الأنبا كيرلس في مؤتمر مجلس الكنائس العالمي: وحدانية الكنيسة راسخة في قداستها وجامعيتها ورسوليتها منذ مجمع نيقية    خبير سيارات: لا تنخدعوا في إعلانات «زيرو فوائد»    سعر الدولار الآن أمام الجنيه بالبنك المركزي المصري والبنوك الأخرى الأحد 26 أكتوبر 2025    ما الشهادات المتاحة حاليًا في بنك مصر؟.. أعلى شهادة في البنوك الآن    النشرة الصباحية من «المصري اليوم»: حماس: السلاح على طاولة النقاش.. اشتباكات في سوريا.. الطقس خريفي.. مشهد مؤثر للسيسي مع طفلة فلسطينية.. كييف توجه السكان للبقاء في الملاجئ    سكرتير شعبة الذهب: اللي معاه سيولة لازم يشتري ولكن «يمسك العصاية من النصف»    42 مليون أمريكى مهددون بالجوع قريبا.. وتطور مهم في ملف غزة (فيديو)    القبض على المتهم بقتل سائق لخلافات عائلية فى الوراق    رسميًا.. مواعيد بدء امتحانات الترم الأول 2025-2026 وإجازة نصف العام لجميع المراحل الدراسية    أسعار الأسماك والخضراوات والدواجن.. اليوم 26 أكتوبر    نائب رئيس حزب المؤتمر: احتفالية «مصر وطن السلام» أبرزت وجه مصر الإنساني ورسالتها الحضارية للعالم    محسن صالح: لن نبدأ من الصفر في دعم المنتخبات وهذا الفارق مع المغرب    التحريات تكشف سبب حادث تصادم سيارات طريق السويس | صور    صابر الرباعي يحيي ذكرى محمد رحيم بأغنية «وحشني جدًا» في ختام مهرجان الموسيقى العربية    ترامب يعلن عن توقيع مرتقب لاتفاق السلام بين تايلاند وكمبودي    روبيو: أمريكا لن تتخلى عن دعم تايوان مقابل اتفاق تجاري مع الصين    رسميًا بعد قرار الحكومة.. موعد إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير 2025    محمد سلام يشوق جمهوره لمسلسله الجديد «كارثة طبيعية»    السيطرة على حريق في منزل بمنطقة المنشية بالأقصر دون مصابين    ضبط صانعة محتوى لنشرها فيديوهات رقص خادشة للحياء    ب440 قطعة حشيش وبندقية آلية.. سقوط 3 تجار مخدرات في القصاصين    عاجل - غارة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية في بلدة القليلة جنوب لبنان    من «كارو» ل«قطار الإسكندرية».. مباحث شبرا الخيمة تعيد «محمد» لأسرته    الطريق إلى بروكسل    هشام عباس وميريهان حسين وياسر إبراهيم يشاركون أحمد جمال وفرح الموجى فرحتهما    سلوت عن هدف محمد صلاح: لقد كان إنهاء رائعا من مو    اشتباكات بين الجيش السوري و"قسد" شرق دير الزور    الهندسة النانوية في البناء.. ثورة خفية تعيد تشكيل مستقبل العمارة    هانيا الحمامي تتوج ببطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش بعد الفوز على أمينة عرفي    محافظ الغربية في جولة ليلية مفاجئة بالمحلة الكبرى لمتابعة النظافة ورفع الإشغالات    وسط غزل متبادل، منة شلبي تنشر أول صورة مع زوجها المنتج أحمد الجنايني    بالصور.. حملات مكبرة بحي العجوزة لرفع الإشغالات وتحقيق الانضباط بالشارع العام    لتفادي النوبات القلبية.. علامات الذبحة الصدرية المبكرة    الصحة: مصرع شخصين وإصابة 41 آخرين في حادث مروري على طريق (القاهرة - السويس)    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    