صدر للكاتب صلاح حسن رشيد، مؤخرا كتاب جديد بعنوان "مصر المؤمنة وكيف نجاها الله من غدر الإخوان"، عن دار "غريب" بالقاهرة فى (267) صفحة، وهو فى الأصل دراسة بحثية استغرقت ثلاث سنوات من التنقيب، والقراءة، والتحليل فى أدبيات الإخوان المسلمين، وما كتبه الساسة، والمؤرخون، والمفكرون حول هذه الجماعة؛ خاصة عقب وصول الإخوان السريع، والمفاجئ لحكم مصر؛ ثم سقوطهم المدوى. ويقول المؤلف: "اطلعت فيها على أغلب كتابات الإخوان، ومؤلفاتهم الحركية، والفكرية، إضافة إلى كل ما كتب عنهم لدى المؤرخين، والساسة، والمفكرين فى الداخل والخارج؛ فكانت دراسة منهجية، وثائقية، تأريخية، تحليلية، نقدية لآرائهم، وقناعاتهم، وقراراتهم، وما أبرموه بالنهار، وبالليل من صفقات، وتحالفات". والكتاب يعتبر محاكمة للإخوان وفق المنهج الموضوعى، وفى ضوء الحقائق التى تكشفت؛ للوصول إلى أسرار هذه الجماعة، وخفاياها، وفك شفراتها، وعملها المستور المحجوب، فتم ربط الحلقات المفقودة، بما توصل إليه الكاتب من فصول القصة الحقيقية لهذه الجماعة. كما يعد الكتاب هو الدراسة الأولى، التى أتت بنص دعاء حسن البنا قبيل وفاته على الجماعة، وبراءته، وتنصله منها، ومن تنظيمها الإرهابى. ومما انفرد به كذلك حديثه عن تحقيق حسن البنا فى العشرينيات من القرن الماضى لديوان (صريع الغوانى) مسلم بن الوليد؛ المشهور بالخمر، والغزل، والتشبيب بالحسناوات، ويعرض لتناقضات البنا؛ الذى دافع عن حرية الفكر، والإبداع أولا؛ ثم انقلب عليها هو وجماعته بعد ذلك. ومن موضوعات الكتاب تناوله لرأى نجيب محفوظ عن الجماعة، ورفضه لمقابلة البنا، وأسرار زيارته لسيد قطب فى السجن فى الستينيات. كما يعرض الكتاب للعلاقات السرية بين المخابرات البريطانية، والألمانية، والإيطالية، والأمريكية من جهة، وبين البنا، وسيد قطب، وقادة الجماعة من جهة أخرى، فى مختلف العصور. كما أنه يظهر علاقة الإخوان المتينة بالموساد، و(سى آى إيه) فى حرب أفغانستان عام 1979م وكيف أن الإخوان أرسلوا المجاهدين العرب إلى هناك بالتنسيق معهم، ويكشف أيضا عن علاقة مؤسس حماس (عبد الله عزام) القوية بالموساد، وكيف أن إسرائيل دربت المنتمين إلى حركة حماس بعد ذلك وهو ما كشفته المخابرات الأمريكية مؤخرا.