صدر عن مركز الأهرام للنشر والترجمة، كتاب بعنوان "الدبلوماسية المصرية والهموم العربية" من تأليف السفير هانى خلاف، وتقديم وزير الخارجية السابق أحمد ماهر. ويقدم لنا السفير هانى خلاف فى هذا من خلال مذكراته خبراته وملاحظاته التحليلية والنقدية للأحداث السياسية والدبلوماسية، وبعض الجوانب التنظيمية والإدارية والإنسانية والسياسية التى عاصرها وشارك فيها. كما يتناول الكتاب أيضا بعض الشواغل العربية وإشكاليات العمل العربى المشترك كما عايشها الكاتب أو شهد عليها فى المواقع التى عمل بها – وخاصة خلال عمله مساعدا لوزير الخارجية للشئون العربية ومندوبًا لمصر لدى جامعة الدول العربية ثم رئيسًا لبعثة الجامعة فى العراق. ويضم الكتاب قسمين رئيسين أولهما عن كواليس الدبلوماسية المصرية، والثانى عن العمل العربى المشترك بين الطموحات والمحددات. يتناول القسم الأول موضوعات تبدأ بالدور الحقيقى لوزارة الخارجية فى رسم وإدارة سياسة مصر وعلاقاتها الخارجية، حيث يعرض الكاتب لطبيعة عمليات صياغة السياسة الخارجية فى النظم الرئاسية عمومًا وبعض خصوصيات النظام المصرى فى هذا الشأن، مبرزًا المفارقة بين المسئولية الظاهرة لوزارة الخارجية عن كل ما يتصل بأداء مصر وعلاقاتها الخارجية من ناحية، والمسئوليات الحقيقية لبعض الجهات والمؤسسات الأخرى فى الدولة عما يواجه الأداء المصرى فى الخارج من صعوبات ومشكلات أو أعطال من ناحية أخرى. ويتناول فى هذا الفصل أيضًا علاقة وزارة الخارجية بالإعلام، وعلاقتها بمجلسى الشعب والشورى. كما يتعرض لبعض جوانب التغير فى أداء وزارة الخارجية ومكانتها وفق التكوين الشخصى وخلفيات التخصص لدى وزراء الخارجية. كما يتناول الكتاب طبيعة الصعوبات التى يواجهها الدبلوماسيون أحيانا فى تنقلاتهم وسفرياتهم المتعددة وخاصة حين تتعرض البلاد التى يوفدون إليها لثورات أو انقلابات ونزاعات أهلية أو حروب أو حين تتعرض السفارة وأعضاؤها لأعمال إرهابية أو تخريبية، كما يعرض أيضًا تجربته فى العراق كرئيس لبعثة الجامعة العربية فى ظل أعمال العنف الأهلى والعمليات الإرهابية، والاحتقان الطائفى. وفى القسم الثانى من الكتاب يناقش المؤلف (المكون الثقافى للسياسات العربية) موضحًا مكانة الأبعاد الثقافية والدينية فى السياسات الخارجية للدول العربية وفى أنشطتها الدبلوماسية، ويرى الكاتب أنه رغم وضوح هذه الأبعاد وتناميها فى سياسات الدول الأخرى وفى أنشطة العمل الدولى الإقليمى إلا أن الدول العربية ومنظماتها الإقليمية ما تزال تضع هذه الجوانب الثقافية بعيدا عن بؤرة الصدارة. ويشير الكاتب أيضًا إلى افتقاد العمل العربى المشترك إلى المزاوجة العاقلة بين العروبة والثقافة الإسلامية، ويدعو إلى التفكير فى إنشاء وحدة داخل الأمانة العامة للجامعة العربية تختص بالموضوعات والعلاقات الدينية.