انتخابات الأهلي – الغزاوي: التنمية والاستثمار هما هدف المرحلة المقبلة للمجلس    محمد عبد الجليل: يانيك فيريرا أقل من تدريب الزمالك.. وأنا أفضل من زيزو بمراحل    وزيرة التضامن تتابع إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    عضو إدارة بتروجت يكشف كواليس انتقال حامد حمدان للزمالك    أسعار الكابوريا والجمبري والأسماك بالأسواق اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    صلاح يسجل أمام برينتفورد وليفربول يخسر للمرة الرابعة تواليا في الدوري الإنجليزي    الطفل آدم وهدان: فخور بوقوفى أمام الرئيس ومحمد سلام شخص متواضع    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    الأزهر للفتوى: الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا جريمة فى ميزان الدين والقيم    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة أنصار بيت المقدس لتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية.. تركيبة التنظيم اختلفت بعد انضمام جماعة جند الله وحازمون الذين ذهبوا لسوريا.. للتنظيم فرعان فى سيناء والقاهرة
نشر في اليوم السابع يوم 30 - 10 - 2014


نقلا عن العدد اليومى :
- سيناء انفتحت بعد ثورة 25 يناير وحفرت آلاف الأنفاق لكل الأهداف سواء للتجسس أو إدخال أو إخراج أسلحة
- معظم قادة التنظيم وأفراده كانوا من مناطق رفح والشيخ زويد وبعض قرى الإسماعيلية
قامت جماعة أنصار بيت المقدس بتفجيرات كثيرة طالت جنود وضباط الجيش والشرطة المصرية فى سيناء والمنطقة المركزية، لكن المذبحة الأخيرة التى تمت لجنود الجيش المصرى فى منطقة الشيخ زويد كانت هى الأخطر والأسوأ لأسباب كثيرة، منها ضخامة عدد الضحايا من الجيش، واستخدام «أنصار بيت المقدس» تكتيكات جديدة وأسلحة حديثة وطرقًا للهجوم على «كمين القواديس»، تدل على اشتراك عسكريين محترفين خاضوا معارك كثيرة، ولديهم خبرة ودراية عسكرية، وليس مجرد مدنيين تدربوا بعض الوقت على الأسلحة والقتال.
وهاجت مصر كلها تنديدًا بالحادث، وبحثًا عن سبل الوقاية من مثله، وعدم تكراره. وتحدث المتحدثون، وثار الثائرون، وبلغت القلوب الحناجر، وهاجت العواطف والمشاعر مع بكاء الثكالى وعويل الأرامل ودموع الأيتام، وغطى ذلك كله على سؤال مهم مفاده: ما هى جماعة أنصار بيت المقدس؟، وكيف نشأت وظهرت وتطورت؟، وكيف قويت شوكتها بحيث أصبحت تهدد الوطن بعد أن هددت الجيش والشرطة؟، وما فكرها؟، وما هو القتل بالوظيفة الذى استحدثته هذه الجماعة، ولم يكن معروفًا قبل ذلك فى الفقه الإسلامى من قبل؟، وما أفرع هذه الجماعة؟، وما علاقتها بجماعة أجناد الأرض؟، وما أهم الضربات التى وجهتها للدولة المصرية؟، وما أهم الضربات التى وجهتها الدولة لها؟
وأسئلة أخرى كثيرة قد ترى إجابتها فى هذا المقال المختصر جدًا، لأن المساحة لا تسمح بالمزيد..
1 - جماعة أنصار بيت المقدس، هو الاسم النهائى الذى اتخذته الجماعة بعد عدة مسميات، وهو الاسم للفرع المصرى لجماعة تكفيرية من أصل غزاوى، وهو يختلف فكريًا وتنظيميًا عن جماعة حماس التى تسيطر على غزة.
