السلفية والسياسة: التيه بين النص والواقع.. قراءة في التحولات الكبرى    شركة العاصمة الإدارية: لا ديون علينا.. وحققنا 80 مليار جنيه أرباحًا خلال 3 سنوات    متحدث الكهرباء: 15.5 مليار جنيه خسائر سرقات واستهلاك غير قانوني    وزير الاتصالات: مصر تقفز 47 مركزًا عالميًا بمؤشر جاهزية التحول الرقمي    نيجيريا: تحرير 130 تلميذًا وموظفًا خطفهم مسلحون من مدرسة الشهر الماضي    بوتين يصف اتفاقية الحدود بين دول آسيا الوسطى ب"التاريخية"    ضبط سورى بجنسية مزورة يعمل داخل وزارة الدفاع الكويتية.. اعرف التفاصيل    بحضور عضوي مجلس إدارة الأهلي، محمود بنتايك يحتفل بزفافه على سندس أحمد سليمان    إصابة 8 أشخاص في تصادم بين سيارتين على طريق المنصورة    للمرة الثانية خلال يومين.. إخلاء سبيل إبراهيم سعيد في اتمامه بسب وقذف طليقته    ريهام عبد الغفور: خريطة رأس السنة محطة استثنائية في مسيرتي الفنية    دوميط كامل: الدول المتقدمة تُقدّم حماية البيئة على المكاسب الاقتصادية مهما بلغت    الدفاع الروسية تعلن إسقاط 35 مسيرة أوكرانية خلال ساعات    عماد الدين أديب: ترامب ونتنياهو لا يطيقان بعضهما    الكرملين: روسيا تدرس مقترحات خطة السلام بناء على اتصالاتها في ميامي    رسميا.. إبراهيم دياز رجل مباراة المغرب وجزر القمر فى افتتاح الكان    أكسيوس: لا توجد مؤشرات حتى الآن على هجوم إيرانى وشيك ضد إسرائيل    سفيرة مصر بتايلاند تؤكد التزام القاهرة بدعم الجهود الدولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية    أمم إفريقيا - محمود صابر: نهدف الوصول لأبعد نقطة في البطولة    خالد الغندور: توروب رفض التعاقد مع محمد عبد المنعم    لعبة في الجول – أمم إفريقيا.. شوت في الجول واكسب البطولة بمنتخبك المفضل    رئيس غرفة البترول باتحاد الصناعات: مصر بها 34 معدنًا مدفونًا في باطن الأرض    بيان عاجل من المتحدث العسكري ينفي صحة وثائق متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي| تفاصيل    اعترافات المتهم بقتل زميله وشطر جثمانه 4 أجزاء في الإسكندرية: فكرت في حرق جثته وخشيت رائحة الدخان    إخلاء عاجل لفندقين عائمين بعد تصادمهما في نهر النيل بإسنا    سائق يقتل زوج شقيقته إثر نزاع عائلي على شقة ميراث بالخانكة    من حقول الطماطم إلى مشرحة زينهم.. جنازة مهيبة لسبعة من ضحايا لقمة العيش    مصرع فتاة إثر تناول قرص غلال سام بالمنيا    ضبط 286 قطعة سلاح أبيض خلال حملات أمنية خلال يوم    أبناؤنا أمانة.. أوقاف بورسعيد تطلق خارطة طريق لحماية النشء من (مسجد لطفي)| صور    محمد سلام في العرض الخاص لفيلم خريطة رأس السنة    تعرف على جوائز الدورة ال7 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير    "بنتي بتقولي هو أنت كل سنة بتموت"، تصريحات قوية من عمرو زكي عن حالته الصحية    بالصور.. ختام الدورة السابعة لمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير    تطورات الحالة الصحية لإدوارد بعد ظهوره على كرسي متحرك    أستاذ بالأزهر يوضح فضائل شهر رجب ومكانته في ميزان الشرع    الصحة توضح آليات التعامل مع المراكز الطبية الخاصة المخالفة    عصام الحضرى: مصر فى مجموعة صعبة.. والشناوى سيكون