تجدد ظهور اسم جهاز المخابرات الإسرائيلى "الموساد،" على خلفيه توجيه أصابع الاتهام له فى اغتيال القيادى فى حركة حماس محمود المبحوح، وكان ذلك دافعا لشبكة cnn الأمريكية لطرح تساؤلات عن عمل هذا الجهاز وظروف تأسيسه. ففى عام 1949، اقترح روؤفين شيلواح عضو الشعبة السياسية للوكالة اليهودية، الذى كان مقرّبا من رئيس الوزراء الإسرائيلى بن غوريون آنذاك على الأخير إقامة "هيئة مركزية لتركيز وتنسيق نشاطات أجهزة الأمن والاستخبارات"، وبعد مصادقة بن غوريون على الاقتراح، أقيمت هذه الهيئة فى 13 ديسمبر عام 1949، وأطلق عليها اسم "هيئة التنسيق" (وتعنى كلمة الموساد "الهيئة"). وسيطرت هذه الهيئة على الدائرة السياسية. ويلتزم هذا الجهاز، وفقا لما يؤكده على موقعه الإلكترونى الذى يمكن تصفحه بخمس لغات هى العبرية والإنجليزية والعربية والفارسية والروسية، بأقصى درجات السرية، وهو ملتزم "بجمع المعلومات، وبالدراسة الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرّية والخاصّة، خارج حدود إسرائيل." ويعمل الموساد بصفته مؤسسة رسمية بتوجيهات من قادة الدولة، و"وفقا للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيّرة، مع مراعاة الكتمان والسرية فى أداء عمله." وقال الجهاز، إن من بين المجالات المتنوّعة التى يعمل فيها الموساد إقامة علاقات سرية، كالتى ساهمت كثيرا فى عقد معاهدتى السلام مع مصر والأردن، وفى قضايا الأسرى والمفقودين، بالإضافة إلى مجال التقنيات والأبحاث." ويقول مائير داغان، رئيس الجهاز فى كلمة مكتوبة على الموقع، إن الموساد "يعمل على تشخيص التهديدات التى تتعرّض لها الدولة العبرية ومواطنوها، ويسعى إلى إحباط هذه التهديدات وإلى تعزيز أمن إسرائيل وسلامتها. ويضيف "تعتبر الخدمة فى الموساد امتيازا كبيرا، بل يعتبر تولّى رئاسة هذا الجهاز امتيازا أكبر، وينضمّ من يدخل الموساد إلى صفّ طويل من المقاتلين ورجال الاستخبارات، قاموا بخدمة شعبهم ودولتهم سرّا، الجيل يلو الجيل، وهم مدفوعون بروح البذل والإخلاص. ويُطلب ممّن يعمل فى الموساد أن "يمنح دولة إسرائيل من مواهبه وقدراته الشخصية، وعطائه وشجاعته.. ويؤدّى منتسبو الموساد عملهم من منطلق وعيهم لأمانة رسالتهم،" وفقا لما قاله داجان. وعن مهام الموساد الأساسية ذكرت الشبكة الأمريكية، أن هذه المهام تتلخص فى جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد، وإحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية، وإحباط تسلّحها وإحباط النشاطات التخريبية التى تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية، وإقامة علاقات سرية خاصة، خارج البلاد، والحفاظ على هذه العلاقات، وإنقاذ اليهود من البلدان التى لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل، والحصول على معلومات استخباراتية إستراتيجية وسياسية والتخطيط والتنفيذ لعمليات خاصة خارج حدود دولة إسرائيل. ومن جهة أخرى ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن الحكومة البريطانية نفت مزاعم صحيفة الديلى ميل بشأن علم وحدة الأمن البريطانية "إم أى 6" باستخدام الموساد جوازات سفر بريطانية فى عملية اغتيال قبيل مقتل المبحوح. حيث نشرت صحيفة الديلى ميل صباح الجمعة تقريرا يزعم أن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" أبلغ نظيره البريطانى بعزمه تنفيذ عملية اغتيال واستخدام جوازات سفر بريطانية فى العملية، لكن الجهاز البريطانى لم يخطر بهوية الشخص المراد بالاغتيال، وكذلك بزمان أو مكان تنفيذ العملية المستهدفة. وجاء هذا التقرير بعد عدة ساعات من اجتماع استغرق 20 دقيقة فى لندن بين السفير الإسرائيلى رون بروسور ودبلوماسى بريطانى بارز، الخميس، لمناقشة جوازات السفر البريطانية المزورة التى استخدمت فى عملية اغتيال محمود المبحوح أحد قياديى كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، فى دبى.
