الجماعة الإسلامية تلوح بالانشقاق عن تحالف الإخوان.. وتقدم مبادرة لإجراء "مراجعات فكرية" للحفاظ على الدولة.. "الزمر": آمل تحقيق المصالحة الوطنية.. وكرم زهدى: على التيار مراجعة حساباته والاستماع للنصائح

دعا الشيخ عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إلى ضرورة إجراء مصالحة شاملة، فى ذكرى انتصارات حرب أكتوبر، فيما طالبته قيادات سابقة بالجماعة الإسلامية بالانفصال عن الجماعة لعدم استماعها إلى نصائحه، والإصرار على اتخاذ مسلك العنف.
فيما قال وليد البرش مؤسس "تمرد الجماعة الإسلامية"، "كل يوم يخرج علينا عبود الزمر بمقال يحيى الآمال فى وجود قيادة واعية ترمم ما أفسده قادة العنف وأمراء الدم فى الجماعة الإسلامية، وبعدها ننتظر منه موقفاً شجاعاً تجاه خطايا هؤلاء القادة ويطول الانتظار".
وأضاف "البرش" فى بيانٍ للحركة، أن مقالات الزمر لا موقف وراءها ولا تحرك ساكنًا فى مياه الجماعة الإسلامية العكرة، متابعًا، "إذا كنت صادقًا فى المصالحة الوطنية الشاملة فتبرأ من جماعتك فلا جماعات فى الإسلام".
من جانبه، قال عوض الحطاب القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إنه على الشيخ عبود الزمر أن يعلن عن موقفه صراحة من الجماعة الإسلامية، لاسيما فى ظل إصرار الجماعة فى التحالف مع جماعة الإخوان والاستمرار فى تحالفها حتى الآن.
وأضاف الحطاب فى تصريحاتٍ ل"اليوم السابع"، أنه على الزمر أن ينفصل تماما عن الجماعة الإسلامية فى ظل تبنيها الموقف الصدامى مع الدولة، ورفضها دعوات الزمر للمصالحة، مشيرا إلى أن طارق الزمر يترأس حزب البناء والتنمية ويحرض ضد الدولة من قطر.
وأشار القيادى السابق بالجماعة الإسلامية إلى أن استمرار الزمر فى توجيه النصيحة للجماعة الإسلامية دون أن تأخذ به يعد مناورة وعليه أن يثبت دون ذلك بالانفصال من تلك الجماعة وإعلانه الانشقاق عنها.
يأتى هذا فى الوقت الذى دعا فيه حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، جميع القوى السياسية بالالتفاف حول أهداف محددة واضحة أولها الحفاظ على الدولة المصرية من التفتت، والحفاظ على الشعب المصرى من الدخول فى صراعات وتناحرات تؤدى إلى الاقتتال الداخلى.
وطالب الحزب فى بيانٍ له بضرورة تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، ووضع أسس لبناء الوطن تتوافق عليها الإرادات المصرية على اختلاف تنوعاتها من خلال مشروع جامع، وأهداف واضحة، لبناء وطن يتسع للجميع، ويحقق الريادة لمصر وشعبها.
وكان عبود الزمر قد قال فى مقال له بعنوان "صفحة مضيئة بين نكسة يونيو ونصر أكتوبر": عندما اندلعت حرب الخامس من يونيو عام 67 كنت طالباً فى القسم النهائى بالكلية الحربية، صدرت تعليمات لنا بالانتشار خارج المبانى وأخذت موقعى مع زملائى للدفاع عن النطاق الخارجى لمدينة القاهرة، وتوالت الأخبار تباعاً فعلمنا بهزيمة الجيش المصرى دون أن يأخذ فرصة حقيقية للقتال، فأصابنا الحزن الشديد وعانينا من انتقادات المواطنين لنا، ولكننا صبرنا واجتهدنا فى أن نبنى جيشنا مرة آخرى كى نسترد أرضنا السليبة".
وتابع "أذكر مدى الروح المعنوية التى كانت تبثها إدارة الشئون المعنوية، والكلمات التى كان يلقيها قادة الميدان أمام جنودهم حيث اتسمت بالمعانى الإيمانية العميقة، والعزيمة على استرداد أرضنا السليبة، لقد كانت كل حبة عرق تتساقط من على جبين المقاتل المصرى أيام التدريب تضيف رصيداً جديداً على طريق النصر الذى كنا نحلم به، ولقد كان انتصار أكتوبر بحق ملحمة فريدة اجتمع فيها الشعب خلف الجيش وتوحدت القلوب على هدف واحد ألا وهو النصر وقد تحقق".
واستطرد "إننى آمل اليوم أن نعيد أمجاد أكتوبر التى كنا فيها يداً واحدة وذلك بالمصالحة الوطنية الشاملة ورد الحقوق إلى أصحابها والبدء فوراً فى بناء وطننا على النحو الذى نتفق عليه فيما بيننا كى تتبوأ مصر مكانتها بين الأمم".
فيما قالت الجماعة الإسلامية إنها مارست النقد الذاتى فى التسعينيات من القرن الماضى بكل قوة وشجاعة، وأسفرت مراجعتها عن تحولات جذرية على مستوى الاستراتيجيات والسياسات، وهى تستشرف الواقع وتبصر مخاطر كارثية على الشعوب والأوطان.
ودعت الجماعة فى بيانٍ لها القوى الفاعلة فى مصر والعالم العربى والإسلامى إلى إجراء مراجعات حقيقية على ضوء التحديات الإقليمية والدولية التى تستهدف الدول بالتقسيم والتفتيت، وتستهدف الجيوش بالإضعاف والتمزيق، وتستهدف المجتمعات بالتغريب وطمس الهوية.
وأضاف البيان "تلك المراجعات يقف فيها كل طرف أمام مسئولياته الوطنية والدينية، فشعوبنا وبلادنا أصبحت لا تملك ترف الوقت، ولا رفاهية التأخير، وقفة يراجع كل منا فيها نفسه، ويقيم خطواته، على أساس من الضمير، وإعلاء مصلحة الدين، ثم الوطن فوق كل مصلحة".
وتابع البيان "علينا أن نتكاتف لبناء أوطاننا، وأن نتشارك فى رسم ملامح مستقبل بلادنا وأبنائنا قبل أن يرسمها لنا غيرنا، وعلينا أن نرسم مشروعًا سياسيًا وطنيًا جامعًا، ونصوغ عقدًا اجتماعيًا جديدًا على أسس صحيحة تراعى إرادات الشعب المصرى على اختلاف توجهاته".
وأكد الشيخ كرم زهدى، مؤسس الجماعة الإسلامية، على ضرورة إجراء المراجعات لاسيما للتيار الإسلامى، من أجل وقف مخططات تقسيم مصر التى تتم داخليا وخارجيا، ومن أجل تحقيق الاستقرار لمصر.
وأضاف زهدى فى تصريحاتٍ خاصة ل"اليوم السابع"، أن هناك ضرورة لتنفيذ هذه المراجعات، مشيرًا إلى أن مطالبة الجماعة الإسلامية بعمل مراجعات للجميع هو أمر جيد من أجل مساهمة الجميع فى إنجاز مشروع وطنى، موضّحًا أنه على جميع الأحزاب الإسلامية أن تقوم بهذه المراجعات.
أخبار متعلقة..
الجماعة الإسلامية: ندعو الجميع لإجراء مراجعات لوقف مخطط تقسيم الدولة
"البناء والتنمية" يدعو للتكاتف للحفاظ على الدولة المصرية
عبود الزمر: أتمنى إعادة أمجاد أكتوبر لنكون يداً واحدة بالمصالحة الوطنية