ببحار الحب شاهدت الكثير.. شاهدت سفنًا غرقى تعيش على الذكرى.. ووديانًا من النيران تهدأ بلمسة حنان.. وحيتانًا مفترسة تتلون بكل الألوان.. لتستغل كل من يعطيها الأمان.. شاهدت قلوبًا تشعر بالغربة وأخرى تتلذذ بالقسوة.. شاهدت كهوفًا ببطن الجبال.. يحتمى بها من خاف من غدر الزمان.. سألنى الموج ما سبب وجودى بينهم؟.. أأنت أحد الغرقى؟.. وقبل إجابتى شدتنى تيارات ليس لى قوة على تحملها.. والموج يصرخ فى أذنى.. أن الحب الصادق الواثق نجاتى فى أى مكان .. وراحت تلمسنى نظرات.. منها المكسورة.. وأخرى مغرورة.. وأخرى كاذبة كلما كررت النظر تتغير الصورة.. شاهدت قصور العشق المهجورة .. ولآلئ من الجمال لكن لا يلتفت إليها إنسان.. وآخر كلما رفع بناء للحب ليرتفع به.. هدمه بجهله فسقط به.. شاهدت ظلمات البحور بها قلوب تضيء.. رغم فقرها ما زال معها ما تعطيه.. ورأيت أذرع الإخطبوط المفترس.. كلما أراد أن يوقع بفريسته أكل ذراع نفسه بالخطأ.. ورأيت أم تحمى أولادها من سمك القرش.. من شجاعتها رأيت القرش يرتعش.. ورأيت كهوفًا الصبر فيها تجمع من صبر.. يضيء من فيه بنور القمر.. ورأيت من تلاعب بالقلوب.. فى وادى النيران مغلوب.. مهما وصفت ثم وصفت.. ببحار الحب كل الصور تجمعت.. وفجأة.