يعدد الكاتب الصحفى غالى محمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور أسباب معاناة الصحف القومية، منها الموارد المالية الضعيفة خلال السنوات الأخيرة ورفض الحكومة ضخ استثمارات جديدة للصحف القومية ورفضها أيضا منح القروض لبعض الصحف دون الأخرى. وبالنسبة لدار الهلال فيمكن تحديد عدة أسباب لأزمات الدار منها ما حدث من تراجع اقتصادى بعد ثورة 25 يناير والارتباك فى الاقتصاد وانحسار الإعلانات بصورة كبيرة وضعف الأعمال التجارية. والسبب الثانى، ظهور وسائل إعلام جديدة حصلت على النسب الأعلى من الإعلانات فى ظل مناخ المنافسة وذلك نتيجة صدورها بصورة يومية وامتلاكها لمواقع إنترنت لكن إصدارات دار الهلال إما أسبوعية أو شهرية وبالتالى فقدت نسبة كبيرة من الإعلانات. السبب الثالث الفساد خلال السنوات الماضية وترك المؤسسات متعثرة مما أدى إلى تراكم الديون عليها وتضاعفها عدة مرات. أما الرابع فهو عدم تحديث ماكينات الطباعة وبالتالى انهيار القدرة على المنافسة فيما يتعلق بطباعة الكتب أو الأعمال التجارية مما نتج عنه ضعف الإيرادات المالية فى الوقت الذى تزايد فيه عدد العاملين وارتفعت الرواتب حيث إن لدينا نحو 1000 صحفى وعامل فى المؤسسة. يضيف غالى محمد:«أنا استلمت الدار وهى مديونة ب 800 مليون جنيه وكان أصل الدين لا يتعدى 200 مليون، على سبيل المثال كان قرض بنك مصر 24 مليونا أصبح يزيد على 300 مليون وكان قرض بنك الاستثمار القومى 13 مليونا، يتعدى حاليا ال46 مليونا. والحلول التى يراها غالى محمد لإنقاذ المؤسسات القومية تتمثل فى سرعة ضخ أموال جديدة لتطوير المؤسسات من حيث صيانة وتطوير المطابع بما يمنحها القدرة على المنافسة فى السوق مع دعمها إعلانيا، موضحا أننا طلبنا قرضا عاجلا بنحو 25 مليونا إلا أن وزارة المالية رفضت رغم احتياجنا لضعف المبلغ للتطوير والوقوف مرة أخرى، مستنكرا موافقة المالية على منح قروض لمؤسسات الأهرام والأخبار والجمهورية ورفضها منح قروض لنا ولروزاليوسف ولدار المعارف. ويرى: «أن هذا كيل بمكيالين ومحاباة مؤسسات على حساب أخرى رغم الدور الوطنى والتاريخى العريق لدار الهلال عبر قرنين من الزمان وهو دور يستحق من الحكومة أن تقف مع الدار فى أزمتها المالية». أيضا يرى أهمية إلغاء القروض وفوائدها تماما أو على الأقل إلغاء الفوائد وجدولة أصل القروض لأننا غير قادرين على الوفاء بالرواتب، فكيف يتسنى لنا دفع فوائد قروض وأصول قروض. ويعتبر غالى محمد أن مسألة دمج صحف فاشلة بدليل ما حدث مع التعاون والمسائية والرأى وتحميل مؤسسات أعباء جديدة لا تقدر عليها وأن ما يتردد حول نية الحكومة امتلاك جريدتين فقط هما الأهرام والأخبار سيدمر بقية المؤسسات القومية ولا يمكن قبوله وأن الحل الوحيد هو الدعم المالى للصحف المتعثرة لتقف على قدميها مرة أخرى. وأوضح أن تطوير المطابع كفيل بإنهاء أزمات الصحف القومية، وقال إن لدينا خططا للاستفادة من التراث الهائل بدار الهلال من الكتب التاريخية التى يمكن ترويجها تزامنا مع ما قمنا به من تطوير مكتبتى طنطا والإسكندرية. ويكشف غالى محمد أن دار الهلال لا تملك أصولا كبيرة لبيعها وهو لا يملك ذلك من الأساس لحل الأزمة المالية التى تعانى منها الإصدارات وهى مجلة المصور ومجلتا حواء والكواكب، وطبيبك الخاص وسمير ومجلة الهلال.