حُب الوطن يستلزم الذود عنه والسهر على أمنه وأمانه واستقراره ولن يتأتى ذلك بالتمنى بل بالعمل بإخلاص مقترن بيقين بأن حياة الإنسان لاقيمة لها لو تعرض الوطن للعدوان وأجدنى استرجع المشهد السياسى فى مصر منذ ثورة 23 يوليو سنة 1952 وكان المأمول أن يكون جلاء الاستعمار ورحيل الملك بداية لهدأة الوطن واستقراره فإذا بالإحداث تتوالى منذرة بأن مصر فى مرمى النيران، حيث تحول الاستعمار إلى تربص دائم لأجل الإجهاز على الحُلم المصرى وكان العدوان الثلاثى الغاشم على مصر فى عام 1956 ثم نكبة يونيو سنة 1967 . على أرض الواقع مصر لم تلزم الصمت وكانت بطولات شعبها حديث الدنيا بأسرها ولن ينسى العالم ماحدث فى بور سعيد ومدن القناة وقد تلاحم الشعب صفا واحدا لأجل التصدى للعدوان الثلاثى إلى أن فارقنا ، وهو نفسه الشعب الذى ذاق مرارة نكسة يونيو 1976 وسواء سميت هزيمة أو نكسة أو نكبة فالمعنى واحد حيث كان المبتغى هو الإجهاز على تجربة جمال عبد الناصر بمثل ماحدث مع محمد على باشا حيث وجد الغرب فى قوة مصر خطر داهم لأجل الهيمنة على الشرق الأوسط قاطبة حيث آبار النفط والموقع الجغرافى وقامة مصر العالية التى جَمعت العرب تحت لواء القومية العربية لأجل وطن عربى موحد من المحيط إلى الخليج. كانت بحق أيام مجد توارى جراء التربص به لينتهى الحلم برحيل جمال عبد الناصر ويتحول الوطن العربى إلى دويلات ضعيفة ليأتى زمان ويكتب الشاعر نزار قبانى بحسرة ومرارة" متى يعلنون وفاة العرب" وأجدنى أعاود الحديث عن مصر ماجرى فيها بعد"رحيل" الرئيس جمال عبد الناصر وقد كان انتصار الجيش المصرى فى حرب السادس من أكتوبر رائعا وبحسب تعبير المفكر العملاق توفيق الحكيم "عبرنا الهزيمة" ولم تدم الفرحة طويلا حيث وصلنا إلى مرحلة "تقزيم" لدور مصر على نحو ترتب عليه أن صار الحديث إلى الدول العربية فرادى لأن فى الاتحاد قوة لينتهى الأمر إلى قطيعة عربية لمصر فى أعقاب زيارة الرئيس السادات للقدس وماهى إلا سنوات ويُغتال الرئيس السادات لتدخل مصر فى نفق مظلم حيث غياب القائد المُلهم وظهور الحاكم المستبد لنحو ثلاثين عاما انتهت بثورة 25 يناير 2011.. ويبقى سرد الأحداث بعدها غير مجد لأنها منقوشة كالوشم فى قلوب المصريين وقد صار الوجع قوميا جراء التربص لمصر وهذه المرة انضم فصيل متمرد لأعداء مصر وكانت ثورة 30 يونيو 2013 هى البداية لعدوان جديد على من" أعداء" جُدد قوامهم" جماعة" الإخوان ودولة يؤسف أنها عربية اسمها قطر وتركيا وبالطبع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. الأمر جد خطير والوطن يكابد وتلك رسالة للشعب المصرى كى يتوحد ويظل يقظا ملتفا حول الجيش ونظام الحكم لأن مصر فى حرب أمدها عند الله وليكن النداء.. الله أكبر.. الله أكبر فوق كيد المعتدى" نشيدا" وطنيا يردده" الشعب " بمثل " ماحدث أثناء العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956 تزامنا مع التخلى عن الشعارات الجوفاء لأن مصر لن تعود إلا بالعمل والتوحد فى وجه العداون الغاشم الجديد المبتغى لمصر ألا تعود.. قوية.