دخلت بعثة الهند الفضائية - المعروفة باسم مانجاليان- إلى مدار كوكب المريخ فى نهاية رحلتها من الأرض والتى استغرقت 11 شهرا، الأمر الذى جعل الهند الدولة الآسيوية الأولى التى تصل إلى الكوكب الأحمر، و الدولة الأولى على مستوى العالم التى تنجح فى هذا الأمر من المحاولة الأولى. والجدير بالذكر أنه لم تستطع سوى ثلاث وكالات فضائية أخرى فى السابق من الوصول ببعثاتها إلى المريخ. وبالتوازى مع هذا التطور بالغ الأهمية أعلنت سفارة الهند بالقاهرة أن كلا من الهند ومصر تستعدان لزيادة التعاون المشترك فى مجال الفضاء. وأوضحت السفارة فى بيان لها اليوم أنه من المقرر أن تعقد الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء (مصر) ومنظمة أبحاث الفضاء الهندية مشاورات خلال شهر أكتوبر المقبل فى الهند لوضع خطة لتعزيز التعاون بين الجانبين. وأضاف البيان أن المناورات المعقدة كانت قد تمكنت من إدخال مركبة الفضاء الهندية فى مدار المريخ فى وقت مبكر من يوم 24 سبتمبر الجارى، و ذلك تحت إشراف مركز القيادة فى بنجالور، بالهند وذلك فى حضور رئيس الوزراء ناريندرا مودى. ومن جانبه، قام رئيس الوزراء بتهنئة مجموعة العلماء المنخرطين فى هذا المشروع قائلا: "لقد حققنا إنجازا يفوق حدود قدرات العقل البشرى على نحو مذهل. لقد قمنا بإرسال مركبتنا الفضائية فى رحلة عبر خلال مسار معروف لعدد قليل جدا من الدول.. و يرجع الفضل فى هذا الحماس المنقطع النظير فى العمل على استكشاف المجهول إلى أبنائنا من علماء الفضاء فى منظمة أبحاث الفضاء الهندية (إيسرو). لقد استطعنا - بل واعتدنا - من خلال عبقريتهم العلمية و دأبهم فى العمل أن نحقق المستحيل." وتعد بعثة الهند إلى المريخ هى أول بعثة فضائية هندية موجهة إلى الكواكب. كما تمثل تلك البعثة انجازا كبيرا فى إطار البرنامج الفضائى الهندي. لقد تم إطلاق هذه البعثة الهندية - التى استغرقت رحلتها أحد عشر شهرا- فى 5 نوفمبر من العام الماضى من مركز ساتيش داوان للفضاء فى سريهاريكوتا. وتم إطلاق المركبة من خلال الصاروخ الخاص بمركبة إطلاق الأقمار المدارية (بي.إس.إل.في.-سى 25) الذى تم صناعته محليا فى الهند. وتكلفت هذه البعثة الفضائية التى تمت بأيدى هندية خالصة فى كافة مراحلها حوالى ( 75 مليون دولار أمريكي)، و بالتالى فهى تعد من أكثر البعثات الفضائية المنخفضة التكلفة على مستوى العالم. لقد تم تصميم بعثة الهند المدارية للمريخ من أجل تطوير التكنولوجيا للبعثات الموجهة بين الكواكب، وكذلك بهدف استكشاف سطح المريخ و غلافه الجوي. وتشمل رحلة الفضاء إلى المريخ إرسال خمسة أجهزة للبحث العلمى عبارة عن كاميرا ألوان للتصوير الضوئى للمريخ، وجهاز تصوير طيفى حرارى بالأشعة تحت الحمراء يستخدم للكشف عن المعادن وتركيب سطح المريخ، وجهاز للكشف عن وجود غاز الميثان، وجهاز لدراسة التركيب المتعادل للطبقة العليا من الغلاف الجوى للمريخ، وجهاز لدراسة عمليات الهروب فى الطبقة العليا من الغلاف الجوى للمريخ من خلال الديوتيريوم/الهيدروجين. يذكر أن برنامج الفضاء الهندى بدأ عام 1962 وحقق تقدماً كبيراً حيث كان قد قام بأكثر من 110 عملية إطلاق فضائى بحلول عام 2013. وطالما ارتبط برنامج الفضاء الهندى بأهداف تنموية مباشرة حيث ساعدت عمليات الإطلاق التى تمت فى توفير خدمات الاتصال والتعليم عبر الأقمار الصناعية، وفى عمليات المسح وإدارة الموارد الطبيعية من خلال تكنولوجيا الاستشعار عن بعد، وفى عمليات الرصد البيئى وتنبؤات الطقس. توفر الأقمار الصناعية معلومات لحظية للصيادين والمزارعين وموظفى الحكومة، كما تسهم أحياناً فى تجنب الكوارث الطبيعية. نجحت منظمة أبحاث الفضاء الهندية "إسرو" فى تشغيل نظامين رئيسيين للأقمار الصناعية هما شبكة الأقمار الصناعية الوطنية الهندية "إنسات" التى توفر خدمات الاتصال وشبكة الأقمار الصناعية الهندية للاستشعار عن بعد لإدارة الموارد الطبيعية. كما تقوم الهند بإطلاق الأقمار الصناعية لدول أخرى. وفى يوليو الماضي، قامت منظمة أبحاث الفضاء الهندية بإطلاق أقمار صناعية لكل من ألمانيا وكندا وسنغافورة.