"دراويش أبو الغيط".. هم مجموعة من الرجال، اقتحموا قبل سنوات طويلة عالم الزار، الذى تتربع على عرشه النساء فى مصر، ووضعوا قانونهم الخاص لفرقة الزار التى شكلوها تحت شعار "للرجال فقط"؛ فعلى عكس الزار المصرى الذى تكون شيخته أو "كوديته"، كما يطلقون عليها، سيدة، فإن قائدهم رجل وهو "أحمد الشنكحاوى" وجميع أفراد فرقته من الرجال لكنهم يقدمون خدماتهم لكافة النساء الراغبات فى العلاج الروحى بدقات الزار. لا يستخدم أعضاء "زار أبو الغيط" الدف والبخور كما تفعل كوديات الزار المصرى، ولكنهم ينشدون أغانيهم الصوفية ويؤدون رقاصتهم على وقع نغمات آلات "الكولة" و"المزاهر" و"الطبلة"، كما يشرح "زكريا إبراهيم" مؤسس مركز "المصطبة" للفنون الشعبية والذى انضمت إليه فرقة"دروايش أبو الغيط" قبل ثلاث سنوات، ويروى "زكريا" قصة هذا الانضمام قائلا: "قابلت فرقة أبو الغيط فى أحد دقات الزار التى كانوا يقيمونها بحكم اهتمامى بالفنون الشعبية ومتابعتى للزار المصرى والسودانى وطلبت منهم تقديم عروضهم فى مركز المصطبة إضافة لجلسات الحضرة التى ينظمونها بشكل أسبوعى فى منازلهم فى القليوبية". يشرح "زكريا" الاختلاف بين "الحضرة" و"دقة الزار" قائلا: "الزار عبارة عن علاج نفسى بينظمه فنانو الفرقة فى بيوتهم بشكل أسبوعى وبيسموه الحضرة لكن لو عملوا الزار فى بيت حد من العيانين بيبقى اسمه "دقة زار" والفرق بينهم زى الفرق بين الكشف فى عيادة الدكتور أو الزيارة الخاصة لبيت المريض". فوائد الحضرة ودقات الزار الروحية كما يقول "زكريا": "بتحسس الإنسان اللى عنده تعب نفسى أن فى ناس حواليه ومهتمة بيه وبتواسيه وتطيب جراحه وأغلب رواد الزار بيكونوا من السيدات لأن الزار فى الأساس موجه ليهم كنوع من الترويح عن النفس". قبل أن ينضم فنانوا الفرقة لمركز المصطبة كانوا ومازالوا يقيمون الليالى والحضرات فى قريتهم "أبو الغيط" وغيرها من القرى بمحافظة القليوبية التى حصلت على اسمها نسبة إلى الشيخ الغيطانى، الذى تتبرك به القرية ويتغنى أعضاء الفرقة بكرماته، إضافة إلى تأديتهم للأغانى الشعبية والصوفية التى توارثوها جيل بعد جيل، والتى تدور حول العشق الإلهى ويصحبها المواويل الشعبية ورقص التنورة.