2 - هذا الفرع المصرى يعد امتدادًا لجماعة مصرية نشأت فى عام 2000، وكان اسمها «جماعة التوحيد والجهاد»، وأسسها طبيب أسنان اسمه خالد مساعيد مع مجموعة من شمال سيناء، خاصة رفح والشيخ زويد، وقامت بتفجيرات طابا ودهب 2003، وكانت تستهدف السياحة الإسرائيلية، وبعدها قبضت السلطات المصرية على أكثر من 400 من أفراد الجماعة وقادتها، لكن قائدها الرئيسى ومساعديه العسكريين هربوا، وقاموا بأكبر تفجير حدث فى مصر وقتها، وهو تفجير شرم الشيخ، وكان يستهدف المنطقة السياحية والفندقية، لكن التشديدات الأمنية حالت دون ذلك ففجروا السيارة فى حى مكتظ بالعمال المصريين من الدلتا والصعيد، ما أدى إلى مقتل 84 شابًا مصريًا، وجرح العشرات فى مأساة مروعة.. بعدها قام الأمن المصرى، ولأول مرة فى تاريخه، باقتحام جبل الحلال، وتكبد خسائر كبيرة، لكنه استطاع الوصول إلى كل قادة التنظيم وقتلهم، وقبض على بعضهم، وصدرت عليهم أحكام بالإعدام.
3 - معظم قادة التنظيم وأفراده كانوا من مناطق رفح والشيخ زويد وبعض قرى الإسماعيلية المتاخمة لسيناء، والمرتبطة عائليًا وعشائريًا بها، وذلك فى عهد مبارك، ثم تغير هذا التصنيف تمامًا بعد ثورة 25 يناير، وانضمام جماعة «جند الله» ومجموعات التكفير فى القاهرة، خاصة المطرية وإمبابة، وكذلك بنى سويف والفيوم والشرقية، مع ثلة كبيرة من «حازمون» الذين توزعوا بين الذهاب لسوريا، أو الذهاب للتنظيم، أو الذهاب لاعتصام رابعة، وبذلك أصبح للتنظيم فرعان، أحدهما فى رفح والشيخ زويد وهو الأساسى، والآخر فى القاهرة الكبرى، وهو الذى اتخذ من «عرب شركس» وغيرها مناطق تمركز وانطلاق للعمليات.
4 - أول عملية قام بها التنظيم هى عملية الاستيلاء على حصيلة «الكارتة» فى إحدى الطرق السيناوية، وقتل فيها أمين شرطة، وسميت هذه العملية «الميزان» لأن هذه «الكارتة» توزن عندها شحنات السيارات، وكان هدف العملية تمويل تفجيرات طابا ودهب وشرم الشيخ.
5 - معظم الذين قبض عليهم خرجوا من السجون قبل الثورة، وبقى فقط المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد، ومعظم ال500 الذين قبض عليهم فى كل التفجيرات كان تعلميهم بين الابتدائية والدبلوم أو عدم دخول المدرسة، باستثناء ثلاثة فقط تخرجوا فى الجامعة، وذلك بعكس التنظيمات السابقة التى كانت 1981 أو الإخوان الذين تعج قضاياهم بخريجى الجامعات.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «من سكن البادية جفا»، وفكر التكفير فيه جفاء وغلظة، إذ إنه يعلم صاحبه كيف يكفر %90 من المسلمين ويكرههم ويفرح بلعنتهم، وقد يسعد بقتلهم.. هذا عن المسلمين، فما بالك بمن يخالف فى العقيدة والدين.
6 - تلقى تنظيم «التوحيد والجهاد» ضربات قاصمة من الأمن المصرى، ورجع معظم أفراده عن فكرهم، وحكم على بعض قادته، خاصة الذين ساهموا فى تفجير شرم الشيخ 2004 بالإعدام، وقِتل الآخرون، وبذلك استقرت الأمور فى سيناء من 2005 حتى نهاية عهد مبارك.
لكن الحكومة لم تستفد من هذا الاستقرار شيئًا، فلم تنشر تعليمًا جيدًا، ولا أعطت لأهل سيناء حقوقهم، ولا ملكتهم بعضًا من أراضى سيناء، بل تركتها صحراء جرداء فاصلة بغير علم، ولا صحة، ولا زراعة، ولا صناعة، ولا تعمير، وأصبح السيناوى الشاب بين أمرين، إما أن يصبح تكفيريًا مستترًا إذا كان متدينًا، وإما أن يكون مهربًا أو تاجرًا للمخدرات، ولا وسط بين الاثنين، فمعظم السيارات فى شمال سيناء كانت بلا لوحات ولا تراخيص، وليست هناك قاعدة بيانات حقيقية لأى شىء فى منطقتى رفح والشيخ زويد.
