قال ناصر حطيط رئيس هيئة إدارة قطاع البترول فى لبنان يوم الأربعاء (22 أكتوبر) إن انطلاق القطاع تأخر أكثر من سنة ونصف السنة. وتسببت الخلافات السياسية داخل الحكومة اللبنانية فى تأخر صدور مرسومين يحددان المناطق ونموذج اتفاق بخصوص التنقيب والإنتاج. وقال حطيط فى مقابلة مع رويترز: "مأخرين مش راح أقول بسبب الخلاف السياسى لأنه المراسيم ما اتمضوا (وقعت) راح يصير فيه تأخير تقريباً 18 شهر. هيدى أكثر مما ينبغى (بالانجليزية).. 18 شهر يعنى هيد سنة ونصف.. ستة فصول كنا خلصنا الحفر (بالانجليزية) هلق". وكان لبنان أرجأ للمرة الخامسة موعد تقديم عروض الشركات المؤهلة للمشاركة فى المزايدة لدورة التراخيص الأولى للتنقيب عن النفط والغاز فى المياه البحرية اللبنانية ستة أشهر بعد الموعد الذى كان مقررًا فى 14 أغسطس. ويقدر المسئولون حجم الاحتياطيات البحرية اللبنانية من الغاز بما يصل إلى 96 تريليون قدم مكعبة ومن النفط بنحو 850 مليون برميل، وتلك الكميات غير مؤكدة لكن حتى القليل منها قد يكفى لإحداث تحول لبلد يقطنه نحو أربعة ملايين نسمة. واكتشفت احتياطيات كبيرة بالفعل من الغاز فى مياه قريبة فى إسرائيل وقبرص الأمر الذى قد يشير إلى احتمال اكتشاف الغاز فى لبنان أيضًا لكن النزاعات السياسية حالت دون بدء التنقيب. لكن آرتور نظريان وزير الطاقة اللبنانى تمسك رغم ذلك بالتفاؤل ودعا الأحزاب السياسية إلى الاتفاق على المضى قدمًا. وقال "هذه صدمة نوعًا ما. (أدعو) الأحزاب السياسية إلى أن تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد الكامل، أنا شخصيًا متفائل جدًا.. هذه هى شخصيتى أن أكون متفائلاً. نأمل ألا نستغرق وقتًا طويلاً قبل موافقة مجلس الوزراء على هذين المرسومين لكى نمضى قدمًا". وينبغى إقرار المرسومين حتى يتسنى للشركات تقديم العطاءات وإنجاز جولة التراخيص. وأعرب جيمس هوليس الرئيس التنفيذى لشركة (نيوس) التى تتولى التنقيب فى البر حاليًا عن أمله فى الانتهاء من استخلاص النتائج الأولى للمسح البرى فى الربع الأول من العام المقبل أو ربما فى الربع الثانى. وقال هوليس "عمر الصخور مهم وكذلك فهم بيئة الزمن السالف. هل كان ثمة صرف صحى فى البر؟ هل من صخور كربونية هناك؟ نحن نستخدم نوعا جديدا من الأساليب حيث نجمع الكثير من البيانات عن الطبقات المختلفة وبيانات تصويرية من المنطقة وبيانات جيولوجية جمعت على مر الأعوام ونعيد استخدامها بطريقة جديدة تسمى التحليل التنبؤى استخدمت فى منطقة وادى السليكون ونحن نعيد استخدامها فى مجال الطاقة". كما تعكف شركة أخرى مقرها بريطانيا هى شركة سبكترم على إجراء مسح جيولوجى ثنائى الأبعاد فى مناطق يحتمل وجود النفط والغاز فيها فى لبنان. وذكر رودى بارودى خبير النفط اللبنانى أن النتائج التى ستخلص إليها عمليات المسج يرجح أن تثبت وجود النفط والغاز فى البر أيضا فى لبنان. وقال "هيدا راح يساعد أنه رغم (بالانجليزية) اللى شو عم بصير من تناكف سياسى وما فيه حكومة يعنى متجانسة بعد.. أنه هيدا عم يبرهن لنا أنه فيه ثروة بالبر وهيدى انطلاقتها مهمة بعد 70... 80 سنة من أول استكشافات صاروا بتربل (قرية لبنانية بقضاء زحلة) وهيدى راح تؤكد لكل شركات النفط الدولية (بالانجليزية) مثل توتال.. مثل شل.. مثل الكل.. أنه البر اللى عندنا اياه كمان واعد. يعنى هيدا راح يساعد المرحلة الاقتصادية (بالانجليزية." ومن بين الشركات التى تأهلت للمنافسة فى جولة التراخيص الأولى أناداركو وشيفرون وإكسون موبيل وإنبكس وإينى ومايرسك وبتروبراس وريبسول وبتروناس وشتات أويل وتوتال وشل. لكن بعضا منها مثل شتات أويل وإينى أبدت إشارات إلى تراجع اهتمامها بالجولة.