أكد اللورد جون بريسكوت تصميمه، على المضى قدما فى الكتابة عن غزة والحرب غير المتكافئة وسقوط ضحايا بين النساء والأطفال، وقال إن وقوفه وحيدا كسياسى، رفيع المستوى فى هذا المضمار لن يصيبه بالإحباط. ونوّه بريسكوت الذى شغل منصب نائب رئيس الوزراء البريطانى، السابق فى مقال نشرته صحيفة (الديلى ميرور البريطانية) - أنه عندما كتب للمرة الأولى فى هذا الصدد كان معدل القتلى الفلسطينيين، لم يتخط بعد حدود الألف قتيل، أما الآن فقد شارف حدود الألفين، فى واقع استبيحت فيه المستشفيات والمدارس والمنشآت التابعة للأمم المتحدة فى غزة. وكشف القيادى بحزب العمال البريطانى عن تعرّضه الى اتهامات وانتقادات عبر البريد الإلكترونى ومن جانب نواب يهود بمجلس النواب البريطانى جرّاء وصفه قطاع غزة بأنه "معسكر اعتقال"، وقال إن هؤلاء كتبوا إلى كبير مراقبى البرلمان يسألونه عن مدى انضباط سلوكه البرلمانى، ولفت بريسكوت فى هذا الصدد إلى نداء نائب رئيس البرلمان الإسرائيلى بعد ذلك بأسبوع إلى بناء معسكرات اعتقال فى غزة، وقال "لا شك أن مجلس النواب سيدينه". وأكد اللورد بريسكوت أنه لن يتراجع عن موقفه، مشيرا إلى انضمام آخرين إلى صفه فى إدانة إسرائيل، أمثال نائب رئيس الوزراء البريطانى نيك كليج، واللورد بادى أشداون الزعيم الأسبق لحزب الديمقراطيين الأحرار، وبوريس جونسون عُمدة لندن، واعتبر بريسكوت استقالة سعيدة وارسى من منصبها كوزيرة للدولة فى الخارجية البريطانية بمثابة الأمر الفاضح لسياسة رئيس الحكومة ديفيد كاميرون المجحفة إزاء ما يجرى فى غزة. وأعاد بريسكوت الأذهان إلى وقت اشتعال الثورة الليبية، ووقوف كاميرون إلى جانب الثوار للإطاحة بنظام القذافى، وكيف ذهب إلى طرابلس مصطحبا مصوّرين لتهنئة الثوار بالتخلص من الطاغية واختيار الحرية، وأشار إلى ما آلت إليه الأمور فى ليبيا التى انحدرت إلى مستنقعات الدماء وعمّتها الفوضى بعد أن انقسم هؤلاء الثوار إلى ميليشيات مُسلحة يقاتل بعضها بعضا. وانتقل بريسكوت إلى موقف كاميرون إزاء الثورة السورية، وكيف أراد الإنضمام إلى الولاياتالمتحدة فى اجتياح سوريا بدافع الإطاحة بنظام بشار الأسد وإرساء قيم الديمقراطية، وقال " لو كنا فعلنا ذلك، لكنا الآن نقاتل فى نفس خندق هؤلاء المدافعين الشجعان عن القيم الغربية من تنظيم (داعش) المسلح الذى استولى على مساحات شاسعة من الأراضى العراقية، وها هو يجبر الناس على التحول إلى الإسلام كبديل وحيد لمواجهة الموت!، حمدا لله أن إد ميليباند زعيم حزب العمال قد أوقف كاميرون فى الوقت المناسب".