7 - فى أثناء ثورة 25 يناير هرب كل قادة «التوحيد والجهاد» من السجون المصرية بعد اقتحام السجون مع مجموعات أخرى من تنظيم «جند الله»، وكانت قد نشأت علاقة بينهما، واستطاع أحد قادة «الناجون من النار» نشر فكر التكفير فى هذه المجموعات فى السجن، حتى الذين تركوا هذا الفكر عادوا إليه بفعل هذا الرجل.
8 - استتبع انهيار الشرطة المصرية وأجهزتها السيادية انهيار كامل للأمن فى سيناء، حتى أن أى ضابط أو شرطى لم يكن يستطيع أن يسير فى أى شارع من شوارع شمال سيناء، وتم اقتحام معظم أقسام شمال سيناء، والاستيلاء على أسلحتها، ورفع علم القاعدة عليها، وإعلان سيناء إمارة إسلامية مستقلة، وكان قسم ثالث العريش يتعرض للقصف المدفعى أو الصاروخى يوميًا ودون انقطاع، وكان يتم خطف ضباط وجنود الشرطة أو قتلهم أو عمل كمائن لهم باستمرار، لكن مصر المشغولة بالثورة وتداعياتها، حكومة وشعبًا، أهملت كل هذه الأخبار وسط سعى كل القوى السياسية إلى السلطة، وإهمالها التام لسيناء.
وقد كتبت مقالاً فى جريدة «الموجز» الأسبوعية بعد ثورة يناير بعدة أشهر، عنوانه «سيناء التمرة والجمرة»، أى أنها إما أن تكون تمرة تحلى حلوق المصريين، أو جمرة تحرق قلوبهم وأفئدتهم، ويشهد على هذا المقال الذى كان نبوءة مبكرة لما سيحدث فى سيناء الأستاذ ياسر بركات، رئيس تحرير «الموجز»، والأستاذ علاء إبراهيم، المحرر بالجريدة، حيث تحادثنا تليفونيًا قرابة الساعة عن أن سيناء ستكون ملاذًا لكل الجماعات التكفيرية فى العالم، وأن تنظيم القاعدة قد يكون فيها بالفعل، وسوف يسيطر عليها كاملاً خلال أشهر، وهذا ما حدث، وكل هؤلاء أحياء والحمد لله.
9 - انفتحت سيناء على الدنيا كلها، وبنيت آلاف الأنفاق لكل الأهداف، سواءً للتجسس، أو إدخال أو إخراج أسلحة أو مجموعات هاربة، أو أغراض سياسية أو تجارية، أو مخدرات أو تهريب سيارات ووقود.. تدفق جزء كبير من السلاح الذى تم تهريبه من ليبيا إلى سيناء، ومنها إلى أماكن كثيرة، وبعضه بقى فى سيناء، وكانت فيه أسلحة نوعية متطورة، منها صواريخ «سام» أرض جو، وهى التى أسقطت بها «أنصار بيت المقدس» الطائرة العسكرية المصرية بكل سهولة، ومنها آلاف قذائف «آر بى جى»، وصواريخ وقذائف متطورة أخرى، وامتلك التنظيم كل هذه الأسلحة المتطورة.
10 - انضم أفراد كثيرون من الجماعات التكفيرية القديمة، مثل جماعات «الشوقيين»، ومجموعات المطرية وإمبابة وبولاق وبنى سويف والفيوم والشرقية إلى حركة «حازمون» التى جندت أيضًا كثيرًا من الشباب الجدد، وهؤلاء جميعًا انضموا بالتبعية إلى جماعة أنصار بيت المقدس التى تلقت قبلة الحياة بهذا الكم الهائل من الأتباع، مع توفر الأسلحة التى لم يخطر ببالها أن تمتلكها، وتحققت لها سيولة مالية ضخمة فى ظل الفوضى التى حدثت بعد ثورة 25 يناير، وانهيار معظم مؤسسات الدولة.
