سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مكتسبات الثورة تدفع التيار الديمقراطى للوساطة بين التحالفات لمواجهة عودة "الوطنى المنحل".. محاولات التحالف لتوحيد الصف فى معركة النواب تنتظر "ساويرس".. وسياسيون: 80% للفردى يجعل المهمة مستحيلة
منذ الإعلان عن تأسيس تحالف التيار الديمقراطى من مجموعة الأحزاب التى دعمت حمدين صباحى، ولم تتوقف مساعى أحزاب التيار لتوسيع التعاون بين القوى المدنية فى الانتخابات البرلمانية القادمة، لعدد من الاعتبارات فى مقدمتها ما يصفه التحالف بالخطر الذى تتعرض له مكتسبات الثورة. تمثلت هذه المحاولات فى اتصالات مكثفة بقيادات عدد من التحالفات والأحزاب السياسية فى مقدمتها الأحزاب التى شكلت تحالف الوفد المصرى ممثلة فى الوفد والمصرى الديمقراطى علاوة على التواصل المستمر مع حزب المصريين الأحرار والذى يفضل العزلة حتى الآن عن باقى التحالفات الأخرى ويؤكد خوضه الانتخابات البرلمانية منفردًا. المحاولات المستمرة التى يجريها تحالف التيار الديمقراطى تنتظر لقاء بين الدكتور أحمد البرعى وزير التضامن الأسبق ومؤسس الكتلة الوطنية، والمهندس نجيب ساويرس مؤسس حزب المصريين الأحرار وفقا لما أكده الدكتور البرعى فى وقت سابق. ويأتى ذلك بعدما توقفت المحاولات فى محطة الاتفاق على كتابة وثيقة موحده للأحزاب فى لقاء جمع البرعى والدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد المصرى. من جانبه قال خالد داود المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطى، إن سعى التحالف لإيجاد مساحات مشتركة بين أحزاب التيار المدنى ودفعهم لخوض الانتخابات البرلمانية تحت راية موحدة لا يرجع لفقر الموارد المالية لأحزاب التيار الديمقراطى، مشددًا على أن توحد الأحزاب يفرضه تقييم المشهد السياسى. وأكد دواد فى تصريحات ل"اليوم السابع" أن محاولة دولة مبارك فى العودة والقضاء على كل مكتسبات ثورة 25 يناير، إلى جانب سعى عناصر الإسلام السياسى إلى مزيد من الفوضى يفرض على الأحزاب التعاون من أجل أن يكون لهم صوت مسموع داخل البرلمان القادم. وأشار دواد إلى أن التحالف يعمل من خلال عدد من الوثائق التى تعرض على أطراف المشهد السياسى والتى تعلى من مبادئ 25 يناير وأفكارها كمبادئ أساسية لهذا التحالف الجديد الذى يسعى له التيار الديمقراطى، ويعرضه على أطراف مختلفة من بينهم المصريين الأحرار والوفد المصرى، لافتا إلى أنه من المفترض أن يوقع الأعضاء المشاركون فى هذا التحالف على الوثيقة الجامعة له كأجندة برلمانية لهم داخل المجلس القادم. فى المقابل اعتبر الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التحركات السياسية لإنشاء تحالفات موحدة عبارة عن فقاقيع على سطح الحياة السياسية المصرية، لافتا إلى عدم وجود أحزاب سياسية ذات جذور قوية فى المجتمع المصرى نظرا لطول فترة التجريف للحياة السياسية نفسها، معتبرا أن هذا الأمر يزيد من صعوبة التنسيق بين هذه الأحزاب فى نسبة 80% من مقاعد البرلمان المخصصة للفردى لدرجة تشبهة المستحيل حسب قوله. وأضاف نافعة فى تصريحات ل"اليوم السابع" أن أغلب الصراعات بين التحالفات المختلفة والتى يحاول البعض حلها، هى بالأساس صراعات لتحقيق طموحات شخصية لعدد من النخب السياسية المتواجدة بهذه الكيانات، وأن المشكلة الأكبر فى قانون الانتخابات الذى لا يتيح لهذه الأحزاب أن تتكتل، مشددا على أن البرلمان القادم غير محدد المعالم وأن هذه التحالفات لن يكون لها دور قوى داخل البرلمان القادم. فى حين قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن التحالفات الانتخابية التى يتردد أسماؤها فى المشهد السياسى المصرى، لم تصل حتى هذه اللحظة لمرحلة البلورة النهائية، لافتا إلى أن غياب الرؤية والأجندة السياسية الجامعة لهذه الأحزاب يحبط المحاولات التى تتجه لتوحيد الأحزاب فى تحالف واحد. وأضاف فهمى فى تصريحاتٍ ل"اليوم السابع" أن أغلب الأحزاب المصرية تعانى من ضعف الموارد المالية، علاوة على عدم وجود أرضيات لهذه التحالفات فى الشارع المصرى واعتمادهم على الوجوه النخبوية فقط، مما يزيد من صعوبة حصولهم على نسبة كبيرة فى البرلمان القادم حسب قوله.