كل شاب وفتاة حلم حياتهما أن يصادفا الحب الحقيقى الصادق الذى يدفعهما للأمام يحقق طموحهما وأحلامهما ينتهى بالزواج ويثمر أطفالا تكتمل بهم سعادة الأسرة ويستمر حتى نهاية العمر. للأسف أصبحنا نسمع ونرى قصص حب تستمر لفترات طويلة وتكلل بالزواج ولا يمضى سوى سنوات قليلة وأحياناً أشهر معدودة نفاجئ بعدها بوقوع أبغض الحلال، فأين يذهب الحب؟ ولماذا ينتهى بسهولة؟ ولماذا كانت الزيجات فى الماضى رغم عدم وجود الثقافة العاطفية تستمر ويحتفل الزوجان باليوبيل الفضى والذهبى؟. الإجابة أن الحياة تتطور وتختلف المفاهيم باختلاف الوقت على أيام أجدادنا وآبائنا لم يكن أمامهم اختيارات كثيرة كما هو الحال الآن الإغراءات بالنسبة لهم كانت قليلة، والمثيرات لم تكن بمثل هذا القدر الذى نراه الآن إلى جانب الضغوط التى كان يفرضها الأهل ولا يستطيعون أن يعترضوا عليها. اليوم مع التطور الثقافى والاجتماعى والحضارى أصبح لدينا وعى بمفهوم الحب الذى من المفترض أن يجعل الحياة الزوجية أكثر استقراراً واستمرارية، فالزواج يحتاج إلى من يمنحك الشعور بالراحة والأمان والطمأنينة، فلا تشعر بالأمان إلا مع شخص بعينه ليس مجرد حب يرتبط بشهوة ورغبة وغريزة بل بمشاعر وعواطف وأحاسيس، الحب يجعلك تتقبل من تحبه على ما هو عليه تعشق تفاصيله بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات. ما يقتل الحب هو مشاعر الغيرة، الغضب، الأنانية، التجاهل، الإهمال، الخيانة، الشك، عدم الثقة فى الطرف الآخر، الشعور بالوحدة وتحول الزواج إلى ما يسمى بالطلاق الصامت، فيعيش الزوجان تحت سقف واحد لكنهما يشعران بالغربة، بفقدان الأمان، لا يربط بينهما أى مشاعر، لا يلبى كل طرف احتياجات الطرف الآخر، فيبدأ الحب يتسرب من حياتهما شيئاً فشىء حتى يختفى تماما. الحب لم ولن ينتهى طالما هناك حياة، لكنه يحتاج لجهد فى البحث عنه والوصول إليه، الأهم عندما نجده أن نحافظ عليه، فالحب من أسمى المعانى الإنسانية، أرقاها وأرقها، الحب رزق، يأتى دون ترتيبات، ليس مجرد كلمات تقال بل أفعال تحس، عطاء ليس له مقابل سوى سعادة الطرف الآخر، إحساس ومشاعر راقية وأهم شىء أن يكون متبادلا وليس من طرف واحد فقط، وإلا لن يستطيع الصمود طويلاً فى وجه عواصف الحياة، الحب ثقافة على كل طرف أن يتعلمها، حتى ينعم بحياة زوجية سعيدة.