11 - لم يكن لجماعة «التوحيد والجهاد» ولا «أنصار بيت المقدس» عداوة مباشرة بالجيش، وانحصرت عداوتهم بالشرطة، وكانت كل مواجهتهم السابقة معه لأنهم هم الذين قبضوا عليهم وعذبوهم وذهبوا إلى بيوتهم وقبضوا على بعض نسائهم كرهائن لبعض الوقت فى عهد مبارك.. أما عداوتهم للجيش فبدأت عندما حاصرت حازمون مقر وزارة الدفاع ومعها بعض القوى السياسية الأخرى، وعلى رأسهم الاشتراكيون الثوريون.. ثم قامت الصاعقة المصرية بفض هذا الحصار.. وتوقع بعض المحللين وقتها أن التكفيريين بدأ ثأرهم مع الجيش المصرى.. بعد أن كانت كل عملياتهم قبل ذلك موجهة للشرطة فحسب.. ويعتقد كثير من المحللين أن مذبحة رفح الأولى كانت ردا على عملية الفض.
رغم أن حصار وزارة الدفاع المصرية كان سبة فى جبين من حاصرها إذ إن هذه السابقة لم تحدث فى تاريخ مصر كله.. بل إن الشعب المصرى لم يفكر فيها بعد نكسة 5 يونيو 1967.. بل قام بدعم الجيش المصرى ووقف خلفه حتى نهض من كبوته وانتصر فى حرب أكتوبر 1973م.
لقد نسى التكفيريون وقتها أنهم الذين بدأوا بالحصار لأكثر من أسبوع فضلا عن سيل هادر من الشتائم وتكفير الجنود والضباط بالاشتراك مع بعض الثوار.. ولم يرد أحد من الجنود أو الضباط يومها بكلمة.. كما نسوا أن قناصا من التكفيريين هو الذى بدأ بالحرب والقتال.. وقد يكون ذلك بغير علم بقية المعتصمين حول الوزارة.. ولكن من يبدأ الحرب مع الجيش - أى جيش - فلا يلومن إلا نفسه.. ولكن التكفيريين نسوا ذلك.. وقاموا بأكبر مذبحة للجيش المصرى على أيدى المصريين فى سابقة فريدة لم تحدث من قبل، وهى مذبحة رفح الأولى.
وزادها قسوة أنهم قتلوا الجنود فيها وهم صائمون يفطرون المغرب كما أنهم قتلوا الجرحى بما يخالف حتى الأعراف الدولية فى الحرب.. وفى مذبحة الشيخ زويد الأخيرة قاموا بضرب عربات الإسعاف وقتل الجرحى أيضا.
وكان الخوارج يفعلون ذلك مع خصومهم.. مع أن على بن أبى طالب وهو الذى سن قتال البغاة مثل الخوارج قال فى أوامره لجيشه والتى أصبحت فقها يدرس بعد ذلك «لا يجوز التذفيف على الجرحى» أى لا يجوز الإجهاز عليهم فى الحرب.. فقد كان رحيما بهم ولكنهم لم يرحموه وغدروا به وقتلوه وهو خارج لصلاة الفجر.. ولولا حذر معاوية وعمرو بن العاص لكانا قتلا كما قتل الإمام على.
12 - معظم الذين تدربوا فى معسكرات أنصار بيت المقدس الثلاثة كانوا يذهبون إلى سوريا.. وقد يذهبون إلى سوريا أولا ويعودون إلى المعسكرات ثانية.. وهذه المعسكرات كانت فى قرى برفح بعد ثورة 25 يناير بعدة أشهر.. وكانت على مرأى ومسمع من الجميع وجاءت إليها جنسيات متعددة.
13 - ظل التنسيق والتدريب والهروب المشترك متواصلا دائما بين المجموعات التكفيرية الغزاوية - وهى غير حماس - وبين أنصار بيت المقدس، ولم يتوقف أو يتعطل أو يقل تدريجيا إلا بعد 30/7 أى بعد عزل د/ مرسى وبعد قيام الجيش المصرى بإغلاق الحدود وهدم الأنفاق والسيطرة على الحدود.. أما قبل ذلك فمن يطارد فى سيناء يهرب إلى غزة ومن يطارد فى غزة يهرب إلى سيناء.
