(0900) .. لم يصبح مجرد رقم للمسابقات، أو تحميل الرنات والنغمات، بل وصل الأمر إلى أن يوظفه البعض فى مضامين اجتماعية وحياتية، يستقطبون لها بعض العناصر الفنية، ويزعمون من خلالها قدرتهم على الاستماع لمشاكل الآخرين، وسرعة الرد عليها من خلال تخصيص عدد من الساعات يوميا لاستقبال المشاكل، ومحاولة حلها، أو تخصيص فترة زمنية متأخرة من اليوم لعمل حوار مباشر، فى محاولة لمناقشة المشكلة، ووضع حلول لها. سماح أنور من النجمات اللاتى أقترن اسمها ب 0900 ،عندما بدأت عدد من القنوات الفضائية والإذاعة تعلن للجمهور أنها تنتظر سماع مشاكلهم، وتحاول إيجاد حلول لها ،بعد أن اشتهرت بتقديم برنامج"تجربتي"، وأعلنت عن استعدادها لسماع مشكلات أى شخص يرغب فى الحديث ولا يجد من يسمعه، على هذا الرقم، على أن يعاود الاتصال بها بعد 24 ساعة للاستماع إلى الحل، ولكن إذا أراد المتصل التحدث إليها مباشرة، فعليه الاتصال بها بعد منتصف الليل حتى ال 2 صباحاً. وعلى الرغم من الهجوم الذى تعرضت له سماح أنور بعد هذه التجربة، وإعلانها أنها لا تتاجر بمشاكل الجمهور ،إلا أنه سرعان ما انتشرت 0900 بهذه النوعية من "الفضفضة السماعية"لمشاكل وهموم الناس ، بظهور المذيع أحمد عبدون الذى أشتهر ببرنامجه الدينى "عم يتساءلون"، الذى يناقش فيه العديد من القضايا والفتاوى الدينية، ويبدو أنه وسع نشاطه إلى الفتاوى العاطفية أيضا ، فصار له خط خاص من خطوط 0900 يسمى "فضفضة" للمشاركة فى حل المشاكل العاطفية. الكاتبة الصحفية حسن شاه وصفت ظاهرة 0900 لحل المشاكل والعقد ب"البدعة"، وقالت إن ما يحدث منتهى الاستهانة بعقول الناس ، فما هى مؤهلات أحمد عبدون أو سماح أنور ليساعدا الناس فى حل مشاكلهم الاجتماعية مهما كانت حجمها. وأشارت شاه إلى أن المسئولية لا تقع على عاتق عبدون أو سماح أنور فقط ، بل على الجمهور الذى يهرول بالاتصال بهذه الأرقام، لأنه لا توجد مشاكل يمكن أن نحلها على التليفون ،ومن يقترن أسمه بحل مشاكل الآخرين ،يجب أن تكون لديه خبرة حياتية بمجريات الحياة ،ويحتك بالجمهور مباشرة ،فيكتسب طرق مختلفة وتتوسع مداركه لحل أزمة مادية أو نفسية وخلافة. الكاتب والإعلامى خيرى رمضان أكد أن هذه المسألة تندرج فى إطار القناعات الشخصية، فهناك البعض يروج لهذا الفكر الغريب، ويبيعها لآخر يبدأ فى ترويجها لمستخدم يقبل عليها ويشتريها ،كما يحدث فى حال الترويج للفتاوى الدينية على التليفون ،وخلافه، ومادام هناك من لا يتصدى لها، بسبب المستخدم الذى يدفع مبالغ طائلة فيها ،فلا يقع اللوم على مروجيها.