أعلن قادة عسكريون أمريكيون اليوم الثلاثاء، أن واشنطن تعتزم شن هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فى معاقله بسوريا، وأشاروا إلى إمكانية إرسال المستشارين العسكريين الأمريكيين إلى الجبهات للقتال إلى جانب القوات العراقية. وتحدث القادة العسكريون عن تعبئة متزايدة ضد المسلحين الإسلاميين فى الوقت الذى دعا فيه فرعان من تنظيم القاعدة إلى تشكيل جبهة موحدة ضد التحالف الذى تعكف واشنطن على بنائه لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. وصرح وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل أمام لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ الأمريكى أنه يجرى العمل على وضع خطط لاستهداف التنظيم فى سوريا حيث يحتجز رهائن فى مدينة الرقة التى يسيطر عليها. وقال إن "هذه الخطة تتضمن استهداف معاقل تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا والتى تشمل مراكزه القيادية وقدراته اللوجستية وبناه التحتية". إلا أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسى قال فى نفس الجلسة إن عمليات القصف لن تكون مماثلة للغارات الواسعة النطاق التى صاحبت بداية الغزو الذى قادته الولاياتالمتحدة للعراق فى 2003، والتى وصفها القادة فى ذلك الوقت بأنها حملة لإحداث "الصدمة والرعب" بين صفوف قوات الرئيس العراقى السابق صدام حسين. وأضاف أن هذه الهجمات "لن تشبه الصدمة والرعب لأنها لا تناسب طريقة تنظيم +الدولة الإسلامية ولكنها ستكون هجمات مستمرة ودائمة". وذهب ديمبسى فى تصريحاته إلى أبعد من ذلك وقال إن المستشارين العسكريين الذين أرسلهم الرئيس باراك أوباما لدعم القوات العراقية يمكن أن يشاركوا فى العمليات القتالية. ويأتى ذلك رغم تأكيدات سابقة لإدارة أوباما بأن التحركات ضد تنظيم الدولة الإسلامية لن تعنى بداية حرب برية أمريكية جديدة فى الشرق الوسط وأنه لن يحدث غزو أمريكى واسع. إلا أن نحو 300 مستشار عسكرى أمريكى يعملون حاليا مع القوات الحكومية العراقية كما سيتم إرسال 300 آخرين. وأوضح "إذا وصلنا إلى مرحلة بات يتوجب فيها على مستشارينا مرافقة القوات العراقية فى هجماتها ضد أهداف محددة لتنظيم الدولة الإسلامية فإننى سأوصى الرئيس بالسماح بذلك". وقال إن "معظم الدور الذى يقوم به العسكريون الأمريكيون استشارى" مؤكدا أنه "لا توجد نية" فى الوقت الحالى لمشاركتهم فى القتال، وأوضح "لا اعتقد أن ذلك ضرورى فى الوقت الحالى". ولكنه قال انه اذا تغيرت الظروف وإذا كانت هناك "عملية معقدة بشكل استثنائى" يخطط لها الجيش العراقى، فربما يصبح ضروريا "توفير النصائح القتالية عن قرب" ما يتطلب توجه المستشارين إلى الجبهة مع نظرائهم العراقيين. وأكد ديمبسى أن أى استخدام للقوات الأمريكية فى الميدان سيحدث بموافقة من أوباما، وأوضح أن أوباما "أبلغنى بالعودة إليه بحسب كل حالة"، مضيفا أن المعارك المستقبلية فى العراق قد تتطلب وجود قوات أمريكية على الأرض للمساعدة فى توجيه الضربات الجوية الأمريكية لقوات المسلحين فى تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف. وفى رد فعل على تشكيل التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية دعا تنظيما القاعدة فى المغرب الإسلامى وجزيرة العرب فى بيان مشترك غير مسبوق "المجاهدين" الى الوحدة فى وجه "الحملة الصليبية" التى تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق وفى سوريا. وقال البيان المشترك الذى نشر على الانترنت "أمام هذه الحملة الصليبية الظالمة لا يسعنا إلا الوقوف فى عدوة الاسلام والمسلمين، ضد امريكا اليهودية وحلفها اليهودى الصليبى الصفوى المرتد العدو الحقيقى للأمة والملة".