"روح الفانله الحمرا".. ظاهرة يجب أن تُدرس فى مدارس كرة القدم.. تلك الروح الكامنة فى نفوس كل من يرتدى تيشيرت النادى الأهلى أياً كانت إمكانياته. بعد غياب بطولة الدورى عن الأضواء منذ عام 2011 فاز الأهلى بدرع الدورى للمرة ال37 فى تاريخه والثامنة على التوالى فى موسم من أصعب المواسم التى مر بها الفريق لعدة معوقات اجتاحت الفريق منذ انطلاق البطولة، أهمها اعتزال الأسطورة "أبو تريكة" الذى أثر بشكل كبير فى اهتزاز خط وسط الأهلى بجانب اعتزال "بركات" صاحب حيوية ونشاط خط وسط وهجوم الأهلى، واعتزال صخرة دفاع مصر "وائل جمعة" التى تحطمت عليها آمال كثير من المهاجمين أمثال "إيتو" و"دروجبا" وغيرهم. بالإضافة لشبح الإصابات الذى اجتاح الفريق منذ بداية الموسم وحتى نهايته وأهمها إصابة نجوم مثل "عماد متعب وأحمد خيرى وعبد الله السعيد ووليد سليمان وشريف عبد الفضيل" وغيرهم من إصابات امتدت لطوال الموسم وإصابات أثرت فى مباريات عديدة. كل هذه الاعتزالات والإصابات أدت لنتائج متضاربة أطاحت بمحمد يوسف وجاءت بفتحى مبروك الذى أعاد الأهلى للإنتصارات بفريق الشباب. كل المعوقات التى وقفت أمام الأهلى لإبعاده عن اللقب ال37 كانت دافعا لشباب الأهلى الواعد فى الفوز بالدرع للمرة الثامنة على التوالى. عاد الأهلى على يد شبابه ومدربه فتحى مبروك للمركز الأول وتأهل للدورة الرباعية وحقق البطولة بفضل عدة عوامل أولها وأهمها فى المقام الأول "جمهور الأهلى" برغم غيابه عن الملاعب طوال الموسم فإن جمهور الأهلى ظل وراء فريقه فى التدريبات وفى فندق اقامتهم فى مباريات الرباعية حتى وصولهم لملعب اللقاء كان الجمهور ملازما لهم.. استحق الجمهور لقب اللاعب رقم "1" والعامل الأول للفوز باللقب بعد إشادة كل مسئولى الأهلى به وإشاده مدرب الفريق " فتحى مبروك" بدور الألتراس فى تحقيق اللقب بالرغم من غيابه عن الملاعب. وكان لفتحى مبروك تأثير قوى فى الفوز بالدرع حيث شغل منصب المدير الفنى للأهلى فى ظروف صعبة بعد النتائج المتدهورة بسبب الإصابات والاعتزالات التى لم يتحملها المدرب محمد يوسف، وعالج فتحى مبروك تلك الظروف بالشباب وبدراسة الخصم جيداً واللعب على نقاط ضعفه وإيقاف نقاط قوته، الأمر الذى وصل به للتتويج باللقب. لاعبو الأهلى بالكامل كانوا من العوامل التى تحملت كل الصعاب وتغيير المدرب وانتخابات رئاسة النادى وإصابات واعتزالات لاعبين، تحمل لاعبو الأهلى كل هذه الصعاب وكانوا على قدر المسئولية سواء اللاعبين الكبار أو اللاعبين الشباب فالكل لعب باسم الأهلى وكان له دور فى تحقيق اللقب وكان شباب الأهلى الصاعد عاملا قويا فى الفوز بالدرع حيث أثبتوا أنهم على قدر مسئولية ارتداء تيشيرت الأهلى وفازوا على الزمالك فى أفضل مواسمه وحققوا انتصارا غاليا على بتروجيت برباعية نظيفة وتعادلوا مع سموحة العنيد وفازوا بالدرع وأثبتوا حقيقه مقولة "الأهلى بمن حضر". إدارة الأهلى كانت من عوامل فوز الأهلى باللقب حيث حاولت قدر الإمكان توفير كل الإمكانيات فى ظل الظروف الصعبة التى مر بها مدربو الأهلى سواء محمد يوسف أو فتحى مبروك. أثبت الأهلى لكل الحاقدين أنه يمرض ولا يموت وأثبت صحة مقولة "المستحيل مش أهلاوى" وأثبت أن روح الفانلة الحمراء ليست شعارا يُقال من فراغ بل هو حقيقة تم إثباتها بالفعل. "الأهلى بمن حضر".. بجمهوره وبلاعبيه وبمدربيه وإدارته يظل كما قال المايسترو "الأهلى فوق الجميع". فى نهاية الموسم أسكت الأهلى ألسنة كل من ادعى سقوط الأهلى وابتعاده عن المنافسة.