شهدت مدينة لوديف الفرنسية، مؤخرًا فعاليات الدورة السابعة عشرة ل"مهرجان لوديف الدولى للشعر"، والذى انعقد بمشاركة حوالى 50 شاعرًا من أكثر من 20 دولة من دول البحر المتوسط، منها مصر والمغرب وفلسطين والأردن وسوريا وتونس. كما شارك عدد من الدول غير العربية هذا العام منها فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، اليونان، البرتغال، رومانيا، صربيا، سلوفينيا، قبرص، تركيا، ألبانيا، بلغاريا، مالطة، فضلاً عن إيران، التى مثلها الشاعر والمخرج الشهير عباس كيروستامى كضيف شرف للمهرجان، حيث تم عرض مجموعة من أفلامه، وجرى الاحتفال بصدور أعماله الشعرية الكاملة مترجمة إلى الفرنسية. وقد شهد المهرجان حضور شخصيات عربية مرموقة، منهم فرانسوا زبال مدير "معهد العالم العربى" فى باريس، وهو من الجهات الداعمة للمهرجان. وتدعم المهرجان كذلك منظمة اليونسكو، ويعد أحد أبرز مهرجانات الشعر والإبداع الموسيقى فى العالم، التى تعنى بالتواصل الحضارى بين الأمم، والمعرفة الثقافية المتبادلة بين الشعوب. انطلق حفل الافتتاح فى ميدان عام فى قلب مدينة لوديف وسط حشد من الحضور، وامتزجت فيه المعزوفات الموسيقية الأوركسترالية والفردية بقصائد 15 شاعرًا تم اختيارهم، ليشاركوا فى الإلقاء بالفرنسية وبلغاتهم الأصلية، على ثلاث مجموعات، كل مجموعة خمسة شعراء. ويكتسب المهرجان خصوصيته من كونه يعقد فعالياته الجماهيرية فى الهواء الطلق، فى أمكنة مفتوحة، قرب الأنهار، والجبال، وفى الحدائق، والمراعى، وعلى الجسور العتيقة، وفى المقاهى، فى أجواء حميمة تلائم الفنون والإبداعات التلقائية الطازجة التى يعرضها المهرجان. وبخلاف الفعاليات الشعرية، اشتمل المهرجان أيضًا على حفلات موسيقية، وغنائية، ومسرحية، فضلاً عن الرقصات، وعروض السيرك، وعروض مرحة للأطفال. وضمن محور المهرجان "أن تكون شاعرًا اليوم"، دارت مناقشات وندوات متعددة خلال أيام المهرجان، تبادل فيها الحضور والجمهور الحديث عن واقع الشعر الآن، وطبيعة العلاقة بين القصيدة الجديدة وتفاصيل الحياة اليومية العابرة، ومدى تأثر الشعر بالأحداث السياسية الكبرى فى العالم، وبالثورة المعلوماتية والرقمية، وعلاقة الكتابة بالحرية، وهل تطرح القصيدة تساؤلات أم تحاول تقديم إجابات؟ وغيرها، من القضايا المتعلقة.