أساسيا أمام زيمبابوى    هاني البحيري: يد الله امتدت لتنقذ أمي من أزمتها الصحية    عمرو زكى: اتحاد الكرة مش بيحمى حسام حسن.. وأمى مقهورة بسببى    تامر النحاس: سعر حامد حمدان لن يقل عن 50 مليونا وصعب ديانج يروح بيراميدز    نجاح عملية معقدة لتشوه شديد بالعمود الفقرى بمستشفى جامعة كفر الشيخ    بدون تدخل جراحى.. استخراج 34 مسمارا من معدة مريضة بمستشفى كفر الشيخ العام    سلوكيات خاطئة تسبب الإصابة بالفشل الكلوي    بعد 18 عاماً من الإشارة إليها فى «أخبار الأدب» |قريبًا .. السيرة الشعبية المفقودة للحاكم بأمر الله متاحة للقراء    تكريم الزميل عبد الحميد جمعة خلال المؤتمر السادس لرابطة تجار السيارات 2025    الصحة: إغلاق 11 مركزًا للنساء والتوليد بسبب مخالفات تهدد سلامة الأمهات    الصحة توضح أسباب اعتداء الطلاب على زميلهم في أكتوبر    دعاء أول يوم في شهر رجب.. يزيد البركة والرزق    جامعة العاصمة تنظم معرضا متكاملا بالتعاون مع محافظة القاهرة    وزير الإسكان يتابع موقف مشروعات وحدات المبادرة الرئاسية" سكن لكل المصريين" بعددٍ من المدن الجديدة    تعليم الغربية: عقد لجنة القيادات لتدريب 1000 معلم لقيادة المدارس كمديرين    برلمانية المؤتمر: تعديلات قانون الكهرباء خطوة ضرورية لحماية المرفق    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 21ديسمبر 2025 فى المنيا    انطلاق الإثارة في أمم إفريقيا 2025.. المغرب يواجه جزر القمر في افتتاح المجموعة الأولى    محافظ القاهرة جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي    بعد رؤية هلال رجب.. ما هو موعد شهر شعبان ؟    الإفتاء: الدعاء في أول ليلة من رجب مستحب ومرجو القبول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 43..مبارك وحسين سالم.. لغز الألغاز..لغز المليارات التى هربها حسين سالم بعد ثورة يناير بطائرة خاصة من مطار شرم الشيخ
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 08 - 2014

عندما تنحى مبارك كانت هناك الكثير من الأحاديث عن ثروته، وظهر اسم رجل الأعمال الغامض حسين سالم، بوصفه مفتاح كل الألغاز حول مبارك والعائلة والثروة، وظل سالم اسما غامضا، كان اسمه يتردد خلال التسعينيات همسا ولم يكن معروفا إلا فى إطار النخبة، وتم التعتيم على اسمه فى استجواب بمجلس الشعب، وكان سالم يمتلك امبراطورية أعمال فى مجالات البترول والسياحة، والعقارات، وكان تقريبا هو باب منتجع شرم الشيخ. ولم تكن له صور معروفة فى الصحف باستثناء صورة واحدة، بعد تنحى مبارك ذكر اسم حسين سالم بوصفه الرجل الذى هرب ثروة مبارك للخارج، وأنه غادر مصر فى ذروة أحداث يناير 2011، وفشلت كل محاولات القضاء المصرى طوال أكثر من 3 سنوات لإعادته، حيث يقيم هو وأولاده فى إسبانيا، التى يحمل جنسيتها، وراجت تقارير على شبكة الإنترنت أن حسين سالم استقل طائرته الخاصة من مطار شرم الشيخ، ومعه صناديق تحتوى على ملايين الدولارات حملها فى صناديق الى الخارج. لكن حسين سالم نفسه سخر من هذه القصة، وقال إن عالم البيزنس لا يعرف نقل هذه الكمية من المال السائل، وهناك طرق عديدة لنقل الأموال عبر مسارات طبيعية، خاصة أنه رجل أعمال معروف ويحمل ثلاث جنسيات غير الجنسية المصرية.
