فى محاولة للهروب، بدأ نصاب مدينة نصر فى استخدام طريقة استخدمتها هدى عبد المنعم من قبل، حيث تحولت إلى المسيحية وتبرعت بنصف مليون جنيه إلى الكنيسة اليونانية. حركة غير عادية انتابت الأجهزة الأمنية خلال اليومين الماضيين بعد أن توصلت المباحث الجنائية الدولية "الإنتربول" إلى مكان إسلام جادو، نصاب أبناء الوزراء الهارب إلى الخارج، حيث تأكد أن جادوا وزوجته دخلا الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ ثلاثة أيام بعد أن ظلا خلال الفترة الماضية لدى والد زوجته بكندا، كما فجر محامى ضحايا النصاب مفاجأة، وهى اعتزام إسلام جادو التقدم بطلب لجوء دينى إلى الولاياتالمتحدة، وهو ما يمنع القبض عليه أو تسليمه. أرسلت المباحث الجنائية الدولية (الإنتربول) تقريراً إلى وزارة الداخلية حول تتبع جادو الذى استولى على 3 مليارات جنيه من الأهالى، ثم هرب إلى الخارج فى الأسبوع الأول من فبراير 2007 وهى عملية النصب التى تورط فيها بهاء عثمان نجل وزير التنمية الاقتصادية، ومجموعة كبيرة من أبناء المحافظين ورجال الأعمال ولواءات الداخلية. جاء فى تقرير الإنتربول الدولى أن إسلام جادو دخل الولاياتالمتحدة منذ ثلاثة أيام بصحبة زوجته حنان محمد الموصلى، التى تحمل الجنسية الكندية، عن طريق كندا التى ظل بها المتهم الهارب طوال الفترة الماضية منذ هروبه من مصر. وعقب وصول تقرير الإنتربول الدولى إلى أجهزة الأمن فى مصر، بدأت عمليات البحث عن أرصدة إسلام بأمريكا للتحفظ على الأموال وإعادتها إلى مصر مع القبض على النصاب الهارب. وكشف مجدى محفوظ، محامى ضحايا إسلام جادو، عن مفاجأة، وهى اعتزام النصاب الهارب تقديم طلب لجوء دينى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للهروب من تتبع الأمن له إلى الأبد، وذلك بتقديم طلب اللجوء الدينى الذى يشمل تغيير ديانته إلى أى ديانة أخرى وبالتالى الحفاظ عليه وعدم تسليمه من جانب الحكومة. وأشار محامى الضحايا إلى أن خطة اللجوء الدينى وضعها إسلام جادو قبل هروبه من مصر بعد أن قام بدفع مبلغ 140 ألف جنيه إلى إحدى شركات السياحة بمدينة نصر لأداء فريضة الحج فى العام الماضى، إلا أنه وبدون أسباب تراجع فى اللحظة الأخيرة وتخلف عن أداء الفريضة، وهو ما أدهش كل المحيطين به، خاصة أنه يحرص على أداء الفروض، وتخلفه عن الحج يؤكد أنه كان ينوى الهروب واللجوء الدينى، لأن قيامه بالحج ينفى اضطهاده دينياً أو كراهيته للإسلام، وهى نفس الطريقة التى اتبعتها هدى عبد المنعم المرأة الحديدية التى غيرت ديانتها إلى المسيحية وتبرعت بنصف مليون جنيه إلى الكنيسة اليونانية وأطلقت على نفسها اسم "مريم" هرباً من ملاحقة الإنتربول لها بعد استيلائها على 45 مليون جنيه من أموال البنوك فى نهاية الثمانينيات، وقد نجحت خطتها ورفضت اليونان تسليمها إلى مصر بدعوى أنها مضطهدة دينياً داخل بلادها. بدأت النيابة المالية والتجارية فى تطبيق مواد القانون الخاصة بالجريمة المنظمة على قضية نصاب أبناء الوزراء الهارب وهى الطريقة الوحيدة التى رأتها لاسترداد الأموال والقبض عليه، خاصة أن هناك 136 دولة موقعة على مكافحة الجريمة المنظمة منها معظم دول أوروبا وأمريكا وآسيا، وهى محاولة أخيرة لتضييق الخناق على النصاب الهارب . بدأت مباحث الأموال العامة فى البحث عن أستاذين بطب قصر العينى عقب البلاغ الذى تقدم به عبد الرحمن النجار مدير مركز السموم، الذى اتهم فيه استاذى كلية الطب بمشاركة النصاب الهارب الذى استولى من مدير مركز السموم على 3.7 مليون جنيه، وقد أشارت تحريات مباحث الأموال العامة إلى أن المتهمين اختفيا تماماً خلال اليومين الماضيين وانقطعا عن الحضور بكلية طب قصر العينى، وهو ما يشير إلى إمكانية هروبهما إلى الخارج. تبين من التحريات تعامل جادو مع بنكين فقط، هما البنك العربى الأفريقى وبنك باركليز، وقد عثرت مباحث الأموال العامة على 500 جنيه فقط كرصيد بأحد البنكين وأنه يمتلك فلتين برقم 43، 45 شارع المارونى بمدينة نصر، كما يمتلك شقة أخرى بمدينة السلام وقد قام بدفع 500 ألف جنيه كمقدم لحجز فيلا بمدينة "مدينتى". بالاستعلام عن السيارات التى كان يستقلها تبين أن سيارته ال "BMW " مسحوبة بالتقسيط من إحدى الشركات ومدينة بأقساط تجاوزت 250 ألف جنيه، وقد اشترتها الشركة عقب هروبه، أما باقى السيارات التى كان يستقلها فقد اكتشفت المباحث أنه كان يقوم باستئجارها، وهى سيارات فارهة لخداع المحيطين به كما تبين أن النصاب الهارب قد قام ببيع الكافيه الخاص به. أشار مجدى محفوظ، محامى ضحايا النصاب، إلى أنه تقدم بمذكرة إلى النيابة العامة حول عملية الجريمة المنظمة واتفاقيات مصر مع الدول بخصوصها، مؤكداً أنه حصل على إيصال تسديد رسوم الحج من شركة السياحة، وهو ما يقطع الطريق على إسلام جادو الذى ينوى السير فيه للحصول على موافقة الحكومة الأمريكية على طلب اللجوء الدينى إلى أمريكا.