جنيهات معدودة كانت كافية ليتجرد شاب من جميع المشاعر الإنسانية ويشعل النيران فى المنزل كاملاً بعدما فجر أنبوبة بوتاجاز به، ليتحول الشارع فى لحظة واحدة إلى قطعة من جهنم. آثار الخراب والدمار التى خلفها الحريق ظهرت واضحة على الأبوين، فالأب الذى يتخطى الخمسين من عمره مرسوم على وجهه ملامح الانكسار حيث برر ذلك بسوء معاملة نجله له، بينما كانت الأم أكثر حزنا حيث ترك الحريق آثاره على معالم وجهه وقالت:7 جنيهات كانت كافية لإشعال نيران الخلافات بيننا وذلك عندما قرر نجلى «صباح» شراء «توك توك» للعمل عليه بعدما فشل فى حياته، وأصبح كابوساً قابعاً على قلبى أنا ووالده، فلم نشعر بأنفسنا إلا ونحن نستلف آلاف الجنيهات من الجيران لشراء توك توك له، ربما يغير ذلك من مسار حياته، إلا أن أحلامنا تبخرت عندما طلبنا منه إعطاءنا جزءا من الإيراد فأكد لنا أنه لا يتخطى 7 جنيهات يومياً، «صباح» كان يفرض علينا إتاوات يوميا تمثلت فى شراء علبة سجائر مع مطلع شمس كل يوم إلا أن الأمر زاد عن حده بتعديه علينا بالضرب ورفض إعطاءنا أى جزء من إيرادات التوك توك فقررنا أن نحرمه منه، فأكد لنا أنه سيحرق قلوبنا، لكننا لم نلق له بالا، إلا أنه ذهب إلى الجيران وأجبرهم على ترك منازلهم لأنه سيدمر الشارع كاملا، لم تلق كلماته مكانا عند أحد حتى اندلعت النيران وكانت فى طريقها إلى المنازل المجاورة لولا تدخل رجال الحماية المدنية.