حسين سالم رجل مخابرات ترك الجهاز لكنه لم يترك علاقته بالعمل داخل منظومة الأمن والاتصال، ضمن نظام معروف بأن رجال المخابرات عندما يتقاعدون يسمح لهم بإقامة شركات أو بيزنس، لا يكون بعيدا عن العمل الاستخبارى والأمنى، باعتبارهم محل ثقة. حسين سالم، كان يعمل مع شركة النصر للتجارة وهى إحدى الشركات المصرية التى أنشئت بمعرفة المخابرات فى الستينيات وكانت تقوم بأدوار فى أفريقيا وآسيا ودول العالم، ومن خلال عمله مع شركة النصر ارتبط حسين سالم بشبكة علاقات واسعة تجارية وسياسية، منها علاقة قوية ربطته بقيادات الإمارات والشيخ زايد بن سلطان. وكان يرتبط بعلاقة مع حسنى مبارك من نهاية الستينيات، توطدت بعد تولى مبارك منصب نائب الرئيس السادات،
وكشف الباحث والصحفى الأمريكى «جوزيف ترينتو» فى كتابه «مقدمة للإرهاب» أنه بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 أوفت الولايات المتحدة ورئيسها جيمى كارتر بوعدها فى تقديم مساعدات عسكرية واقتصادية لمصر، وكان نقل المعونة يتم بمعرفة حسنى مبارك نائب الرئيس، وكان النقل يتم من خلال شبكة ضمت كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية وقتها ومحمد عبدالحليم أبوغزالة الملحق العسكرى فى السفارة المصرية بواشنطن، ومنير ثابت شقيق سوزان ثابت، ومعهم كان رجل الأعمال حسين سالم الذى كان يمتلك شركة «يترسام» إحدى شركات الخدمات، ونقل الأسلحة والمعدات، بالتعاون مع شركات أمريكية أو أوربية يديرها أيضا رجال استخبارات سابقون.
حاول حسين سالم فعل ذلك من خلال شركة «يترسام» وعندما طلب من البنتاجون الترخيص لشركته بنقل السلاح أخبره المسؤول «ثون ماربود» أنه لابد له أن يكون له شريك أمريكى حتى يتم ترخيص الشركة. وكان مبارك وأبوغزالة ومنير ثابت على علاقة وثيقة بالمسؤول «ثون ماربود».. ودعموا إيجاد شريك أمريكى لحسين سالم وتكونت شركة إيتسكو «الشركة المصرية الأمريكية للنقل والخدمات» وأصبح سالم يمتلك %51 من الأسهم وتوم كلاينز ضابط مخابرات أمريكى سابق %49.. ووقتها سمح وليام كيسى المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية لشركة «ايتسكو» بنقل الأسلحة الأمريكية إلى المجاهدين الأفغان، واتفق أن تشحن مصر أسلحتها السوفيتية القديمة إلى أفغانستان مقابل أسلحة وتكنولوجيا أمريكية حديثة. وتم ذلك عبر السعودية وبترتيبات مع كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية وقتها، وكان الرئيس أنور السادات على علم بالاتفاق ضمن دعمه للجهاد ضد الغزو السوفيتى.
كان حسين سالم حسب القانون الأمريكى يستأجر شركة شحن بحرى أمريكية لنقل الأسلحة هى شركة «هوبل مان للشحن البحرى». لكن مراجعة فواتير نقل السلاح من شركة «ايتسكو» كشفت عن مغالطات ومغالاة فى حساب تكاليف الشحن والنقل، وعندما علم السادات طلب من نائبه حسنى مبارك التحقيق فى هذه المخالفات. كما اعترضت وكالة الأمن القومى الأمريكى برقيات من حسين سالم كشفت عن أن منير ثابت «صهر مبارك» كان هو حلقة الوصل بين مبارك وعمليات نقل السلاح الأمريكى لمصر.. وفى 27 أكتوبر 1981 فتحت المباحث الفيدرالية الأمريكية تحقيقا فى مخالفات شركة «ايتسكو»، ونشرت الواشنطن بوست وقتها عن مخالفات ارتكبها منير ثابت فى نقل الأسلحة الممولة من المعونة.
