حض الاتحاد الافريقى اليوم الاثنين طرفى النزاع فى جنوب السودان على استئناف مفاوضات السلام المتعثرة حاليا لتفادى سقوط مزيد من القتلى جراء المعارك والمجاعة. وقال الرئيس النيجيرى السابق اولوسيغون اوباسانجو رئيس لجنة الاتحاد الإفريقى للتحقيق فى الفظائع التى ارتكبت فى جنوب السودان ان "البديل من المفاوضات بالنسبة اليهم هو الغرق مجددا فى العنف، اذن علينا تشجيعهم على مواصلة التفاوض". وأوضح انه تم العثور على مقبرتين جماعيتين فى جنوب السودان ووصلت معلومات عن مقابر أخرى قرب مدينتى بنتيو (شمال شرق) وبور (شرق) النفطيتين واللتين دمرتهما المعارك على غرار مدن اخرى عديدة فى البلاد. وقضى الالاف وربما عشرات الالاف ونزح اكثر من مليون ونصف مليون اخرين جراء النزاع الذى اندلع فى منتصف ديسمبر. ولجأ اكثر من مئة الف مدنى الى قواعد الاممالمتحدة فى مختلف انحاء البلاد حيث ارتفعت نسبة الوفيات جراء الامراض وسوء التغذية.وحذرت المنظمات الانسانية من ان البلاد تنزلق نحو المجاعة. وشكل الاتحاد الافريقى فى مارس لجنة للتحقيق حول الفظائع فى جنوب السودان بعد معلومات عن قيام طرفى النزاع، اى قوات الرئيس سلفا كير وانصار نائب الرئيس السابق رياك مشار، بانتهاكات لحقوق الانسان.ولم تحرز مفاوضات السلام التى تجرى فى اديس ابابا اى تقدم وقد علقت حتى اشعار اخر الشهر الفائت. وأضاف اوباسانجو "على (الجانبين) ان يدركا ان العالم ينظر اليهما وان العالم لن ينتظرهما الى ما لا نهاية".وكانت السلطة الحكومية للتنمية فى شرق افريقيا (ايغاد) التى تقوم بوساطة بين طرفى النزاع، قد امهلت الطرفين حتى 11 أغسطس لتشكيل حكومة وحدة موقتة. ونبه اوباسانجو الجانبين الى انه فى انتظار ان يستأنفا المفاوضات "فان كل شيء يمكن ان يحصل، قد ينفجر (العنف) وهذا الانفجار قد يؤدى الى سلسلة ردود فعل". وتقول المنظمات الإنسانية أن الجوع يهدد ملايين الأشخاص على المدى القريب إذا لم يرصد المجتمع الدولى أموالا، علما بان الأممالمتحدة لا تملك حاليا سوى أربعين فى المئة من الأموال الضرورية للمساعدة الإنسانية. ودعا اوباسانجو قادة البلاد الى البدء باصلاحات سياسية معتبرا أن العدالة هى مرحلة أولى ضرورية فى اتجاه مصالحة وطنية. وقال أن "الأمر الأول الذى يجب القيام به لمصالحة الناس هو التأكد من وجود عنصر العدالة".