شارك عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، صباح اليوم فى افتتاح ندوة الأمن القومى العربى، والتى ينظمها البرلمان العربى، برئاسة أحمد بن محمد الجروان فى مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، حيث ناقش المؤتمر عددا من محاور الأمن العربى بأبعاده السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وشارك فى المؤتمر عدد من المتحدثين من عدد من الدول العربية الشقيقة. بدأ "موسى" كلمته بتوجيه التحية إلى أرواح شهداء سيناء، وتقديم العزاء لأسرهم، وجيشهم وشعبهم.. وقام "موسى" بعدها بتهنئة الشعب التونسى بإتمام الانتخابات النيابية وبنتائجها أيضًا، مؤكدا أن فيها رسائل واضحة للجميع أن الشعوب العربية تريد أن تعيش فى دول مدنية تنتمى للقرن الحادى والعشرين، مشيرا إلى أن انتخابات تونس لم تكن بمنأى عما حدث فى مصر والمنطقة، كما أن نتائجها سوف تؤثر فيما حولها. وأضاف "موسى" بأن العالم العربى فى القرن الحادى والعشرين يحتاج إلى مزيد من الديمقراطية التى يعد الانفصال على مبادئها أمر غير مطلوب أو مقبول من الشعوب، لأن الديكتاتورية هى التى أوصلتنا لما نحن فيه، مؤكدا أن مصطلح الأمن القومى العربى يحتاج إلى تفسير واضح لأن هناك العديد من النظريات والنقاشات، التى تناولته ولم تضع له تفسيرًا واضحًا، مشيرا إلى قرارات قمة تونس العربية عام 2004 عن الديمقراطية والإصلاح. وتابع "موسى" قائلا: "إن أول العناصر فى مفهوم الأمن القومى العربى أوسع كثيرًا من الصراع العربى الإسرائيلى، وأن احتلال دولة عربية قد يوجد لسنوات ولكنه سيرحل، وكذلك الحكم الديكتاتورى لدول أخرى فإن مصيره الزوال، ولكن قضية مثل الصراع السنى الشيعى، الذى أخرج من القمقم قد يحدث فتنة تستمر لأجيال، وأن هذا نتيجة أخطاء حدثت وتحدث أخرجت هذه الفتنة فى عصرنا هذا". وقال رئيس لجنة الخمسين إن العنصر الثانى هو التطور التاريخى، الذى نعيشه فى عام 2014 بعد مرور 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، مؤكدًا أن هناك العديد من مراكز البحث فى العالم تبحث الآن فى مستقبل العالم العربى غربا وشرقا، بالإضافة لوجود مقترحات لتنفيذ التقسيم والفيدرالية والكونفدرالية داخل العالم العربى. وتابع قائلا: "يجب إن نطرح وجهة نظرنا فى النظام الإقليمى الجديد، فنحن دائما نجد وجهات نظر من كافة أنحاء العالم ما عدا العالم العربى، فنحن على أعتاب إعادة تشكيل الشرق الأوسط ورسم نظام إقليمى جديد"، مؤكدا أن الدول العربية إذا تركت ذلك يحدث بمنأى عنها سنكون قد ارتكبنا جريمة كبرى فى حق أنفسنا وحق الأجيال القادمة. أما عن العنصر الثالث فقال "موسى"، بأننا يجب أن نسلم بأن هناك تغييرا ثوريا قد حدث بالعالم العربى، وأن إنكار هذا هو تجهيل وليس جهلا! مؤكدا أن مصر من أولى الدول، التى حدث بها تغيير جذرى منذ ثورة 25 يناير وحتى 30 يونيه، مشيرا إلى أن السبب الرئيسى فى المشاكل التى واجهت مصر هو سوء إدارة الحكم. واختتم "موسى" كلمته قائلا: "العالم العربى مطالب بمناقشة مع ذاته، ونحن على أمل وثقة ببأن مصر قد دخلت عصرًا جديدًا عنوانه حسن إدارة الحكم إنفاذًا لأهداف ثورة يناير، التى بدأت فى يناير 2011 من تونس إلى مصر ثم دول أخرى".