تشهد ألمانيا حاليا اتصالات مكثفة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبى لتجاوز جمود عملية السلام فى المنطقة. وقال راديو صوت ألمانيا اليوم، إن الحكومة الألمانية أطلعت مسبقا على تفاصيل الورقة الأمريكية، التى يحملها المبعوث الأمريكى الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى لإعادة المفاوضات بين الجانبين، وتعرف فى أى اتجاه تسير الأفكار الأمريكية المطروحة لحل أزمة الشرق الأوسط، لكنها لن تعلِّق عليها قبل انتهاء جولة ميتشيل فى المنطقة وبعد مباحثات ميركل ونتانياهو من المنتظر أن يصل الرئيسان الإسرائيلى والفلسطينى قريبا إلى برلين. وأعلن الناطق الرسمى باسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهلم أن برلين تجرى حاليا محادثات مكثفة مع الأطراف المعنية فى المنطقة، مشيرا إلى أن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز سيزور الثلاثاء المقبل، وسيبحث مع المستشارة أنجيلا ميركل أزمة الشرق الأوسط،على أن تلتقى المستشارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى العاصمة الألمانية فى الأول من فبراير المقبل للغاية نفسها. كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو زار مع وفد حكومى كبير برلين مطلع الأسبوع الجارى وبحث ملف الشرق الأوسط مع المستشارة الألمانية ووزير خارجيتها غيدو فيسرفيلله الذى زار المنطقة أخيرا. وذكرت بعض تسريبات إعلامية ألمانية أن الورقة الأمريكية تتضمن استئناف المفاوضات على المسارين الفلسطينى والسورى من دون شروط مسبقة، والتوصل إلى اتفاق على دولة فلسطينية مؤقتة، وإجراء مفاوضات منفصلة عن الضفة الغربية وغزة، والتوفيق بين مطلب إقامة الدولة الفلسطينية على أراضى 1967 ومطلب يهودية دولة إسرائيل. وعما إذا كانت الولاياتالمتحدة والحكومة الألمانية تسعيان إلى الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية للقبول ببدء المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى، رغم استمرار إسرائيل فى سياسة الاستيطان فى القدسالشرقية، نفى الناطق الرسمى باسم الحكومة الألمانية ذلك قائلا، "إن الأمر لا يتعلق هنا بتحميل هذا الطرف أو ذاك ذنبا أو مسئولية كما أننا لا نبحث عن الأسباب، بل نريد التطلع إلى الأمام والوصول إلى مفاوضات قريبا". وأضاف أن الوضع الحالى فى المنطقة "واضح لنا، وكذلك المسائل الصعبة والأسئلة التى يطرحها الجانب الفلسطينى، الأمر الذى سيكون بالطلع محل تداول مع الرئيس عباس، ولا أعتقد أنه سيكون نافعا البحث فيها علنا قبل الاجتماع به". وأضاف "نريد أن نكون قادرين على تقديم المساعدة". وحول كلام نتانياهو الأخير حول إبقاء قوات من الجيش الإسرائيلى فى وادى الأردن فى حال تم الاتفاق حول دولة فلسطينية، أوضح المتحدث باسم الخارجية الألمانية أندرياس بيشكه قائلا: "إن موضوع الأمن هو من مواضيع الحل النهائى التى تحددها "خارطة الطريق" الدولية وقَبِلها الطرفان الإسرائيلى والفلسطينى". وأضاف "هذا يعنى أنه لا يحق لطرف من الطرفين اتخاذ مواقف أحادية الجانب، بل عليهما الاتفاق حولها فى مفاوضات مباشرة".