تتناول رواية "نساء القاهرة دبى" حياة أسرة مسيحية مصرية من منطقة شبرا، ذلك الحى الشعبى العتيق الذى تظهر فيه شهامة أولاد البلد وتكاتفهم فتختفى فوارق الدين وتذوب الفتن الطائفية معلنة الوحدة الوطنية، أسرة عاصرت تقلبات وتحولات المجتمع المصرى منذ حرب أكتوبر 1973 وحتى ثورة يناير2011 ، تتنقل بين القاهرة ودبى. يطوف بنا ناصر عراق عبر أربعة أجيال بدءا من الأستاذ جرجس مدرس اللغة العربية العاشق لطه حسين ومرورا بابنته إنصاف التى يستشهد زوجها صبحى الضابط بالجيش المصرى خلال حرب أكتوبر، ثم أبنائها سوزان ونبيل وإنجيل، ثم الجيل الرابع الممثل فى مادلين وفيليب ابنى سوزان التى تحب شابا مثقفا هو يحيى بهنسى، لكنها لا تلبث أن تهجره لترتبط بآخر مسيحى، ثم تتزوج فى النهاية من شقيق مارسيل زميلة والدتها. وفى دبى تكتشف برودة حياتهما معًا، وهناك تبدأ قصة حب جديدة خارج كافة القيود الاجتماعية والدينية، فتتنفس عبير الجمال الحقيقى للحياة تزامنًا مع ثورة 25 يناير فى مصر. هذه الرواية شدت الأضواء سطوعاً، بتنوع الدخول إليها وتعدد طرق قراءتها، فمن الممكن أن نبحث فى عبق الزمان وتنوعاته اللسانية، وعبقرية المكان، وأفعال السرد فيه، ودلالة تتابعهما أو تقاطعهما، وكذلك الشخصيات ومكانتها فى صنع الحدث وتقرير المصائر. يتحفنا الكاتب بالأسلوب السردى فى أحداث الرواية، دون أن يتخلى عن الأسلوب الحوارى فيظهر تعدد الأصوات فى جميع فصولها. والواضح أن "عراق" عوّض عن تماديه فى السرد على حساب حوار أشخاص الرواية بإسلوب تصويرى أخّاذ، حيث يجذب القارئ وكأنه أحد أبطال الرواية، من حيث طريقة تفكيرهم وأفعالهم. هنا مزج ناصر عراق بين التلقائية والبعد عن التكلف بالمحسنات اللفظية فى استخدام تشبهات باللغة العربية الفصحى، إضافة عن بعض المشاهد السينمائية التى تجذبك وكأنك تراها متأثرًا باللحظة، بين الدراما والمأساة من جهة و الأمل والحب من جهة أخرى. حتى أن العديد من النقاد اعتبروا أن رواية "نساء القاهرة دبى" تصور المجتمع المصرى فى أجمل صوره. دكتور جابر عصفور الأهرام 19-مارس 2014 أثارت الرواية إعجابى بالفعل، وشدتنى إلى قراءتها والاندماج مع أحداثها وشخصياتها، غير عابئ بضخامة صفحاتها التى تصل إلى ستمائة وسبعين صفحة بالتمام والكمال. وصبرى على قراءة هذا العدد من الصفحات، وتفرغى الكامل للرواية التى سرقتنى من كل ما أنا فيه ليومين متتاليين بلا نوم تقريبا علامة أولى على ارتفاع عنصر التشويق وفاعليته فى الرواية. بهاء جاهين - الأهرام 4 مارس 2014 "نساء القاهرة - دبى"، رواية تقنعك بشخصياتها، السياسة لا تتطفل كثيراً على الحياة فيها لكنها موجودة وبقوة دون أن تحول الشخصيات إلى دُمى، وعنوانها خادع نوعا ما، لأن الرجال فيها شخصيات روائية لا تقل جاذبية عن النساء، وتدفق الحكى وفتنته رغم ضخامة العمل لا يجعلك تلقيه جانباً، بل تحب شخصياته، حتى غير الملائكية منها، لأنها جميعاً تنبض بالحياة، ولذلك تظل معهم حتى آخر سطر، وربما تحن إليهم فى يوم ما.. فتعود لنساء ورجال القاهرة ودبى. مصطفى بيومى البوابة نيوز 3-مارس 2014 يقدم الروائى الكبير ناصر عراق شهادة بالغة الأهمية، فنيًا وموضوعيًا، عن تفاعلات الواقع المصرى عبر أكثر من نصف قرن، سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا وفنيًا. نجد فى عالمه الثرى السلس رؤية جريئة شجاعة عن التحولات السياسية العاصفة، من عبد الناصر إلى مبارك مرورًا بالسادات، ونجد اقتحامًا جسورًا لقضية الوحدة الوطنية وما تعرضت له من وهن وتحديات، ونجد أيضًا معالجة متزنة لأزمة اليسار المصرى عبر عقود من الازدهار النسبى والانكسار المريع. الموقع الذى تحتله أم كلثوم يعبر عن هذه الأبعاد المتشابكة الشائكة جميعًا، ومن خلالها ينتصر ناصر للإنسان المصرى البسيط العادى، وارث الحس الحضارى الذى يقبع فى أعماقه، صانعًا بوصلة دقيقة يميز بها بين صواب الفطرة السوية وضلال المؤثرات الدخيلة التى تصنع الكثير من الصدأ، ولا تقود إلى الموت. أحمد إبراهيم الشريف – اليوم السابع 22 مارس 2014 الجانب الأهم فى ملحمية الرواية يكمن فى "إنسانيتها" التى تراهن على الحب وتجعله "موهبة".. وفى قدرتها الكتابية على جعل القارئ سريع التعلق بشخصياتها يحب "إنصاف" ويعشق "سوزان" ويتعاطف مع "وداد عبد الحميد" .. لكنه يتوارى بعيدا إن شاهد "فؤاد مسيحة" يعبر الطريق أو لمح "رمزى مينا شنودة" يتكئ على عرجه القبيح وهو يصفع بنتا بعينين خضراويتين فيسيل دمعها على بشرة بلون الخوخ.. وربما يتتبع "يحيى بهنسى" وهو يلقى أشعاره على مقهى الفيشاوى.. ويظل معه يشعر بدفء أصابع "سوزان" النائمة فى يده.. وبالتالى سيشد قامته ويسير خلف "مرسى الشبكى" فى نضاله.. وسيأخذ مجلسه فى الكنيسة فى قداس روح الأستاذ "جرجس" بالقرب من "إنصاف" كى يمد يده يمسح الدمع الحارق من على وجهها.. ويرفع يده بالتحية لصورة الشهيد "صبحى ميخائيل".. مصطفى عبيد الوفد 25 مارس 2014 لأول مرة تظهر الأسرة المسيحية بشكل ملحمى حيث تتوالى أربعة أجيال بدءا من الأستاذ جرجس مدرس اللغة العربية المستنير والمحب لطه حسين ومرورا بابنته إنصاف التى يستشهد زوجها الضابط بالقوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، ثم أبنائها من بعد ذلك سوزان ونبيل وإنجيل، ثم الجيل التالى الممثل فى مادلين وفيليب ابنى سوزان.