ووصلت القضية أمام محاكم فلوريدا بالولايات المتحدة، وكتب الصحفى الأمريكى الشهير وقتها جاك أندرسون عن الاتهامات الموجهة للشركة واتهموا حسين سالم بالحصول على 73 مليون دولار زيادة فى تكاليف الشحن والنقل.
ودفع حسين سالم غرامة ضخمة، وقال ردا على ذلك إن قضية ايتسكو تدخل فيها الرئيس الأمريكى رونالد ريجان استنادا إلى المصلحة الأمريكية العليا ودواعى الأمن القومى، وتمت تسوية قضائية دفع فيها حسين سالم 24 ألف دولار أمريكى غرامة هو ومنير ثابت مناصفة وقال: لم يحكم فيها بمنعنا من دخول أمريكا وترددت أنا ومنير على أمريكا عشرات المرات.
القضية فى مجلس الشعب.
وفى عام 1984 أدلى حسنى مبارك بحديث لمكرم محمد أحمد رئيس تحرير مجلة المصور، سأله مكرم عن تجارة السلاح ومخالفات صهره منير ثابت قال مكرم محمد أحمد: فى واشنطن نشر الصحفى جاك أندرسون مقالا تحدث فيه عن شركة نقل كانت تتولى شحن الأسلحة الأمريكية لمصر وقال إنه كان لصهركم الذى يعمل مديرا لمكتب مشتريات الأسلحة فى العاصمة الأمريكية مصالح مع هذه الشركة. وذكر أسماء بعض المسؤولين المصريين الآخرين. هل يمكن أن تقول لنا شيئا تعليقا على هذه القصة؟
مبارك: نعم لقد قرأت ما كتبه «جاك أندرسون» والغريب فى الأمر أن أندرسون كتب فى هذا الموضوع قبل ذلك ولم يذكر اسم صهرى ولكن لماذا عمد إلى أن يعيد كتابة القصة مرة أخرى عندما تم ترشيحى لمنصب رئيس الجمهورية. هذه المرة زج الصحفى الأمريكى باسم صهرى مع أننى واثق من تصرفاته، وعلى يقين بأنه غير متورط فى أى لون من هذه التصرفات.. وأقول لك: إننى لن أرحم أحدا حتى ولو كان أخى، حتى ولو كان أقرب الأقرباء، وقال مبارك: حتى من قبل أن أكون نائبا لرئيس الجمهورية كان تحت يدى وفى نطاق تصرفاتى حسابات بالملايين، ما كان أحد يمكن أن يعرف عنها شيئا، وطوال حياتى وحتى من قبل أن أدخل العمل العام لم أكره شيئا قدر الذين يمدون يدهم إلى مال الغير.. لكن قضية علاقة مبارك بتجارة السلاح تجددت فى عام 1990 أمام مجلس الشعب، حيث تقدم النائب الوفدى السابق علوى حافظ فى 5 مارس 1990 باستجواب فى مجلس الشعب وتعرض فيه للمحاكمة التى تعرض لها رجل الأعمال حسين سالم صديق حسنى مبارك فى أمريكا بسبب مخالفات
شركة «ايتسكو»، واتهم علوى حافظ مبارك وقال: إنه هو صاحب الاسم الكبير فى مصر الجديدة.. هذه الشخصية منحت صديقها رجل الأعمال الغامض آلاف الأفدنة فى سيناء وأقام عليها قرية سياحية واحتكر تصدير البترول لإسرائيل، وأصدر علوى حافظ كتابا سجل فيه وقائع الاستجواب. وقال إن مجلس الشعب وافق على مناقشة الاستجواب لكن اشترط رئيس المجلس الدكتور رفعت المحجوب وكمال الشاذلى حذف أى أسماء. إنه قدم مستندات الى الدكتور المحجوب حول شركة السلاح التى ساهم فيها حسنى مبارك مع حسين سالم صديق مبارك ومنير ثابت واللواء عبدالحليم أبوغزالة مع شركة «الأجنحة البيضاء» الأمريكية واتهمهم بالتلاعب بالمعونات والحصول على عمولات بالملايين. وأثناء الاستجواب حمل صفوت الشريف تعليمات من مبارك للمحجوب طالبه فيها بشطب كل الأسماء من المضبطة. وبالفعل فإن المحجوب شطب كل الأسماء، وقرر حفظ الاستجواب والعودة للجدول. وكان السماح بمناقشة الاستجواب أحد أسباب الخلاف بين مبارك والمحجوب.
