فى الحقيقة هذا السؤال إذ يبدو للوهلة الأولى أنه سؤال غريب وأعتقد أنه ورد على مسامع حضرتكم بصيغ مختلفة فى وسائل الإعلام ولكنى اليوم قررت أن أتناول هذا الأمر بزاوية مختلفة، لسنوات طويلة ونحن نقول أن الفقر والجهل هما السببان الرئيسيان للإرهاب وكلما ارتفعت نسبة الأمية والفقر المادى كان ذلك تربة خصبة للإرهاب والتطرف وفى الحقيقة هذه النظرية كانت نظرية صحيحة لحين ظهور التيار الإرهابى الدموى داعش واعتقد أنه طرأ تغيير كبير على هذه النظرية حيث نجد أنه يوجد المئات من الشباب المسلم فى المجتمعات الغربية الذى يعيشون فى بيئة صحية وفيها ممارسة حقيقة لحقوق الإنسان والحريات ومنهم من تعلم فى جامعات تعد منارة للعلوم فى الدنيا كلها ومع ذلك نجد هؤلاء الشباب ينضمون ويعتنقون هذا الفكر الإجرامى الخطير ويسافرون للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابى بل أيضا نجد دولة مثل ماليزيا والجميع يعرف النهضة الشاملة التى حدثت فى ماليزيا وهى دولة ذات أغلبية مسلمة ومع ذلك نجد تقارير حكومية ماليزية تعلن عن قلق شديد من ذهاب مئات الشباب الماليزيين وانضمامهم لتنظيم داعش الإرهابى وتخشى ماليزيا من عودة هؤلاء الشباب إليها بهذه الأفكار الإرهابية. نخلص مما سبق أن نظرية الأمية والفقر ليست وحدها المسئولة عن التطرف المخيف التى تجسده جماعة مثل داعش وهذا الأمر يزيد السؤال تعقيداً إذ ما هى الأسباب التى تدفع شباب نالوا قسطا لا بأس به من العلم ويعيشون فى مستويات اجتماعية مقبولة إلى حد كبير أن ينجرفوا إلى هذه التنظيمات ويعتنقون هذا المنهج ولعلى أذكر حضراتكم بان أسامة بن لادن نفسه كان من عائلة سعودية ثرية جدا. ولكى نكون قادرين على إيجاد إجابة شافية للسؤال عن عنوان المقال لابد أن نصارح أنفسنا عن الأسباب الحقيقية التى تدفع هؤلاء الشباب إلى هذا الجحيم المخيف. وأن لم نكن صادقين فإننا لا يمكننا ولو بعد مائة عام أن نقدر أن نجيب على هذا السؤال. فى الحقيقة أنا لست رجل دين أو متخصص فى الأمور الدينية لكن مما لاشك فيه أن هؤلاء الشباب يذهبون إلى هذا الجحيم وهم لديهم قناعات راسخة انهم على صواب وأن ما يفعلونه سوف يقربهم من الله وأنهم سوف يحققون حلم عودة الخلافة الإسلامية وهذا واضح جدا من خلال الفيديوهات والتصريحات التى تصل إلينا من تنظيم داعش الإرهابى. وقد يقول البعض إن هناك تيارات متطرفة تبث أفكار التطرف والجهل لهؤلاء الشباب وقد يقول البعض إنها مؤامرة على الإسلام وقد يقول البعض إنها حقبة تاريخية وسوف تمر، لكن مع كامل احترامى لكل وجهات النظر هذه ليست إجابة على السؤال. هذا المقال للأسف لا يوجد به إجابة عن هذا السؤال لكنه دعوة إلى التفكير والتحليل الصادق مع النفس إلى كل من يهمه الأمر ويبقى السؤال مطروحاً كيف ننقذ الشباب المسلم من جحيم الإرهاب؟