سادت فترة هدوء طويلة بين أنصار بيت المقدس والحكومة المصرية والجيش والشرطة فى عهد د/ مرسى، مع احتفاظ الجماعة بمعسكراتها فى سيناء دون مساس بها.
انتهت هذه الهدنة بينهما بعد عزل د/ مرسى.. حينما قام أنصار بيت المقدس بعشرات التفجيرات فى مركبات وأماكن تمركز الجيش والشرطة فى سيناء، حتى أن بعض أقسامها كان يقصف فى اليوم عدة مرات بالهاون.. وذلك بعد عزل د/ مرسى وقبل فض رابعة.
14 - كانت هناك خطة متكاملة لدى أنصار بيت المقدس وقادتها الكبار الذين كانوا يعيشون فى القاهرة لتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية يتكون فيها تنظيم عسكرى عولمى multinational من كل الجنسيات والبلاد.. ويستقطب كل من يرغب فى القتال، سواء ضد الحكومات الكافرة «كما يسمونها فى الدول العربية حول فلسطين»، أو ضد إسرائيل لتحرير فلسطين.. والغريب أنهم صنعوا كل شىء لقتال المسلمين ولم يتحركوا خطوة فى الفكرة الثانية.
15 - كانت لدى التنظيم فكرة تكوين ما يسمى بالقضاء الشرعى.. وتم إعداد دورات للبعض فيما يسمى القضاء الشرعى بأفكار غاية فى السطحية والسذاجة لا تليق بهذا الاسم العظيم «القضاء الشرعى».
وقد كان لى صديق عرفته من السجن من هؤلاء القضاة، وكان يحمل دبلوما متوسطا وأفكاره عن الحياة والدين والقضاء تدعو للرثاء.. وأعتقد أن كل أفكار هذا القضاء تنفذ الآن على نطاق واسع فى الأحكام التى تصدرها وتنفذها المحاكم الداعشية فى العراق وسوريا.
16 - تعد جماعة أنصار الشريعة هى أكثر الجماعات التكفيرية المصرية شبها بداعش فكرا وسلوكا وممارسة.
والتنظيم فى بداياته كان يتبع القاعدة ويدين بالولاء للدكتور / أيمن الظواهرى.. ولكنه ترك هذه التبعية وقفز من مركبها الذى أصابه العطب ليركب السفينة الأكبر وهى داعش التى أعلنت الخلافة رسميا.. وخلعت يد الطاعة من د. أيمن بل طلبت منه النزول على طاعتها.
17 - تعد أنصار بيت المقدس أول جماعة تكفيرية فى مصر تذبح بعض السيناويين والغريب أنها فعلت ذلك بحجتين متناقضتين.. فقد ذبحت مجموعة بعد التحقيق معها ومحاكمتها فى محاكمها السرية بتهمة التعاون مع إسرائيل.. وذبحت المجموعة الأخرى بحجة التعاون مع الجيش المصرى.
18 - فكر التنظيم: هو الفكر التكفيرى ومساحة التكفير لديهم واسعة جدا.. فهم يكفرون الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية السيادية والأحزاب المدنية والحاكم وأعوانه فى كل الدول العربية وبعضهم يكفر الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية فهم يكفرون كل من يؤمن بالديمقراطية وصندوق الانتخابات كوسيلة للوصول للحكم.. كما يكفرون الشيعة جميعا.. وبعضهم يكفر الصوفية.. وهم يقتلون بالوظيفة.. فكل ضابط أو جندى فى الجيش أو الشرطة فهو حلال الدم دون النظر إلى شخصه.. وهذا ما لم يعرفه الفقه الإسلامى طوال تاريخه.
19 - أهم عملياتهم وتفجيراتهم: مذبحة رفح الأولى والثانية.. مذبحة الشيخ زويد التى حدثت هذه الأيام.. تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة والدقهلية.. تفجير مبنى المخابرات فى الإسماعيلية وبلبيس.. تفجير والهجوم على كمين الفرافرة وعمليات أخرى كثيرة يصعب حصرها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.