حسين سالم من جانبه، كان على علاقة قوية بمبارك وأسرته، وكان يقوم بخدمات للعائلة يقول إنها خدمات من واقع الصداقة، وكما كان يقول إنه لا يعمل وحده، لكنه يعمل بمعرفة السلطات والأجهزة، وكان حسين سالم هو من أقنع مبارك بالانتقال للإقامة فى شرم الشيخ، وأقام له مسجدا، ومركز مؤتمرات ضخم استضاف مؤتمرات السلام وغيرها، وكان مبارك كثيرا ما يدعو الزعماء العرب والأفارقة والأجانب لقضاء الإجازات فى المنتجع، واتسعت أعمال حسين سالم فى مجالات تصدير البترول لإسرائيل، والغاز بعد ذلك، وكان شريكا فى شركة ميدور لتكرير البترول التى أقيمت بشراكة مصرية إسرائيلية.
ويروى الدكتور كمال الجنزورى فى مذكراته عن مشروع شركة ميدور لتكرير البترول ويقول: مشروع لم أرتح له أبدًا فى أى وقت من الأوقات، إنه مشروع ميدور لتكرير البترول، وهو مشروع مصرى/إسرائيلى مشترك، وكانت نسبة المشاركة المصرية فى البداية %60 و%40 للجانب الإسرائيلى.
يقول الجنزورى: تلقيت اتصالًا من اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة، أوائل يوليو 1997، يطلب التوصية لدى البنك المركزى بضمان قرض أجنبى، لاستكمال تمويل المشروع المصرى - الإسرائيلى، ميدور لتكرير البترول.
اتصلت بالسيد إسماعيل حسن محافظ البنك المركزى الذى أخبرنى أن المطلوب ليس ضمان نصيب الجانب المصرى فى القرض فقط، لكن ضمان القرض كله بما فيه حصة الجانب الإسرائيلى، وهو ما رفضته ورفضه معى السيد إسماعيل حسن، وقد أكدت عليه ألا يعطى ضمانًا إلا لحصة مصر مهما كان الضغط عليه.
إزاء هذا الموقف الحاسم، فوجئت بزيادة حصة الجانب المصرى فى المشروع إلى %80، وحصة الجانب الإسرائيلى انخفضت إلى %20، ومع ذلك استمر إصرارى وإصرار رئيس البنك المركزى على رفض ضمان ال%20 الخاصة بالجانب الإسرائيلى، وهذا ما تم فعلًا، ومن العجيب أن نصيب الجانب المصرى البالغ %80 تبين أن فيه %20 نصيب رجل الأعمال حسين سالم، وعند إعادة هيكل الملكية تم تقييم قيمة السهم بألف دولار.
يقول الجنزورى: جاءنى بعد بضعة أشهر حسين سالم ليطلب الموافقة على بيع %20 من الأسهم فقلت: هذا أمر لا يخصنى، بيعًا أو شراءً، اذهب إلى المالكين والمختصين بهذا الموضوع. وأسقط الأمر فى يده، ولم يجد الإجابة التى تريحه. وعند انصرافه سألته من قِبل العلم بالشىء: إن شاء الله ناويين تبيعوا السهم بكام؟!
فقال: ب4 آلاف دولار!
يقول الجنزورى: صدمنى الرقم، فقلت: إزاى؟! السهم من 4 شهور كان بألف دولار، يقفز إلى 4 آلاف دولار، إيه اللى حصل، المشروع لم يأت بجديد ليتغير السعر ويتضاعف أربع مرات، فهل التقييم الأول كان أقل من الواقع أم أن التقييم الأخير أكثر من الواقع؟ أحسست أن الأمر فيه شىء.. وسكت عندما لاحظ الضيق فى وجهى.
وبعد قليل اتصلت باللواء عمر سليمان وأخبرته بما جرى. فقال: «تعقيبًا على سعر البيع» أهى تجارة بأه!!
