كنت قاعد أنا ومراتى بنتكلم على أحداث الكورة والفوز العظيم اللى حققه المنتخب الوطنى بعد الفوز على غانا، مراتى بتدعى لابننا الوحيد وبتقول يارب يا محمود يابنى يوفقك فى تعليمك يا رب، تلقائيا أنا قلت لها: «بعد الشر» خليه يلعب فى الشوارع علشان يكون لعيب أحسن. وقعدنا نضحك على الكلام ده. فكرت شوية وقلت فى نفسى أنا قلت كدا ليه، وكانت الإجابة طبعا هى ما فعله الإعلام من تغطية كبيرة صرفت نظر الناس وتفكيرهم عن مشكلة لقمة العيش وخلتهم يتابعوا الكورة، لما الإعلام يستضيف أهل اللاعب الفولانى وتلاقيه راجل فى منتهى البساطة زى أهلينا، وابنه اللاعب بقى مليونير وهوه معاه دبلوم صنايع بالعافية، لما تلاقى نفسك مهندس متغرب ومتبهدل فى دول الخليج والكفيل مطلع عينك وده لان غلطتك إنك اهتميت بدراستك وتفوقت، لما تلاقى إن رئيس بلدك يبعت ولاده الاتنين علشان يتصوروا وهمه عرقانين وبيهتفوا مع المشجعين (دعاية للرئيس الوريث طبعا)، لما تلاقى إن زويل وهوه فى سن اللعيبة دول كان غلبان، لما تلاقى إن الدولة بتكرمهم بالملايين وأنا موظف فى مجلس مدينة ميت غمر مهندس فى التنظيم باخد 170 جنيه (آخر مرتب اخدته من 5 سنين معرفش بقى كام دلوقتى) يا إما تسرق يا إما تشحت. بعد ده كله ما اتمناش ان ابنى يلعب كورة أحسن له ولينا. البلد دى مش هتقوم على أكتاف لعيبة الكورة والمغنيين والممثلين والرقاصين اللى الدولة بتكرمهم بملايين الجنيهات كل يوم، البلد محتاجة الدكتور والمهندس والمدرس اللى بيتشعبطوا فى الأوتوبيسات علشان يروحوا شغلهم كل يوم الصبح، أو يهجوا عند الكفيل أرحم لهم. السيد عادل - موظف