جدد الدكتور أيمن أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية حديثه عن بيع أراضى مركز البحوث الزراعية لتعويض العجز فى ميزانية المركز والذى يصل إلى 200 مليون جنيه سنويا، مؤكدا أن إدارة المركز قد قامت بحصر 500 فدان فقط وستطرحها للبيع خلال الأيام المقبلة. وأضاف أن الأراضى التى سيتم بيعها أصبحت غير صالحة للزراعة، بسبب دخولها ضمن الأحوزة العمرانية الجديدة التى خططتها وزارتا الزراعة والإسكان العام الماضى، مضيفا أن قيمة هذه الأراضى تزيد على 5 ملايين جنيه، وسيتم شراء أراضٍ بديلة عنها فى مناطق أخرى، وهو ما لم يصدقه أساتذة المركز، متهمين رئيس المركز بالسعى لتدمير البحوث الزراعية التى تعتمد بشكل كامل على الأراضى فى إجراء البحوث والدراسات. طرح أبو حديد ببيع أراضى مركز البحوث الزراعية واجهه معارضة شديدة من الأساتذة والباحثين نتج عنها تنظيمهم لوقفة احتجاجية أمام وزارة الزراعة قبل أسبوعين، سيتعبها وقفات أخرى خلال الفترة المقبلة وأن مطالبهم بتحسين أوضاعهم المالية مجرد جزء من المطالب بالعدول عن بيع أراضى مركز البحوث الزراعية التى تعتبر ثروة قومية لا يجب التفريط فيها، وهو ما أكده الدكتور عمر راضى رئيس جمعية البحوث الزراعية بالمركز. وكشفت مصادر مسئولة بمركز البحوث الزراعية ووزارة الزراعة أن رئيس مركز البحوث الزراعية قد أرسل مذكرة إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، أوضح فيها ما قامت به لجنة علماء المركز من حصر الأراضى التى سيتم طرحها للبيع، مشيرا إلى أن البيع سيكون لتعويض العجز فى ميزانية المركز، وليس لشراء أراضٍ بديلة بمناطق أخرى كما يؤكد أبو حديد. وأضافت المصادر أن أبو حديد سيقوم بوضع المبالغ التى ستباع بها الأراضى " 500 فدان حسب أبو حديد " فى وديعة باسم المركز سيستخدمها فى تعويض العجز فى الميزانية. ومن جانبه، قال الدكتور إمام الجمسى الوكيل السابق لمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى التابع لمركز البحوث الزراعية، إن المركز لديه الكثير ما يستطيع أن يعوض به عجز ميزانيته، فيمكنه أن يقوم بإنشاء مراكز تدريب للعمالة الزراعية، وكذلك المنح الخارجية، وآخرها المنحة التى وردت إلى المركز لتطوير نظم الرى والمقدرة ب200 مليون جنيه قبل عدة أشهر دون أن يعرف الأساتذة هل تم تنفيذ المشروع بها أم لا؟ ومن واقع المعلومات المتداولة بين أساتذة مركز البحوث الزراعية، فإن الدكتور أيمن أبو حديد قد كلف عددا من الأساتذة بالجامعات "عين شمس تحديدا" بتولى المشروع، وقد تم توزيع المنحة الخارجية "200 مليون جنيه" عليهم، وهو ما أغضب الأساتذة بمركز البحوث الزراعية، المطالبين بحقوقهم فى تولى هذه المشروعات باعتبارها تحتاج إلى العمل على أرض الواقع حسب الجمسى. بالنظر إلى أراضى مركز البحوث الزراعية نجد أنها موزعة على جميع محافظات مصر، فهناك 46 محطة زراعية فرعية تمتلك من الأراضى التى يستخدمها الباحثون فى تجاربهم العلمية مساحات تفوق 5 آلاف فدان، هذا بالإضافة إلى 4 محطات بحوث زراعية رئيسية فى "سخا" بكفر الشيخ وهى أكبر المحطات البحثية فى مصر والشرق الأوسط التى تزيد مساحتها على 2000 فدان تقريبا، و"شندويل" بسوهاج ومساحتها تفوق 1500 فدان ومحطة "الجميزة" بالغربية و"سدس" ببنى سويف، وبجمع هذه المساحات يمكن لها أن تزيد على 6 آلاف فدان أخرى، وذلك حسب ما أكد أحد المصادر البحثية بمحطة "سخا" بكفر الشيخ.