سالم من جانبه، كان متهما مع مبارك فى قضية قتل المتظاهرين وتصدير الغاز لإسرائيل، التى اتهم فيها وزير البترول الأسبق سامح فهمى وتمت تبرئته، حيث أعلن فهمى أن تصدير الغاز لإسرائيل كان قرارا سياسيا وسياديا، بينما قال حسين سالم إن الغاز كان ضمن تفاصيل سياسية وأمنية بين الأجهزة المصرية والإسرائيلية، وأن الإسرائيليين كانوا يحصلون على الغاز بالسعر العالمى، وأنه لم يكن له دور فى ذلك وإنما فقط كان مجرد وسيط. كما قدم حسين سالم عقودا تفيد بملكية مبارك وابنيه علاء وجمال لفيلات فى شرم الشيخ. وكان يقول إنه بدأ الاستثمار فى شرم الشيخ ولم يكن فيها أى خدمات، وقال إن مبارك سعى لإقامة عاصمة أوروبية فى مصر ليعيش فيها عند شيخوخته، حسين سالم المقيم فى إسبانيا، عرض التصالح مع السلطات المصرية القضائية والتنازل عن نصف قيمة استثماراته. ورفضت المحاكم الإسبانية تسليمه لمصر. لكن ماتزال وراءه الكثير من الألغاز بصفته أحد مفاتيح عهد مبارك.
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 42..مناورات اللحظة الأخيرة بين مبارك وأوباما..مبارك التقى فرانك وايزنر وقال له إنه سيترشح ثم عاد وقال لن أترشح فأصيب أوباما بارتباك
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 41.. مبارك بعد فوات الأوان.. عمر سليمان رفع لمبارك تقريرا يوم 19 يناير يحذره من المظاهرات لكنه تجاهله وأحاله إلى رئيس الوزراء
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 40.. مبارك وتونس والإنذار الأخير..بعد هروب الرئيس التونسى قال مبارك لعمر سليمان: أنا مش جبان علشان أهرب زى زين العابدين بن على
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 39.. مبارك وعمر سليمان والمشير.. توازن الأمن..اللواء عمر سليمان الذى كان أقرب المقربين لمبارك لم يكن يحظى بثقة كاملة من الرئيس
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 38.. مبارك تحت حصار المرض وزكريا عزمى.. سوزان أجبرته على إلغاء قرار تعيين عمر سليمان نائباً مرتين.. مبارك خرج بعد انتشار شائعة موته يقول:«مش لاقى حد ينفع يترشح»
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 37.. مبارك والشاطر والإخوان.. من التحالف للصدام .. رسالة الجماعة لرئيس المخابرات: لا نسعى إلى الحكم وعلى استعداد تقديم ضمانات ..ورد مبارك: "اتركوهم يعملوا"
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 36 ..مبارك والعادلى.. الأمن والسياسة ..مبارك تردد فى تعيين العادلى بعد حادث الأقصر وفكر فى تعيين وزير من الجيش لولا تحذير زكريا عزمى
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 35 ..مبارك وتحالف جمال وزكريا عزمى وأحمد عز.. أحمد نظيف يقدم سجل إنجازاته فى خمس سنوات ويتحدث عن نسبة النمو ويتجاهل الفقراء.. زكريا عزمى يلعب دوراً مزدوجاً
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 34.. مبارك يترشح وجمال يحكم..ترشح مبارك وفاز لكن جمال هو الذى كسب المزيد من السلطة داخل الحزب والحكومة وسيطر على حكومة نظيف
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. حلقة 33.. مبارك سافر لإجراء جراحة خطرة بألمانيا وقال: اعتبرونى إجازة ورفض تعيين نائب.. أعلن تعديل الدستور من مدرسة المساعى المشكورة وعاد للمنوفية بعد غياب نصف قرن
مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 32.. مبارك وجورج بوش والفرص الضائعة..نجا مبارك من حرب الخليج الأولى والثانية وأصر على التلاعب بمطالب الأمريكان بين التغيير والهروب
للاطلاع على المزيد من حلقات مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" أضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.