضحايا الطرق فى محافظتك فقط فى تزايد مستمر بسبب الحوادث والإهمال بالمستشفيات، وإلى متى يستمر نزيف الأسفلت دون معالجة فورية للطرق والمستشفيات ومحاسبة كل من قصر فى حق دماء أبنائنا الأبرياء؟
رحم الله كل نفس ماتت دون ذنب، ولا نملك إلا الدعاء، ونسأل الله أن يلهم أهالى الضحايا الصبر والسلوان.